كاتب إسرائيلي: اقرأوا وصية الفلسطيني منفذ هجوم حلميش

دعا الكاتب الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي كل إسرائيلي لقراءة وصية الشاب الفلسطيني عمر العبد، التي تركها على صحفته على فيسبوك قبل ساعات من تنفيذه لعملية "حلميش"، حيث تسلل إلى رام الله وقتله ثلاثة مستوطنين وإصابة آخرين في عملية وصفتها قوات الاحتلال بالمعقدة.
وقال ليفي، في مقاله بصحيفة هآرتس الإسرائيلية، إن من يقرأ كلمات العبد الأخيرة لن يكون خائنا، لأن الخيانة الحقيقية هو من يعتقد أن القتل المُمنهج، والأبواب المعدنية وتركيب المزيد من الأبواب الحديدية، وزيادة حملات الاعتقال، وهدم المنازل، والتعذيب، يُمكن أن يمنع حدوث المزيد من الهجمات.
وتابع : "الخيانة الحقيقية هي دفن رأسك في الرمال".
ويشير ليفي إلى أن كل إسرائيلي عليه أن يولي اهتماما كبيرا لكلمات العبد، وأن يتوصلوا إلى الاستنتاجات التي لا يمكن تجنبها، بغض النظر عن فعلته التي وصفها ب"الرهيبة".
ويتوقع الكاتب الإسرائيلي أن الضفة الغربية بأكملها وقطاع غزة ستتحول إلى عمر العبد، ويقول: "من يعتقد غير ذلك عليه مراجعة التاريخ".
وتابع قوله: "لا ينتج عن الاحتلال ومقاومته سوى بحيرات من الدماء ليس لها معنى أو هدف".
كتب العبد في وصيته: "هذا آخر كلام لي لكم.. أنا شاب لم يتجاوز عمري العشرين، لي أحلام وطموحات كثير، كنت اعلم أنه بعون الله ستتحقق أحلامي، كنت أعشق الحياة لرسم البسمة على وجه الناس، لكن أي حياة هذه التي يقتل فيها نساءنا وشبابنا ظلما، ويدنس أقصانا، مسرى حبيبنا...".
ويتساءل ليفي: "ماذا قلنا للعبد كي يُقدم على هذه الفعلة؟ هل أخبرناه بأن نسائهم وأطفالهم يُقتلون بدون مُبرر؟"
ولفت إلى أن الشاب الفلسطيني، الذي لم يبلغ العشرين من عمره حتى الآن، كان يعيش في قرية جميلة، إلا أن واقعه لن يكون أقبح من ذلك، موضحا أن نائل البرغوثي، أحد جيرانه، خرج من السجن لتوه بعد قضائه 33 عاما، بتهمة قتل سائق حافلة، وعاد إلى الحبس مرة أخرى لانتهاكه شروط الإفراج عنه.
وأضاف: "هناك جاره الآخر، مروان البرغوثي، والذي إذا كان يعيش في عالم أقل غباء لكان قادرا على قيادة أمته".
واقتبس ليفي من وصية العبد أسباب تنفيذه للعملية، قائلا: "قتل الشاب الفلسطيني المستوطنين، لأنهم يدنسون المسجد الأقصى، والفلسطينيون نائمون، ولأنه من العار أن يجلسوا هكذا يشاهدون ما يحدث في صمت".
خيم اليأس على الضفة الغربية، وأصبح الوضع أكثر سوءً في غزة، ويقول ليفي: "يدعو ذلك إسرائيل إلى أن تبقى منتبهة ليلا ونهارا، لأنها تتحمل المسؤولية الأكبر في كل ما يحدث".
وتابع قوله: "وإذا لم تكن المسؤولية الأخلاقية كافية لكي تمنع الإسرائيليين من النوم ليلا، فيجب أن يعلموا أن العبد لم يكن لديه أي شيء يخسره، وهؤلاء الذين لا يملكون شيء ولا يخشون خسارة شيء، هم أخطر الأعداء، ولا يمكن إيقافهم".
يُشار إلى أن القوات الإسرائيلية هاجمت قرية كوبر مساء السبت، وألقت القبض على أشقاء العبد، وقامت بتفتيش منزله والمنازل المجاورة له.
ودعا الوزير الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى تنفيذ حكم الإعدام بالشاب الفلسطيني.