استهدفت روسيا خلال الأسبوع الماضي مواقع لتنظيم داعش وفتح الشام "جبهة النُصرة سابقًا" في سوريا، خاصة في مناطق شرق نهر الفرات التي تتقدم فيها القوات السورية، في حين تلقت اتهامات من المعارضة السورية باستهداف مواقع للمدنيين، الأمر الذي تنفيه روسيا مرارًا وتؤكد استهداف مناطق الإرهابيين فقط. وأعلنت روسيا أن غاراتها خلال أسبوع نجحت في القضاء على أكثر من 500 إرهابي من تنظيم داعش وجبهة النُصرة، منهم 304 إرهابي خلال يومين فقط، بالإضافة إلى تدمير عدد كبير المعدات والذخيرة لتنظيم داعش. وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أن الغارات استهدفت قادة التنظيمين المتطرفين، حيث قتلت وزير الحرب السابق في تنظيم داعش أبو عمر الشيشاني، وأصابت أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة، على حد قولها. فخلال يومي الأول والثاني من أكتوبر الجاري، أعلنت روسيا القضاء على 304 من مسلحي داعش، من بينهم 7 من قادة التنظيم، بالإضافة إلى إصابة 170 آخرين، وذلك بالضفة الشرقية لنهر الفرات في سوريا، بحسب "روسيا اليوم". وأوضح بيان صدر عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيجور كوناشينكوف، أن الغارات الروسية أسفرت على وجه الخصوص، عن القضاء على 7 قياديين ميدانيين، بمن فيهم المسلح البارز المنحدر من كازاخستان أبو إسلام الكازاخي، الذي كان مسؤولا عن تنسيق عمليات فصائل "داعش" في وادي الفرات. إحدى الغارات الروسية –بحسب البيان- دمرت مركزًا لتجمع وتدريب المسلحين، كان فيه نحو 40 متطرفا من شمال قوقاز ومجموعة من قناصة التنظيم، بالإضافة إلى تدمير ثلاثة مراكز قيادة، وتسع نقاط محصنة، وثماني دبابات، وثلاثة مدافع، و17 عربة رباعية الدفع مزودة بأسلحة ذات عيار كبير وأربعة مستودعات للذخيرة. وفي الثالث من أكتوبر الجاري، شنت القوات الجوية الروسية، غارة على محافظة إدلب السورية. وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن الضربة جاءت بعد أن توصلت المخابرات العسكرية الروسية لموعد ومكان اجتماع لقيادات النصرة ضم زعيمها أبو محمد الجولاني، بحسب ما نقلته "روسيا اليوم". وأكدت الوزارة في بيان أصدرته، الأربعاء، أن الضربة قتلت 12 من القيادات الميدانية للنصرة، نحو 50 حارسًا. وأشارت إلى أن زعيم جبهة النُصرة أبو محمد الجولاني، أصيب في الغارة بجروح عديدة وفقد إحدى ذراعيه وهو في حالة حرجة، لكن جبهة النُصرة أصدرت بيانًا تنفي فيه تلك المعلومات، مؤكدة أن الجولاني "بصحة جيد ويمارس كافة مهام عمله". وفي الخامس من أكتوبر الجاري، أكدت وزارة الدفاع الروسية تدمير مواقع تابعة لتنظيم داعش الإرهابي عبر ضربات بصواريخ "كاليبر" المجنحة على مدينة الميادين السورية. وأوضحت الوزارة في بيان صادر عنها، أن غواصتي "فيليكي نوفغورود"، و"كولبينو" المتمركزتين في محيط البحر الأبيض المتوسط وجهتا ضربتين ب10 صواريخ مجنحة من طراز "كاليبر" إلى أهداف الإرهابيين الدوليين في محيط مدينة الميادين. وأكدت روسيا أنها كبدت تنظيم داعش خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات جراء الضربتين، حيث استهدفت مواقع هامة للتنظيم، ومستودعات للأسلحة والمعدات المدرعة في محيط الميادين، والتي كشفتها وحدات الاستطلاع الروسية. لكن الائتلاف الوطني السوري المعارض، ومقره اسطنبول التركية، الذي اتهم روسيا باستهداف مواقع للمدنيين بغاراتها، أكد أن الطائرات الروسية ارتكبت "مجزرة وحشية قرب مدينة العشارة جنوب شرق مدينة دير الزور، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 50 شخصاً من المدنيين، أغلبهم نساء وأطفال". وفي بيان للائتلاف، أكد أن استهداف المدنيين النازحين جرى أثناء عبورهم نهر الفرات هرباً من القصف الهمجي المستمر وبقصد الوصول إلى مناطق أكثر أمناً، إلا أن طائرات الاحتلال الروسي قصفت المكان بشكل مباشر، وفي وضح النهار، مما تسبب بوقوع المجزرة وخلف أيضاً العشرات من الجرحى والمصابين. وفي السادس من أكتوبر الجاري، استكملت روسيا غاراتها على شرقي سوريا، حيث استهدفت طائراتها الحربية حوالي 180 إرهابيًا بغارات جوية في محيط مدينة البوكمال الحدودية السورية. وأشارت الوزارة إلى أن الغارة قتلت عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي المتحدرين من شمالي القوقاز، وهم أبو عمر الشيشاني وزير الحرب السابق في تنظيم داعش، وعلاء الدين الشيشاني، وصلاح الدين الشيشاني. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية، أن 40 إرهابيًا من طاجكستان والعراق تم القضاء عليهم، إضافة إلى تدمير مركز الإسناد التابع لهم و7 مركبات مزودة بأسلحة ثقيلة. كما تم تصفية 80 مسلحًا، بينهم 9 من شمال القوقاز، و60 مسلحًا من بلدان رابطة الدول المستقلة تم تصفيتهم في محيط مدينة الميادين، إضافة إلى تدمير 18 مركبة مزودة بأسلحة ثقيلة، و3 مستودعات ذخيرة، إضافة إلى تدمير 12 مركبة مزودة بأسلحة ثقيلة. فيما أكد المرصد السوري المعارض، أن الغارة الروسية على مدينة الميادين، قتلت 14 مدنيًا على الأقل بينهم ثلاثة أطفال، أثناء محاولتهم عبور نهر الفرات على متن عبارات في قرية محكان الواقعة جنوب مدينة الميادين، أحد آخر وأهم معاقل تنظيم داعش في دير الزور. وأكد المرصد أن هؤلاء المدنيين هم من سكان القرية وكانوا يحاولون الفرار من القصف الروسي المكثف الذي يطال المنطقة على مدار الأيام الماضية.