للمرة الأولى.. مصراوي يخترق العالم السري لل "بيتكوين" على الإنترنت

أحد التجار: نحصل على الأموال عن طريق "فودافون كاش".. وسمسار: سعر دولار البيتكوين "ساتوشي" ب 396 جنيها
مشتركون يؤكدون تعرضهم لعمليات نصب.. وأحد الضحايا: سلمتهم الفلوس واتهربوا مني
مجموعات مغلقة على صفحات التواصل تجمع التجار بالزبائن.. و"الرقابة المالية": لا ضمانة لاستعادة الضحايا أموالهم
كتبت - مها صلاح الدين:
ليس عليك أكثر من كتابة كلمة "بيتكوين" داخل مربع البحث على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لتظهر أمامك قائمة طويلة من المجموعات والصفحات، التي تمثل ملتقيات لراغبي الدخول في عالم العملة الإلكترونية الوهمية، المصممة للتداول عبر حدود البلدان، دون رقابة.
ومع مزاعم محترفيها بأن دول العالم في الطريق إلى الاعتراف بها، لتحل محل الذهب، ينفي البنك المركزي المصري السماح بتداولها في مصر، ويحظر استخدامها.
ونجح "مصراوي" في اختراق سوق العملة الوهمية داخل العالم الافتراضي، ليرصد أبرز ملامحه ويتواصل مع مريديه.
بيع وشراء وعمولات
"100 دولار بيتكوين" للبيع والدفع فودافون كاش، هكذا تكون المنشورات على المجموعات والصفحات المعنية ببيع وشراء "البيتكوين"، ومن ثم يبدأ التواصل عبر الرسائل الخاصة، يختلف مقابل "دولار البيتكوين" بين بائع وآخر، وغالبا ما تعين هذه المجموعات وسطاء لإتمام عملية البيع، منعا لعمليات النصب بحسب قول أحد السماسرة داخل مجموعات الترويج ل"بيتكوين".
تواصلنا مع أحد مؤسسي هذه المجموعات، لمعرفة آلية التعامل والبيع والشراء وجدوى الاستثمارات فيما تسمى "البيتكوين"، فسرد لنا الخطوات التي يتوجب علينا فعلها كالتالي: "أول حاجة بتعملي حساب على موقع فري بيتكوين، وتستخدمي الحساب ده كمحفظة، وبعد كده تشتري بيتكوين من مواقع أون لاين أو من شخص عادي أو تجمعي بيتكوين مجانا من مواقع الربح".
لا يسمح "ع.أ" مؤسس أحد المجموعات بإتمام عمليات البيع والشراء على هذه المجموعة مثل بقية المجموعات، بزعم أنه يخاف من عمليات النصب بحسب رويته، مؤكداً أنه يكتفي بإعداد المقاطع التعليمية، وجمع أفضل المواقع الصادقة، وعندما طلبنا منه أن يدلنا على شخص يبيع "البيتكوين"، كانت إجابته: "عايزة كام؟".
وحول آلية التعامل والعمولة قال: "أنا التعامل معايا بيكون عن طريق تحويل فودافون كاش ب 10% زيادة على المبلغ بسبب العمولات إللي بتخصمها المحفظة".
الأسعار والاستثمار
يوضح السمسار أنه يحدد سعر دولار البيتكوين ب 18 دولارا - وهو جزء من البيتكوين الذي يدعى "ساتوشي"، ويتغير السعر دائما بحسب البائع، كما تتغير العمولة أيضا، فيقول: "أنا ببيع الدولار ب 18 جنيه، يعني لو محتاجة 20$ بيتكوين، أنا باحسب 10% على 20 بيطلع سعر البيتكوين 22 دولار، يعني الإجمالي 396 جنيه مصري".
"الاستثمار أو التداول أو التخزين"، هي أوجه الاستفادة من البيتكوين بحسب السمسار، موضحا أنه إذا اشترى أحدهم اليوم "بيتكوين" بمبلغ 4000 جنيه، يمكنه البيع في اليوم التالي بمبلغ 4800 جنيه.
كما أن هناك مواقع مضمونة وفقا لوصفه تقوم بهذه المهمة مثل two dollar daily أو يتداول السماسرة على منصات إلكترونية بنفس الآلية سالفة الذكر، مثل "بلونيكس وماتريكس" وغيرهم.
