كتبت- مارينا ميلاد ونانيس البيلي: تنتظر منظمة اليونيسكو، ومقرها باريس، من سيأتي خلفًا للسياسية البلغارية، إيرينا بوكوفا، المدير العام للمنظمة منذ 2009، والذي سيتحدد خلال عملية الاقتراع التي بدأت أمس جولتها الأولى، وقد تستمر للجولة الخامسة. وتقدمت كل من أذربيجان والصين ومصر وفرنسا ولبنان وقطر وفيتنام بمرشحين، وتصدر نتائج الجولة الأولى ثلاث مرشحين هم؛ الوزير القطري حمد بن عبدالعزيز الكواري ب19 صوتًا، ووزيرة الثقافة الفرنسية أودريه أزولاي ب13 صوتًا، والسفيرة المصرية مشيرة خطاب ب11 صوتًا. وتبلغ مدة ولاية مدير عام اليونسكو أربع سنوات وتجدد لمرة واحدة. ويفوز بمنصب المدير العام المرشح الذي يحصل على أغلبية مطلقة (30 صوتا) من بين 58 صوتًا (عدد الأعضاء) في أي من الجولات الأربع خلال الفترة من 9 إلى 12 أكتوبر، وإذا تعذر ذلك، تعقد جولة خامسة وأخيرة بدون شرط الأغلبية المطلقة هذه المرة. دبلوماسيون: فرص مصر أصبحت "معدومة".. ومدير حملتها: دول صديقة تحركت للحشد.. ومتفائلون واتهم دبلوماسيون قطر قدمت هدايا وأموال للمندوبين أصحاب حق التصويت بالمنظمة للتصويت لصالحها. "المال القطري هو المتحكم في الأمر وليس المرشح"، هكذا يرى السفير محمد المنيسي، سفير مصر الأسبق في قطر، والذي تابع لمصراوي قائلا: "ليست المرة الأولى التي يتحكم فيها المال باليونسكو. قطر تدفع مبالغ طائلة للمندوبين ولدولهم". وتواجه اليونسكو أزمة عجز مالي يصل إلى 329 مليون يورو تقريبًا، تتعهد قطر بسده وتقديم دعم مالي إضافي، ويرى المنيسي في هذا سببا أخرا وأساسيا لتفوق المرشح القطري عن غيره. ويعتبر المنيسي التصويت السري "خطأ كبيرا" لأنه يجعل المندوبين يصرحون بشيء في العلن، ويكون تصويتهم مخالفا لما أعلنوه. ورغم ذلك يشيد سفير مصر الأسبق في قطر بالمرشح القطري، واصفًا إياه ب"المثقف القطري"، والشخصية الجيدة، لكن – حسب وصفه –: "فوز قطر بهذا المنصب مهزلة لأنها دولة بلا تاريخ ولا فن ولا ثقافة". ويتوقع المنيسي فوز مرشح قطر أو منافسته مع المرشحة الفرنسية، ويرى أن فرص السفيرة مشيرة خطاب أصبحت "معدومة". وأيد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ما ذكره المنيسي حول استخدام قطر الأموال للتصويت لصالحها، وقال إن "جامعة الدول العربية برئاسة أحمد أبو الغيط قامت بخطأ كبير جداً بقبول تواجد 4 مرشحين متنافسين من المنطقة العربية، وأنه كان لابد من التنسيق بين الدول وبعضها بحيث تتنازل دول أخرى كما تنازلت العراق مثلاً عن ترشيحها لأجل المرشحة المصرية". ويرى "اللاوندي" أن مشيرة خطاب ليس لها حظ كبير ولا نصيب لها وسيكون مصيرها نفس مصير فاروق حسني، لأن نتائج الجولة الأولى ستكون مؤشر للمرحلة الثانية والثالثة، مشيراً إلى أنه في حال خسارتها ستُعطى الأصوات إلى المرشحة الفرنسية". "مشيرة خطاب ليست معروفة دوليًا، وعلى المستوى الشخصي لا تجيد الدراسات التربوية ولا الأثرية التي تفيد اليونسكو"، يقول خبير العلاقات الدولية عن السبب الرابع لحصد المرشحة المصرية أصواتًا أقل من نظيرها القطري. من جانبه، يقول السفير رخا حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية: هناك أخطاء ارتكبتها مصر على المستوى السياسي تسببت في تراجع التصويت للمرشحة المصرية منها إغلاق بعض مراكز حقوق الإنسان ما جعل الكونجرس الأمريكي يتخذ قرارات ضد مصر، وهو ما استخدمته الدول المنافسة في الدعاية لصالح مرشحيها على رأسهم قطر وفرنسا. "المرشح القطري دفع أموالاً وقدم وعوداً بأنه في حال انتخابه مديراً عامًا لليونسكو سيعيد بعض الموظفين الذين استغنت عنهم المنظمة الدولة"، يقول "رخا" مبررا سبب تفوق المرشح القطري، مضيفا: "وعد أيضا بمنح الموظفين الحاليين باليونسكو جميع المكافآت الموقوفة". ويرجح عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن الدور الذي قامت به قطر مع السعودية في تعويض اليونسكو عندما قررت أمريكا تخفيض مساعداتها للمنظمة الدولة، أحد أسباب تقدم "الكواري" بالجولة الأولى. ويقول السفير محمد العرابي، مدير الحملة الانتخابية للسفيرة مشيرة خطاب، إن هناك تحركات وجهود دبلوماسية تبذل منذ إعلان نتيجة الجولة الأولى لحشد الأصوات لصالح المرشحة المصرية، مضيفًا: "متفائل أن تؤدي هذه الجهود لتعديل نتيجة التصويت بالجولة الثانية". ويوضح "عرابي"، في تصريحات خاصة لمصراوي عبر الهاتف، أن موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وعددا من الدول الصديقة يجرون اتصالات مع أعضاء اليونسكو للتصويت لصالح "خطاب". كانت السفيرة مشيرة خطاب علقت على نتيجة الجولة الأولى، وقالت خلال مداخلة هاتفيّة على قناة cbc: "إن الأصوات التي حصلت عليها مصر كانت متوقعة في الجولة الأولى، وإن لديها أمل بالطبع في الفوز في الانتخابات، فالجولة الأولى ليست مقياسًا". من جانبه علق المستشار أحمد أبو زيد، الناطق الرسميّ باسم وزارة الخارجيّة، خلال مداخلة هاتفيّة في قناة “dmc” اليوم، إن هناك دوّلًا لم تلتزم بالموقف الإفريقيّ بدعم المرشحة المصريّة، معتبرًا أن “انتخابات اليونسكو مسيسة"، لكن "مصر تخوض هذه المعركة بشرف".