ثمانية أشهر فقط مع ليفربول كانت كفيلة لكي يدخل محمد صلاح التاريخ مع الريدز بعد انتقاله من صفوف روما الإيطالي في صفقة قياسية للناديين الإنجليزي والإيطالي. رغم التجربة غير الناجحة مع تشيلسي منذ ثلاث سنوات إلا أن هذا كان يُعد دافعًا لصلاح بعد انتقاله إلى ليفربول لإثبات موهبته ووضع نفسه بين كبار البريميرليج وأوروبا. صلاح والملقب عند جماهير بمومو أثبت للجميع أن الأموال التي دفعت من أجله لانتقاله إلى ليفربول ليست بالكثيرة بعدما نجح في تسجيل 30 هدفًا وصناعة 10 أهداف خلال 36 مشاركة بقميص الريدز محليًا وأوروبيًا. ورغم موسمه الأول مع ليفربول دخل صلاح ضمن اهتمامات كبار الأندية الأوروبية والتي يأتي من أبرزها نادي ريال مدريد الإسباني بطل دوري أبطال أوروبا في آخر نسختين ليكون الاسم الأبرز بالانتقال إلى قلعة الميرنجي في الصيف المقبل. وبالطبع بعد ربط صاحب ال25 عامًا بالانتقال لريال مدريد بدأت إدارة ليفربول تفكر في تحصين نفسها ولاعبها المدلل عند عشاق الفريق من خلال تحسين عقده خاصة أنه يُعد أحد الأعمدة الأساسية عند كتبية المدرب الألماني يورجن كلوب. وفي التقرير التالي، يستعرض "مصراوي" ستة أسباب قد تدفع صلاح إلى البقاء داخل قلعة الآنفيلد: - رحيل كوتينيو في الصيف الماضي لم تستسلم إدارة ليفربول لعروض برشلونة للتخلي عن خدمات البرازيلي فيليب كوتينيو الذي حاول في أكثر من مناسبة الرحيل عن الميرسياسيد والانتقال إلى كتالونيا من أجل اللعب في صفوف برشلونة. إدارة ليفربول كانت واضحة منذ البداية أن النادي لن يفرط في أي نجم بالفريق مهما كانت المغريات المادية إلا أن إدارة النادي قررت التخلي عن موقفها بعدما بدأ اللاعب يتمرد عن النادي والفريق لتسمح للاعب بالرحيل إلى برشلونة في صفقة كانت هيّ الأبرز خلال سوق الانتقالات الشتوية الماضية بعدما تكبدت خزينة النادي الكتالوني ما يقرب من 160 مليون يورو. - خليفة سورايز منذ رحيل المهاجم الأورجوياني لويس سواريز إلى برشلونة بعد مونديال البرازيل 2014، ولم تجد ليفربول البديل الأمثل رغم أنها تعاقدت مع أكثر من مهاجم كان من أبرزهم المشاغب ماريو بالوتيلي إلا أن كل محاولات إدارة الريدز فشلت في إيجاد البديل. ومنذ تولي يورجن كلوب مقاليد تدريب ليفربول، بدأ "النورمال وان" في إيجاد التركيبة الأمثل لتعويض رحيل سواريز ليكون صلاح أحد أهم أسلحة كلوب الهجومية ومعه الثنائي الآخر روبيرتو فيرمينو وساديو ماني. ليفربول أصبح من أقوى خطوط الهجوم في أوروبا حيث سجّل الثلاثي 63 هدفًا بواقع 30 هدفًا لصلا و21 هدفًا لفيرمينو و12 هدف لماني. - إعادة الأمجاد منذ موسم 2011-2012 وليفربول بعيد عن الوصول إلى منصات التتويج سواء في إنجلترا أو في أوروبا، رغم امتلاك الريدز عديد من البطولات المحلية والقارية. وبالنظر إلى وضع ليفربول حاليًا بدأ الفريق يتحسن نسبيًا فالفريق احتل الموسم الماضي المركز الرابع، كما يحاول خلال هذا الموسم الاحتفاظ على تواجده بين الأربعة الكبار. وفي الصعيد الأوروبي، بدأ ليفربول في إعادة أمجاده مجددًا بعدما اقترب من الوصول لدور الثمانية في المسابقة الأشهر قاريًا وعالميًا. وبوضع ليفربول الحالي سيفحز من صلاح للبقاء فترة جديدة مع الفريق أملاً في تحقيق اللقب الأغلى وهو البريميرليج الذي لم يحقق منذ ما يقرب من 28 عامًا. - الدخول بين الكبار عندما يتحدث عنك أساطير ليفربول أمثال أيان راش وكيني داجليش وستيفين جيرارد وجيمي كارجار فإنك ستكون قريبًا من دخول هذه القائمة وهذا ما بدأ يحققه صلاح بفضل أهدافه الحاسمة. صلاح لم يكتف فقط بإشادة أساطير النادي بل أصبح الفتى المدلل عند عشاق ليفربول التي بدأت تحتفي به كل مباراة. - الاستقرار بالنظر إلى مسيرة صلاح الأوروبية والتي بدأها من سويسرا وتحديدًا من بازل ستجد أن صلاح دائم الانتقال من نادي إلى آخر حيث رحل بعدها إلى تشيلسي وفيورنتينا وروما الإيطاليين كل هذا تحقق في خمسة مواسم فقط. وأصبح على صلاح الآن التفكير في الاستقرار خاصة أنه أصبح من نجوم ليفربول والبيرميرليج بعد فترة قليلة من رحيله عن روما. - حب ليفربول رغم أننا في زمن الاحتراف ولا مجال للعاطفة في عالم كرة القدم، إلا أن صلاح لم يستطع إخفاء حبه لليفربول حيث أعلن ذلك في أكثر من مقابلة صحفية كان آخرها خلال حواره مع صحيفة "ماركا" الإسبانية. حب صلاح لليفربول وللنادي بالطبع قد يكون عاملاً آخرًا من أجل البقاء في الآنفيلد ولما لا أن يسير على خطى أسطورة الفريق السابق ستيفين جيرارد الذي رفض عروض وإغراءات كبار الأندية الأوروبية من أجل البقاء مع ليفربول.
