قال تيسير النجار، المحلل السياسي ورئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين، إن عدم مشاركة وفد المعارضة بمباحثات "أستانة 3" التى انطلقت اليوم، الثلاثاء، بكازاخستان وتستمر حتى غد، الأربعاء، يعود إلى أن مباحثات "أستانة 1 و2" لم تسفر عن شيء، رغم تسجيل كل ما اتفق عليه في مجلس الأمن. وأوضح النجار، فى تصريحات ل"صدى البلد"، أن مشاركة المعارضة بمباحثات "أستانة 1" كانت بهدف واحد وهو تثبيت وقف إطلاق النار وهذا لم يحدث، وعند دعوتهم ل"أستانة 2" ذهبوا من أجل تثبيت وقف إطلاق النار أيضا ووضع الدول المعنية أمام مسئولياتها، وهما روسيا وتركيا، باعتبارهما ضامنتين لوقف إطلاق النار وخرق هذا الوقف، مشددا على أن النظام السورى وروسيا والقوى المتحالفة مع النظام السورى لم يوقفوا إطلاق النار دقيقة واحدة. وأضاف أن التغير الديموجرافى على الأرض لا يزال مستمرا والحصار لا يزال، وقرار جنيف 2254 لم ينفذ منه شيئا، فالمعتقلون لا يزالون فى السجون وإيصال المساعدات ممنوع رغم ما نادت به الأممالمتحدة وشددت على إيصالها حتى لو لم يرض النظام. وأكد النجار أن الهدف من أستانة تشتيت الانتباه عن قرارات "جنيف 1"، والتى أكدت على الدخول إلى مرحلة انتقالية جديدة فى سوريا وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وإبعاد بشار الأسد وإعادة هيكلة كل المؤسسات الحكومية بما فيها الجيش والأمن، وهو ما تخشاه روسيا وتركيا. ولفت المحلل السياسي ورئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين إلى أن رفض المعارضة المشاركة فى مباحثات أستانة يعنى أنها فشلت وألغيت، كما يعنى أن روسيا فشلت، مؤكدا أن روسيا تريد تمويع القضية ولا تريد انعقاد مؤتمر "جنيف 5" وإذا انعقد لا تريد منه نتائج كما تريد تعدد المنصات لإفشال جهود المعارضة. وكان أسامة أبو زيد، المتحدث باسم وفد فصائل المعارضة السورية المسلحة إلى مفاوضات أستانة، قال إن المعارضة المسلحة لن تشارك في مفاوضات أستانة التي انطلقت اليوم، الثلاثاء، وتستمر إلى غد، الأربعاء، مشيرا إلى أن قرار عدم المشاركة جاء بعد رفض الجانب الروسي تلبية مطالب رئيس الوفد محمد علوش. وأضاف أبو زيد أن مشاركة المعارضة السورية بالجولة الثالثة لمفاوضات أستانة تعني القبول بالتهجير القسري الذي ينفذه النظام السوري والروس في حي الوعر بحمص، الذي حدث قبل ذلك في وادي بردى بريف دمشق، وقد يحدث في أماكن أخرى. وأعلن النظام والمعارضة في حي الوعر بحمص أمس، الاثنين، اتفاقا برعاية ووساطة روسية يقضي بخروج مقاتلي المعارضة وكل من يرغب من المدنيين باتجاه الشمال، على أن تنفذ بنود الاتفاق في مدة لا تتجاوز شهرين. وحمّل المتحدث باسم الفصائل السورية الطرف الروسي جزءا من المسئولية عن مقاطعة وفد المعارضة محادثات أستانة، مؤكدا أن المعارضة السورية لم تلمس قيام روسيا بدور الضامن للتوصل لحل سياسي في سوريا، لكنها تدعم نظام بشار الأسد. وقال أبو زيد إن المعارضة تلقت في محادثات "أستانة 1" تعهدا روسيًا بألا يدخل النظام وادي بردى، لكن الأمر وقع بعد انتهاء المحادثات، وفي اجتماع "أستانة 2: كان يفترض أن تبحث الأطراف المتفاوضة المناطق التي سيطر عليها النظام عقب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نهاية العام الماضي، لكن ذلك لم يحدث. وبشأن خيارات المعارضة عقب مقاطعة جولة أستانة، قال المتحدث نفسه إن عدم المشاركة في محادثات أستانة لن يوسع خيارات المعارضة، لكننا لن نكون شهود زور على التهجير القسري، وعلى استمرار خرق النظام لوقف إطلاق النار في حيي القابون وبرزة بدمشق ودرعا. يذكر أن الاجتماع الأول في أستانة عقد في يناير الماضي لتثبيت وقف إطلاق النار الذي تم التوافق عليه بين روسيا وتركيا في 29 ديسمبر الماضي، بينما عقد الاجتماع الثاني في 16 فبراير الماضى وانتهى دون صدور بيان ختامي.