سلم "عاطف" بعد تشهد، فهرع قاتله إليه بسكين سلمه إلى صدره، قبل أن يسلم المغدور به الروح، وآذان الجمعة يصرخ شاهدًا على صلاة نزفت دمًا في مدينة بنها بمحافظة القليوبية. في منطقة عزبة السوق ببنها، بدأت الواقعة ببلاغ من الأهالي، تلقاه العميد حسام الحسيني رئيس المباحث الجنائية، حول جريمة قتل شهدتها ساحة لإقامة صلاة الجمعة أمام مسجد العزبة، حيث لقي "عاطف عبد المعطي سليمان عبدالرحمن" 56 سنة - سباكًا، مقتله على يد متهم هارب من تنفيذ أحكام جنائية. "كان المتهم يترقب والدي الذي اتخذ موضعًا للصلاة أمام مسجد النور، وما إن انتهى أبي من صلاة ركعتي السنة إلا وهم القاتل طاعنًا إياه بمطواة"، يقول "هاني" نجل المجني عليه، في لقاء أجراه معه مصراوي، ويضيف: "المتهم كان يعتقد أن أبي أرشد رجال المباحث عن والده المحبوس في إحدى القضايا". الذهول كان قد أصاب الجميع، ووقف الآذان لصلاة الجمعة من هول الجريمة، وفق ما يقول نجل المجني عليه، الذي أضاف: "لم يكتف القاتل بفعلته بل ووقف في الشارع صارخًا: قتلت أول واحد من المرشدين". "هرعنا بزوجي إلى مستشفى بنها الجامعي إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله"، تقول زوجة المجني عليه، وهي تصف كيف تسلل القاتل إلى زوجها أثناء صلاته، وكيف قيد حركته من الخلف قبل أن يسدد طعناته سلاحه إلى صدره ويسقطه غارقًا في دمائه، وتضيف: "زوجي ذُبح أمام الجميع ومحدش قدر يتكلم". ووفق إفادات الأهالي فقد هربت عائلة القاتل وتركت محل سكنها، فيما تؤكد عائلة المجني عليه أن أسرة القاتل اعتادت ممارسة البلطجة على جيرانها، وأن الشقيق الأكبر متهم في واقعة سابقة بمحاولة قتل محامي. وفي أعقاب الواقعة، تم تشكيل فريق بحث تحت إشراف المقدم أحمد الخولي مفتش المباحث، إذ تمكن ضبط المتهم، الذي اعترف بجريمته، وأرشد عن السلاح المستخدم، وبالكشف عليه تبين أنه سبق اتهامه في قضيتي مخدرات، ومطلوب للتنفيذ في 6 قضايا متنوعة، وتم التحفظ عليه للعرض على النيابة، التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة القضية.