قال أحمد أبو عيطة، أحد أبناء قبيلة السواركة، إن الهجوم الذي استهدف صباح اليوم، الجمعة، مسجد الروضة بالعريش، أودى بحياة عدد كبير من جيرانه وأصدقائه، مضيفا "احنا لحد دلوقتي اتاكدنا من أسماء بعضهم والباقيين لسة في علم الغيب". وأوضح أبو عيطة لمصراوي، أن شهداء الحادث "90 % منهم إن لم يكن كلهم من قبيلة السواركة". يذكر أن مجهولين، زرعوا عبوة ناسفة بجوار مسجد الروضة، في العريش، ما أسفر عن استشهاد 235، وإصابة 130 مدنيًا حتى الآن، بحسب بيان النائب العام حتى كتابة هذه السطور. صباح اليوم علم أبو عيطة القاطن بالحادث "كنت في القاهرة وراجع على الشيخ زويد"، غير أنه غيّر وجهته في اتجاه بئر العبد "بس أنا حاليا عالق في مدينة القنطرة لأن الطرق مقفولة". حوالي 100 كيلو تفصل الشاب الثلاثيني عن مدينة بئر العبد، وفيما ينتظر أبو عيطة وصلته أخبار الذي استشهدوا من جيرانه، بصوت مرتعش يعددهم ابن الشيخ زويد "طلال رشيد ووالده.. الحاج محمد تركمان وولاده الاتنين.. عبد الرحمن سليمان".. أسماء عديدة تأكد منها وأخرى لم يعرف مصيرها حتى الآن، مؤكدا معرفته بوفاة 10 على الأقل من قبيلته. ومضيفا "شهود العيان بتوع الحادث كلهم إما مصابين أو شهداء.. ودة بيخلي المعلومات صعبة جدا". وأعلنت رئاسة الجمهورية، الحداد ثلاثة أيام على خلفية التفجير، كما عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعًا عاجلاً مع اللجنة الأمنية لبحث تداعيات الحادث. وكلف اللواء مجدي عبد الغفّار وزير الداخلية، اللواء جمال عبد الباري مساعد الوزير لمصلحة الأمن العام، بفتح تحقيقات موسعة، وتشكيل فريق بحث موسع يضم مباحث شمال سيناء والأمن الوطني والأمن العام، لسرعة تحديد للوقوف علي ملابسات انفجار عبوة ناسفة بجوار مسجد بالعريش، وكشف ملابساتها تمهيداً لضبطهم. وانتقلت الأجهزة الأمنية وجميع القيادات بمحافظة شمال سيناء لموقع الانفجار للوقوف على ملابسات الحادث، وقامت أجهزة الأمن بإغلاق جميع المداخل والمخارج للعريش لسرعة ضبط الجناة.
وقال أبو عيطة إن "الناس اللي ماتت ملهاش دعوة بالسياسة ولا حاجة انا عارف معظمهم شخصيا وعشت معاهم"، وقال إن بعض المصابين كانوا ممن نزحوا من مدينة الشيخ زويد خلال الأعوام الماضية، بسبب حرب الجيش على الإرهاب، فيما بقي هو داخل المدينة. مضيفا أن مسجد الروضة تابع للطريقة الجريرية الأحمدية والتي تُعد من الطرق المتصوفة "وبالتالي تكرهها الجماعات الإرهابية"، وأكد الشاب أن الأمر لا يتعلق بقبيلة السواركة واتجاهها السياسي، بقدر الانتقام من الطرق الصوفية، حسب تعبيره. وتمنّى الشاب وجود إسعاف طائر في شمال سيناء ينقل المصابين، مستطردا "يعني إيه خمس ساعات ولسة بينقلوا في الناس؟"، ومضيفا أن أقاربه من داخل المستشفيات أكدوا له عدم تجهيزها بشكل كام للعمليات الجراحية المعقدة.