لم تملك محافظة بني سويف، التي تمتد بطول مجرى نهر النيل لمسافة تتعدى 70 كيلو متر، سوى كوبري وحيد على نهر النيل للربط بين ضفتيه، الذي أنشئ عام 1986، ويعد عصب حركة النقل بين الجانبين الشرقي والغربي للمحافظة، بدءًا من مركز الفشن جنوبًا، حتى الواسطى شمالاً.. 31 عامًا تعرض خلالها الكوبري لعدة تصدعات وشهد 4 ترميمات في آخر 5 أعوام، ما تسبب في حدوث أزمات مرورية خانقة متكررة بالمدينة. ومع التوسعات التي تشهدها المحافظة، وإنشاء مدينة بنى سويف الجديدة بما تضمه من مدارس وجامعات ومصانع ومستشفيات، وانتقال أغلب المصالح الحكومية للمدينة الجديدة، لم يعد الكوبري الذي تجاوز عمره 30 عامًا، يتحمل كل هذه المستجدات، قبل أن تشرع الدولة في سرعة إنشاء كوبري جديد يوازي القديم، وبعد مخاطبات بين المحافظة ونوابها وأجهزتها، جرت الموافقة على إدراج محور عدلي منصور. ويروي المهندس شريف حبيب محافظ بني سويف، تفاصيل الموافقة على تنفيذ المحور قائلا: "وافق مجلس الوزراء على البدء في تنفيذ المشروع في اجتماعه في 8 فبراير من عام 2016 بإجمالي تكلفة 770 مليون جنيه، بالتعاون بين المحافظة والدولة، وبعد استعراض الدراسة المتكاملة التي وضعتها المحافظة، واشتملت على كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والبيئية للمشروع، والتي أظهرت تصورًا متكاملاً لأهمية المحور التنموية والخدمية والحاجة الملحة لإنشائه، وما يمثّله من أهمية كبرى واستراتيجية في مجالات تدعيم شبكة الطرق والاستثمار والصناعة والتنمية في مختلف النواحي، وبعد أيام شرع رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في التنفيذ بعد إسناد المهمة لهم. وتابع محافظ بني سويف: "وخلال شهر مارس من العام الماضي، بدأ العمل في المحور لتصل معدلات التنفيذ لأعلى معدلاتها مع رجال يسابقون الزمن، ولا يدخرون جهدًا في إنهاء عملهم بأعلى معدلات القياس العالمية، وبدرجة عالية من الكفاءة حتى تعدت مراحل التنفيذ ما يقرب من نسبة 45% من إجمالي المحور حتى الآن والمقرر له الانتهاء بنهاية العام القادم، لافتًا إلى أن المحور عبارة عن كوبري على النيل، وكوبري على السكة الحديد وترعة الإبراهمية وطريق بني سويف القاهرة الزراعي، وكوبري على طريق ديمو بني سويف الفيوم الجديد، وباقي المحور عبارة عن طريق يتخلله كباري على الطرق الفرعية والمجاري المائية لسهولة حركة السير والحركة المرورية بالمنطقة وعلى جانبي المحور. من جانبه، أوضح المهندس ناصر فراج، معدلات التنفيذ في إنشاء المحور قائلا: "القطاع الأول الذي يتكون من كوبري على النيل تم الانتهاء من أعمال الخوازيق بالكامل للبر الشرقي، ونهو القواعد والأعمدة على الهامات بالكامل، فيما يجري عمل الشدة المعدنية للسقف، بالإضافة إلى البدء في عمل الخوازيق بالمجرى المائي، حيث جرى عمل 66 خازوقًا من إجمالي 88، وكذلك البدء في عمل القواعد على الأعمدة، حيث جرى الانتهاء من قاعدتين وجار العمل في قاعدتين أخريين من إجمالي 26 قاعدة مستهدف تنفيذها في المجرى المائي". وتابع "فراج": "بالنسبة للعمل بالقطاع الأوسط، فإنه يجري العمل في الأعمال الصناعية، والبالغ عددها 5 أعمال صناعية، حيث نُفذ 74 خازوقًا من إجمالي 264، علاوة على تنفيذ 7 كمرات، كما بدأت الأعمال المساحية في هذا القطاع، وفي القطاع الثالث والذي يشمل كوبري على السكة الحديد والابراهيمية، وطريق القاهرة الزراعي، وكوبري على طريق دمو، فقد جرى تنفيذ 501 خازوق من إجمالي 604 خازوقًا، وتنفيذ 10 مخدات لكوبري دمو من إجمالي 10 مخدات، وتنفيذ 9 سملات و10 أعمدة على مخدات، وتنفيذ 31 عامود على خوازيق، فيما يجري حاليًا الشدات المعدنية والخشبية لسقف الكوبري على طريق دمو، وتجهيز العمل للحدادة والصب لسقف الكوبري. وأعرب مواطنو محافظة بني سويف عن سعادتهم لما آلت إليه عمليات التنفيذ في المحور، حيث اعتبره البعض بمثابة الحلم الذي تحقق سريعًا، فوصف "طارق سيد قرني"، تاجر، أحد أهالي مركز ناصر: "إنشاء الكوبري سينقل المحافظة اقتصاديًا وبخاصة المنطقة المحيطة بالكوبري التي ستتحول إلى منطقة لوجستية لخدمة الطرق، وستفتح آفاقًا تنموية جديدة، مشيرًا إلى أن المحور سيخفف عن كوبري النيل القديم ويختصر الفترة الزمنية في الانتقال بين الجانبين الشرقي والغربي. ويرى عاطف فؤاد، أحد أهالي محافظة بني سويف، أن معدلات تنفيذ المحور السريعة تدل على إصرار الدولة على التنمية المستدامة وإنشاء المشاريع الكبرى والعملاقة التي تخدم الأجيال قادمة.
