انتهت المحادثات بين الأطراف السورية التي تجرى في عاصمة كازاخستان أستانة برعاية تركية روسية وانطلقت أمس الثلاثاء دون جديد بعدما رفضت المعارضة السورية المشاركة في المحادثات بسبب ما وصفه بخرق النظام السوري وروسيا لاتفاق وقف إطلاق النار. وكانت وزارة الخارجية الكازاخستانية، أعلنت صباح الأربعاء، تمديد الجولة الثالثة من محادثات أستانة بين الأطراف، يومًا آخر، انتظارا لحضور وقد المعارضة. ولكن المعارضة المسلحة أعلنت انسحابها بحسب ناطق باسمها. وترعى روسياوتركياوإيران مباحثات أستانة التي انطلقت في يناير الماضي لتمثل أول جولة مباحثات خارج فلك الولاياتالمتحدة التي حضرتها كمراقب وبعيدًا عن المشاركة الغربية، وعقدت الجولة الثانية منها في فبراير، وانطلقت، أمس الثلاثاء، الجولة الثالثة بتمثيل اقتصر على 5 مندوبين عسكريين من فصائل المعارضة، وتم تحديد الجولة الرابعة في مايو المقبل. وكانت المعارضة السورية المسلحة أعلنت عدم مشاركتها في الجولة الثالثة من مباحثات أستانة، بسبب ما قالت إنه "استمرار لخروقات النظام السوري لوقف إطلاق النار، وتقاعس لروسيا، الدولة الضامنة للطرف الحكومي السوري، في التدخل لوضع حد لتلك الخروقات". ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن ممثل ل"لجيش السوري الحر" قوله إن المعارضة قررت في النهاية إيفاد خمسة مسؤولين عسكريين ستقتصر مباحثاتهم، على إجراءات وقف إطلاق النار. البداية عقدت وفود البلدان الضامنة الثلاثة والأممالمتحدة ووفد الحكومة السورية الذي يترأسه مندوب سوريا لدى الأممالمتحدة، بشار الجعفري، الثلاثاء، سلسلة من اللقاءات الثنائية، إضافة إلى اجتماع ثلاثي ضم الدول الراعية الثلاث. وركزت تلك الاجتماعات على سبل تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار، إلى جانب مقترح قدمته روسيا للفصل بين المعارضة المسلحة ومن وصفتهم بالإرهابيين. وبدأ، صباح الأربعاء، اجتماع ثلاثي بين وفود تركيا، ممثلة بنائب مستشار وزارة الخارجية، سادات أونال، وروسيا، ممثلة بمبعوث الرئيس بوتين إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، وإيران، التي يترأس وفدها مساعد وزير الخارجية، حسين جابري، وفقًا ل"بي بي سي". وبحسب وزارة خارجية كازاخستان، فإن وفد المعارضة السورية المسلحة سيصل إلى أستانة، ليل الأربعاء، للانضمام إلى المحادثات التي بدأت الثلاثاء في العاصمة استانة. وقال المتحدث باسم الخارجية الكازاخية، أنور جايناكوف إن وفد المعارضة سيعقد مشاورات، الخميس، مع خبراء من الدول الضامنة، بشأن الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار. موقف المعارضة كشف محمد علوش، عضو الهيئة العليا السورية للمفاوضات، عبر حسابه على موقع توتير أسباب عدم مشاركة المعارضة في اجتماع أستانة 3. وقال علوش، في سلسلة تغريدات، مساء الثلاثاء، إن قرار عدم حضور أستانة 3 جاء بسبب تهجير أهالي وادي بردى وحي الوعر، واستمرار القصف والهجوم على الغوطة الشرقية وبرزة والقابون وغيرها رغم الهدنة، وعدم الإفراج عن المعتقلات والمعتقلين في سجون الأسد وعدم الوفاء بالالتزامات والوعود السابقة، وأهمها وقف المجازر التي بلغ عددها في شباط 28 مجزرة". وأضاف علوش: "من ضمن الأسباب أيضًا سياسة الروس المزدوجة في التعامل بتقديم الوعود الكبيرة على طاولة المفاوضات، بينما يرسلون ضباطهم على الأرض ليهددوا الأهالي بإطلاق يد النظام"، مضيفًا: "أردنا من عدم الحضور أن نبين للعالم أن الروس يريدون حلًا سياسيًا بالإعلام فقط، وأن عليهم تغيير سياستهم إن كانوا يبحثون عن الحل". وأعلن أسامة أبو زيد، المتحدث باسم الفصائل العسكرية في وفد المعارضة، اليوم الأربعاء، إنه انسحب من المفاوضات، وفقًا لما كتبه على "تويتر"، الأربعاء. تاريخ المباحثات عقدت أول جولة محادثات في أستانة في يناير الماضي، برعاية تركية روسية، ومشاركة إيرانوالولاياتالمتحدة ووفدي الحكومة والمعارضة السوريتين، لبحث سبل دعم وقف إطلاق النار الذي تم إبرامه في سوريا في ديسمبر 2016. وفي فبراير الماضي، توصلت الجولة الثانية من مباحثات أستانة إلى اتفاق على إنشاء آلية لمراقبة وقف إطلاق النار، لكن دون أن يصدر ذلك في بيان ختامي. وقال عقيل كمالدينوف، نائب وزير خارجية كازاخستان، الأربعاء، إن مندوبين من روسياوتركياوإيران أصدروا بيانا مشتركا بشأن الجولة الحالية من المحادثات "أستانة 3"، وفقًا ل"العربية نت". وتابع: "الجولة التالية ستعقد في 3 و4 مايو المقبل". وقال المفاوض الروسي ألكسندر لافرنتييف، إن بعض المندوبين الروس والأتراك والإيرانيين سيبقون في أستانا للاجتماع مع معارضين سوريين.