قال مسؤولون مصريون على دراية بملف المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية إن وفدا مصريا يستعد للتوجه إلى قطاع غزة بالتزامن مع الحكومة الفلسطينية من أجل أن تتولى الأخيرة مسؤولية القطاع المحاصر إسرائيليا من عشر سنوات. يأتي سفر الوفد المصري في إطار جهود حثيثة تبذلها القاهرة لإنجاز تسوية بين حركة حماس التي تحكم القطاع منذ 2007 والسلطة الفلسطينية بزعامة الرئيس محمود عباس، بعد فشل محاولات سابقة لردم الهوة بين أقوى خصمين فلسطينيين. وأضاف المسؤولون أن الوفد المصري تتلخص مهمته في "مراقبة" تنفيذ الأطراف الفلسطينية لما اتفق عليه في الاجتماعات المكثفة التي جرت مؤخرا في القاهرة، والتوسط لحل أية خلافات قد تنشأ خلال تسلم الحكومة الفلسطينية مهامها ومسؤولياتها في قطاع غزة. أحد المسؤولين الثلاثة الذين تحدث إليهم مصراوي من المقرر أن يسافر مع الوفد. قال المسؤول "مهمتنا محددة. سنراقب تنفيذ ما اتفق عليه وتذليل أية خلافات قد تنشأ خلال تسلم الحكومة مسؤولياتها. هناك مخاوف في الضفة من عدم عرقلة ما اتفق عليه." وقال أيضا "في النهاية سنجهز تقريرا بما نراه ونقدمه" للمسؤولين المشرفين على جهود الوساطة. مسؤول اخر قال إن الجهود جميعها تم تنسيقها من القاهرة، مشيرا إلى اتصالات تجرى على مدار الساعة بين القاهرةوغزة والضفة الغربية وعواصم أخرى لم يسمها لتسهيل مهمة الحكومة الفلسطينية وصولا إلى إنجاز المصالحة التي أنهكت سكان القطاع البالغ تعدادهم قرابة مليوني شخص. وأكد مسؤول ثالث ما قاله زميلاه. تحدث المسؤولون الثلاثة شريطة عدم كشف هوياتهم لأنهم غير مخولين الحديث إلى الصحافة. كان رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار تعهد في لقاء مع مجموعة من الشباب الفلسطيني في قطاع غزة يوم الخميس، بتقديم تنازلات أكبر في سبيل تحقيق المصالحة. وقال السنوار للشباب "أنا وأنتم سنكسر عنق من لا يريد المصالحة من حماس قبل فتح"، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية. وأضاف أن حماس تتطلع إلى إنهاء كل المشكلات مع الرئيس محمود عباس، وصولاً إلى توحيد كل القوى في جبهة واحدة. وشدد القيادي الحمساوي "نريد تصفير كل المشاكل حتى نصبح قوة واحدة وصولاً إلى معركة التحرير". وأبلغ السنوار مستمعيه أنه ليس لديهم فرص لتضيعها أكثر من أجل المصالحة، متعهداً بتقديم تنازلات أكبر في سبيل ذلك. وقال: "سنقدم تنازلات كبيرة جداً، كل تنازل سيكون مفاجئاً وصاعقاً أكثر من الذي قبله، يجب أن ينتهي الانقسام في أقرب وقت". وقال زعيم حماس إن حركته اختارت أن تحل اللجنة الإدارية قبل صعود الرئيس عباس إلى منصة الأممالمتحدة، "لأن حماس تقدر أن الرئيس القوي هو مصلحة لشعبنا وقضيتنا". وتابع "كنا معنيين أن يذهب أبو مازن لخطابه في الأممالمتحدة، وهو قوي، رغم اختلافنا معه، الأفضل لنا أن يخرج قوياً لا ضعيفاً أمام العالم مهما اختلفنا معه". ومن المقرر أن يذهب رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله بكامل الوزراء والهيئات التابعة للحكومة إلى قطاع غزة يوم الاثنين، على أن يعقد اجتماعاً لمجلس الوزراء يوم الثلاثاء، إيذاناً ببدء العمل على إنهاء الانقسام. وقال المسؤولون المصريون إن هناك اجتماعات ثنائية بين فتح وحماس سوف تنطلق في العاصمة المصرية في أعقاب ذلك من أجل وضع خطة شاملة تتضمن تشكيل حكومة وحدة وإجراء انتخابات عامة. ومن المقرر أن يحضر القيادي المفصول من حركة فتح محمود دحلان تلك الاجتماعات أو بعضها بحسب أحد المسؤولين. تأتي هذه التطورات بعد أن أعلنت حركة حماس حل اللجنة الإدارية التي كانت شكلتها قبل بضع شهور استجابة لجهود مصرية من أجل إنهاء الانقسام. وفي مرات سابقة برزت قضايا السيطرة على الأمن وعلى المعابر والوزارات، وموظفي حكومة حماس السابقين، كعقبات أمام الوصول إلى اتفاق يحقق المصالحة.