في الذكرى الثالثة، لشهداء مذبحة تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا والموافقة يوم 15 من فبراير، تنتظر أسر 20 من أبناء مركز سمالوط في المنيا، رفات أبنائهم والتي أعلنت السلطات الليبية العثور عليها، وإجراء السلطات المصرية تحاليل ال"DNA" لأسرهم لتأكد أنها لأبناءهم، خاصة بعد أن خصّصت كنيسة الشهداء، مكانا لتلك "الرفات"، ليكون مزارا خاصا بالشهداء، بالإضافة إلى تخصيص الأسر غرف داخل منازلهم تحوي متعلقاتهم الشخصية لتكون مزارًا لهم. "مصراوي"، انتقل إلى قرى "العور، والسوبي، وسمسون، والجبالي"، في مركز سمالوط شمالي محافظة المنيا، حيث مسقط رأس الشهداء العشرين والتي تحولت منازلهم إلى مقصد للزائرين. البداية كانت داخل قرية العور، التي فقدت 13 من أبنائها في الحادث الإرهابي، وتحديدًا داخل منزل "أبانوب عياد عطية" الذي اُستشهد في عامه ال 22، وحوّلت أسرته غرفته الخاصة إلى مزار يحوي جميع متعلقاته الشخصية، وأكدت والدته صاحبة ال 60 عامًا، أنّها تنتظر وصول الرفات نجلها وجميع الشهداء والصلاة عليهم داخل الكنيسة التي أُنشئت وتحمل أسماءهم تخليدًا لذكراهم، موضحة أنّ نجلها استشهد عقب مرور 8 أشهر من سفره إلى ليبيا؛ للبحث عن لقمة العيش، وتجهيز مستلزمات زواجه. وعلى بعد أمتار قليلة من منزل "أبانوب"، توجهنا إلى منزل "ملاك إبراهيم" الذي اُستشهد في عامه 29، تاركًا زوجته وطفله مينا 3 سنوات، وأكدّت زوجته أنّ ما دفعه للسفر هو تحسين مستوى معيشتهم، وتجهيز شقيقاته الثلاث للزواج، موضحة أنّه وقبيل سفره بأيام ذهب إلى لزيارة دير الأنبا صموئيل، لأداء خدمة عامة ونصحه أحد الكهنة بعدم السفر بسبب وجود خطورة على حياته، إلّا أنّه رفض الانصياع لحديث الكاهن؛ بسبب البحث عن فرصة عمل، مضيفة أنّها وجميع أفراد الأسرة ينتظروا عودة رفات زوجها، ووضعه داخل الكنيسة التي تحمل أسماءهم، وذلك لزيارته بصورة دائمة. "سافر علشان يصرف على أخواته الستة"، بهذه الجملة أوضحت والدة يوسف شكري يونان، من داخل غرفته الخاصة التي تحولت إلى مزار داخلها جميع متعلقاته، أنّ نجلها اُستشهد في عامه ال 22، عقب مرور عام ونصف على سفر إلى ليبيا، وكان يعمل مساعد حداد، وما دفعه إلى السفر هو الإنفاق على أشقائه الستة، مطالبة الدولة بضرورة العمل على عودة الرفات إلى كنيسة الشهداء في القرية، خاصة بعد إجراء التحاليل اللازمة والتأكد من أنها لشهداء مذبحة "داعش". وداخل منزل ميلاد صبحي مكين الذي اُستشهد في عامه الرابع والعشرون، صمّمت أسرته صورة كبيرة له، ووضعتها على الحائط وبجوارها كافة متعلقاته، وأوضح والده أنّه وبعد استشهاد "ميلاد"، لم يتقى له من الأبناء سوى أمير، الذي يخدم في الجيش المصري، ورفض إنهاء خدمته خاصة بعد موافقة رئيس مجلس الوزراء، أنذاك المهندس إبراهيم محلب على طلب إعفاءه من الخدمة. حال الأسر السابقة، نفس حال أسر جميع الشهداء، مؤكدين على انتظارهم لرفات أبناءهم، ووضعها داخل كنيسة الشهداء التي أُنشئت بأمر من الرئيس السيسي. وأقامت مطرانية سمالوط للأقباط الأرثوذكس بالمنيا، صباح اليوم الخميس، أول قداس للذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد 20 قبطيًا، ذُبحوا على يد تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا، منتصف عام 2015، داخل كنيسة شهداء الإيمان والوطن، في قرية العور، والتي أنشأها الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ تخليدًا لذكراهم. وترأس الأنبا بفنتيوس، مطران سمالوط، القداس الذي يتزامن مع في نفس يوم الاستشهاد، وقد سبقه نهضة روحية، عبارة عن أمسيات تقام فيها عظات وصلوات، وحضره أسر الشهداء والعشرات من أهالي القرية والقرى المجاورة الذين توافدوا على الكنيسة في الساعات الأولى من الصباح. وكان تنظيم "داعش" الإرهابي، ذبح 20 من أقباط مركز سمالوط شمال محافظة المنيا، في منتصف فبراير من عام 2015، داخل الدولة الليبية، وأعلنت السلطات الليبية القبض على مصور الواقعة، وأعلن مكتب النائب العام الليبي، في بيان رسمي العثور على رفاتهم. وتضم قائمة الشهداء كل من، لوقا نجاتي ونيس، 24 عامًا، وملاك إبراهيم سنويت، 29 عامًا، ومينا فايز عزيز، 23 عامًا، وملاك فرج إبرام، 23 عامًا، وماجد سليمان شحاته، 40 عامًا، وعصام بدار سمير، 32 عامًا، وكيرلس شكري فوزي، 23 عامًا، وأبانوب عياد عطية، 22 عامًا، وميلاد صبحي مكين، 24 عامًا، وعزت بشرى نصيف، 27 سنة، وسامح صلاح فاروق، 25 سنة، ويوسف شكري يونان، 24 عامًا، وجرجس سمير مجلي، 26 عامًا، وبيشوي اسطفانيوس كامل، 24 سنة، وصموئيل إسطفانيوس كامل، 22 عامًا، وجابر منير عدلي، 29 عامًا، وتواضروس يوسف تواضروس، 34 عامًا ، وصموئيل ألهم ويلسن، 35 عامًا، وجرجس ميلاد سنويت، 22 سنة، وبيشوي عادل طلعت، 31 عامًا.
شاهد قصة مصراوي المصورة: المزار.. ما تبقى من ضحايا "مذبحة ليبيا"