يقدم لنا الدكتور عصام الروبي أحد علماء الازهر الشريف تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات الكتاب الحكيم من المعاني والاسرار وموعدنا اليوم مع تفسير قول الله تعالي: {هل أتاك حديث الغاشية}، وما يعنيه اللفظ القرآنى "الغاشية" من المعانى والأسرار وذلك ما سوف نعرفه من خلال السطور التالية. (الغاشية): لفظ مشتق من الغشيان، وهو تغطية الشيء لغيره. يقال: غشيه الأمر: إذا اغطَّاه. والغاشية: من أسماء يوم القيامة. قال ابن عباس وقتادة وابن زيد وسفيان وجمهور المفسرين: أُطلق عليها (الغاشية)؛ لأنها تغشى الناس بشدائدها، وتكتنفهم بأهوالها، حتى تغطى عقولهم عن التفكير في أي شيء سواها. وخلاصة المعنى: أن الله تبارك وتعالى أراد بهذا الاستفهام التعجيب من حديث القيامة، والتشويق إلى سماعه والإشعار بأنه من الأحاديث البديعة التي حقها أن تتناقلها الرواة. هل بلغك-أيها الرسول الكريم أو أيها المخاطب-حديث هذا اليوم، الذي يغشى الناس بأحواله المفزعة، ويعمهم بشدائده. إن كان لم يأتك فهذا خبره، وتلك هي أقسام الناس فيه. إلى لقاءً أخر نبحر فيه معاً في فيض المعاني والحكم الإلهية فى معانى آيات كتابه الكريم...