وزير الخارجية الألماني يحث على تكثيف الجهود لحل الأزمة الأوكرانية

حث وزير الخارجية الألمانية زيجمار جابريل على تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية، مطالبا بالإلغاء التدريجي للعقوبات ضد روسيا حال تم إحراز تقدم ملحوظ في تطبيق هدنة مراقبة من الأمم المتحدة في شرق أوكرانيا.
وقال جابريل، السبت، خلال مأدبة إفطار للجنة الاقتصادية الألمانية لشؤون شرق أوروبا في مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، والذي شارك فيها أيضا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: "أرى أنه يتعين علينا محاولة تسريع الخطى".
وأضاف جابريل: "يتعين علينا تطبيق هدنة في أوكرانيا وسحب الأسلحة الثقيلة من هناك... أرى أن فكرة الرئيس الروسي بشأن ضمان تطبيق الهدنة عبر مهمة أممية، سليمة، وأنا على قناعة بأنه إذا نجحنا في ذلك فإنه يتعين علينا أن نبدأ في إلغاء العقوبات تدريجيا".
واعترف جابريل أنه يعلم أن "الموقف الرسمي" مختلف عن ذلك، وهو أنه يتعين تطبيق اتفاقية مينسك مئة بالمئة قبل أن يتم إلغاء العقوبات مئة بالمئة، وقال: "أرى ذلك موقفا غير واقعي للغاية، بل يجب عندما يتم إحراز تقدم أن يكون ذلك مستشعرا وملحوظا من الجانبين"، مؤكدا في ذلك ضرورة التحدث مع الشركاء في مجلس الأمن حول هذا الشأن، لأن ذلك من وجهة نظره "من الإمكانيات القليلة الواقعية التي تؤدي إلى إحراز تقدم سريع نسبيا".
يذكر أن الاتحاد الأوروبي ربط إلغاء العقوبات ضد روسيا بتطبيق اتفاقية مينسك للسلام التي تم توقيعها عام 2015، وقرر الاتحاد تمديد العقوبات في ديسمبر الماضي بسبب عدم إحراز تقدم في تطبيق الاتفاقية.
وتشهد منطقة شرق أوكرانيا معارك منذ أربعة أعوام بين الانفصاليين والقوات الحكومية. وتم الاتفاق لأول مرة على وقف إطلاق النار في سبتمبر2014 بموجب أول اتفاقية تم التوصل إليها في مينسك، عاصبة بيلاروس، إلا أن وقف إطلاق النار لم يصمد كثيرا.
وفي فبراير2015 تم التوصل إلى اتفاقية مينسك ثانية بين أطراف النزاع، إلا أنه لم يتم إحراز تقدم كبير في تطبيق بنودها حتى الآن.
ومن الأمور الخلافية في الاتحاد ما إذا كان خفض العقوبات ينبغي أن يتم تدريجيا قبل تطبيق الاتفاقية بالكامل أم لا.
وكانت الخارجية الألمانية أعلنت أمس الجمعة أن اجتماعا حول النزاع المتصاعد في شرقي أوكرانيا، والذي كان من المقرر أن يعقد على هامش مؤتمر ميونخ الدولي للأمن قد تم الغاؤه.
وكان من المقرر أن يعقد وزراء خارجية روسيا وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا محادثات مساء اليوم الجمعة. وقالت الوزارة إن الوزراء الأربعة كانوا سيلتقون في إطار ما يسمى ب "رباعية نورماندي " للمرة الأولى منذ عام، ولكن ارتباطات أخرى حالت دون اتمامه.
ولم يتحدد حتى الآن موعدا جديدا لعقد الاجتماع، إلا أن جابريل أعلن أنه سيلتقي أكثر من مرة نظيره الروسي على هامش المؤتمر.