الأسطى شيرين سائقة "توك توك" بقلب أم: "بحب شغلي والرزق يحب الخفية" - (صور)

"الرزق يحب الخفية" شعار سيدة في العقد الثالث من عمرها، اعتمدت على نفسها، وعملت سائق "توك توك"، لا تلتفت لأحاديث الناس عليها، أو لنظرة أهالي القرية للمرأة، أو العادات والتقاليد الخاصة بها.
"بحب الشغل جدًا ومابحبش القعدة في البيت، ربنا هو المعين، نفسي الناس تسيبني في حالي عشان أكل عيش، رجال الشرطة بيحموني في عملي عشان عارفين ظروفي".. قالت "شيرين علي أبو شعيشع" 30 سنة، سائقة "توك توك"، وتقيم بمركز سيدي سالم بكفر الشيخ، ل"مصراوي"، في حكايتها عن قصة كفاحها.
قالت شيرين ل"مصراوي" أو أم شهد كما يطلق عليها: "أنا باشتغل على ال"توك توك" بقالي سنة، لكي يعيني على مصاريف الحياة، وتربية ابنتي الوحيدة إسراء أو شهد كما نسميها، 7 سنوات في الصف الثاني الابتدائي، بالرزق الحلال، عقب إنفصالي عن زوجي منذ 3 سنوات، والحمد لله ماشية وزي الفل، وبصراحة مفيش مصدر رزق آخر".
وأضافت: "هداني الله إن أحوش قرشين، واستشرت والدتي وأختي نهى، إننا نشتري توك توك، وكمان عملنا دكان صغير بنبيع فيه، حلويات وبقالة، وأختي بتقف فيه، لأننا مالناش حد غير ربنا، وبالنسبة لي باشتغل على التوك توك بحسب السوق والزبون، لو العملية ماشية، ما بيهمنيش ساعات الشغل، غير كدة باقضي بقيت الوقت مع إبنتي وأسرتي، لكن الحمد لله ربنا كرمني".
وتابعت شيرين قائلة ل"مصراوي": "بأقوم من النوم الساعة 3 فجرًا، وأجمع بطاقات الخبز، وأحصل عليه من الفرن، وأوزعه لأصحابه، مقابل مبلغ مالي في الشهر، من صاحب البطاقة، ومعايا طفلين نجلي زبون بأوصلهم للحضانة، وأرجع بيهم مرة أخرى، لحد الساعة 2 ظهرًا، وبعد ذلك أعمل على طلبيات للناس".
وأضافت: "الحمد لله ما بخافش من حد خلال عملي فجرًا، لأن الحارس ربنا أولا فوق كل شيئ، وطول ما معي ربنا في عملي أكيد بيحرسني، ويكفي إن رجال الشرطة موجودين، بصفة دائمة، ومتفهمين طبيعة عملي، وكتر خيرهم بيحموني من حاجات كتير جدًا، وأحيانًا بيوصلوني لحد بيتي لو كنت متأخرة ليلا".
وكشفت عن تعرضها للعديد من المضايقات، من جانب الشباب، والركاب، حيث ينظرون لها نظرة العيب، لكونها سيدة وبتعمل على "توك توك"، لأن أغلب عادات الريف، تتضمن جلوس البنت أو السيدة في المنزل، مضيفة أن أسوأ ماتواجه في عملها إطلاق البعض لعبارات السخريات، وعلى الرغم من ذلك فتتجاهل، كل ذلك، وتركز في عملها فقط.