لا شئ يشغل بال المصريين في الوقت الحالي وقادر على إثارة دهشتم بعد حالة التغيري المناخي وحرارة طقس مارس، سوى لاعبنا الخلوق محمد صلاح نجم المنتخب المصري والمحترف في صفوف "الريدز" نادي ليفربول بالدوري الإنجليزي العريق المجنون. صلاح الذي تتغنى به جماهير إنجلترا، وأحدث تغييرات إجتماعية في بلاد الإنجليز، وأصبحت رؤيته في "ملعب أنفيلد" متحف بصري لخُلق الإسلام الرفيع، فعل ما لم يفعله سابقيه من المحترفين سواء على مستوى مصر أو العالم الإسلامي من شهرة تشوبها الإعجاب والقدوة الحسنة والأمل الكبير. لعشاق الساحرة المستديرة وخاصة متابعي الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليج" نجم قديم هو اللاعب الإنجليزي "هاري كين" مهاجم "السبيرز" نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي، إنطفئ مع عودة صلاح الثانية للبريميرليج بعد تجربة تشيلسي القصيرة، ف "كين" المتصدر باسمه "تريندات" مواقع التواصل مع كل هدف والإحتفاء الملحوظ به عند المصريين في تعدد أهدافه وتمريراته الحاسمة، باتت صرحًا من خيال فهوى وأصبح بين العاشقين دمًا. فالحرب بدأت سريعة بين "نجم الريدز" و"محارب السبيرز" في ترتيب هدافي البريميرليج، هدف لصلاح يتلوه هدف لكين أو العكس، كأنك تشاهد حلقة من مسلسل الكارتون الشهير "توم جيري"، "مصراوي" يقدم سيناريو تخيليا لمحمد صلاح صباح اليوم الجمعة: استيقاظ مبكر كالعادة لصلاح لتأدية صلاة الفجر، يتبعها نظرة سريعة لابنته الجميلة مكة من طرف خفي على باب الحجرة، أملًا في ألا يقطع فترة نومها، ويتسبب في إزعاج لزوجته من عناء ملاطفة الصغيرة مبكرًا فاليوم مازال طويلًا، يتناول قهوته بعد قراءة متأنية لسورة الكهف يجعل الله بها نور له ما بين الجمعتين، ثم تأتيه الفكرة، لماذا لا أزور زميلي في الملاعب "هاري كين" الذي تسبب إصابته في الكاحل غيابه شهر عن الملاعب؟!. فزع صلاح للفكرة وهبّ واقفًا، ولكن سرعان ما جلس مرة ثانية من وسوسة عابرة في أن "كين" قد يرى ذلك نوع من الشماتة، فالأخير لا يغيب عنه هجوم المصريين عليه داخل صفحته بموقع"فيسبوك" وكذلك لم ينجي حسابه بموقع"تويتر" من عبارات استهجان "يا فرخة". صلاح كعادته مهاجم ذكي لا ينتظر كثيرًا أمام المرمى، فكيف بثواب عيادة المريض، فلا يوجد في منطقة دفاع مرمى الثواب سوى الشيطان، فتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " من عاد مريضًا غاص في الرحمة، حتى إذا قعد استقر فيها " لحظات سريعة وهاتف صلاح "كين"، وسط استقبال طيب من مهاجم السبيرز الذي رد شكر السؤال بجملة شغلت تفكير صلاح "علمت الآن لماذا تمنى جماهير ليفربول استبدال الآذان بشعار الريدز"، فباغته صلاح "لاعليك يا صديقي فالإطمئنان على صحتك خير من صدارة الهدافين والحذاء الذهبي". هالة من النور والطمأنينة أثلجت صدر صلاح وأبعدت ألم المزاحمة الدنيوية وأحلت مكانها قيمة إنسانية عظيمة وهي الخلق الحسن. تمتم صلاح في سره "الحمد لله على نعمة الإسلام" وذهب بسرعته القياسية للمرمى الثالث ليكون في صدارة المصلين للجمعة المباركة.