احترس من هذا النصاب
تحذيرات عدة يطلقها مسئولو صفحات "البيتكوين" من النصابين، عبر نشر أسمائهم وحساباتهم الشخصية، وكتابة عبارة "نصاب.. يحظر التعامل معه"، ويفسر "ع.أ" آلية النصب في عمليات تداول "البيتكوين" قائلا: "مثلا واحد تتفقي معاه تشتري منه، وبعد ما تبعتي الفلوس ما يبعتلكيش حاجة ويعملك بلوك".
لهذا السبب يبرر السمسار منع عمليات البيع والشراء على مجموعته، إلا من خلاله هو شخصيا، بينما بقية المجموعات والصفحات، تبيح البيع والشراء عبر وسطاء مع المجموعة، إلا أن ذلك لا يحد من عمليات النصب. ويشكو "أحمد عبدالرحمن"، من أحد النصابين قائلا: "اتواصلت معاه، وطلبت أشتري منه، بشرط يكون فيه وسيط بينا من الجروب، لكنه بعد الاتفاق على العملية اتهرب بعد تحويل المبلغ"، لم يكتف عبدالرحمن بهذا الموقف، بل طلب من اثنين من أصدقائه فعل نفس الشيء، إلا أن الموقف حسم بنفس النتيجة.
الترويج مقابل ربح أكبر
قوائم طويلة مصنفة بحسب "أفضل المواقع، وأصدق المواقع، وأقل المواقع عمولة"، يروج لها المشاركون في مجموعات "البيتكوين"، التي غالبا ما تكون مغلقة أو سرية وتحتاج لإذن دخول"، وتتيح هذه المواقع فتح حساب ومحفظة إلكترونية لتداول البيتكوين من خلالها، وتحصل على عمولة عن كل عملية تداول.
تواصلنا مع "و.ر" الذي يروج لأحد المواقع الجديدة، وقال إن المشتركين سيحصلون على ربح فوري حال المشاركة، "ده موقع جديد بيفتح حسابات لتداول البيتكوين عايزين ندعمه، وكل ما هتجيبي عدد أكبر كل ما هتكسبي أكتر".
تعمل تلك المجموعات في حرية تامة، وتتداول المقاطع التعليمية لنشر ثقافة الاستثمار في العملة الوهمية دون أي رقابة، بينما أكدت الهيئة العامة للرقابة المالية عبر بيان رسمي، أن التعامل بتلك العملة يعرض مصالح المتداولين إلى مخاطر كبيرة، نظراً لغياب أى حماية قانونية لهم، وانتفاء أي إمكانية لاستعادة أموالهم فى حال خسارتها.
يقول مصدر مسئول بالهيئة العامة للرقابة المالية انه تجرى حاليا متابعة ملف مروجى عملة البيتكوين في مصر لملاحقاتهم، خاصة انها تعرض المواطنين لعمليات نصب، فهي عملة وهمية غير موجودة فى الحقيقة، نافيا وجود اتجاه لتقنين التعامل فيها أو انشاء بورصة لها كما يروج سماسرتها ومروجوها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويشير المسئول إلى أن عمليات البيع والشراء على الانترنت بهذه العملة الوهمية لا يمكن مراقبتها والتدخل فيها وهذه النقطة تؤدى الى استخدامها في الاعمال غير المشروعة مثل تجارة السلاح والمخدرات والتهريب خاصة ان البنوك لا يمكنها السيطرة على تلك العمليات بالكامل لعدم ارتباطها بموقع جغرافى.
وكانت عصابة في بريطانية قبل أيام اختطفت عارضة أزياء تبلغ من العمر 20 سنة بعد إغرائها بتجهيز جلسة تصوير لها في ميلانو.
وقالت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية إن الشرطة نجحت فى القبض على العصابة بعد احتجازها العارضة فى مكتب مهجور لمدة أسبوع وتناوب عدد من الأشخاص على اغتصابها وعرضها للبيع على الإنترنت مقابل مبلغ 270 ألف جنيه إسترلينى أو ما يعادلها من عملة البيتكوين.
وقالت الشرطة الإيطالية إن عارضة الأزياء عرضت للبيع على "الشبكة المظلة" التى لا تستطيع الحكومة اختراقها، بعد اختطافها واحتجازها لمدة أسبوع فى أحد المكاتب المهجورة، وتم التعرف على الخاطف والقبض عليه.