"دمج وزارتي السياحة والطيران تحت مسؤولية وزير واحد"، أصبحت هذه الجملة تترد في الوقت الحالي، خاصةً بعد إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي إجراء تعديل وزاري خلال الفترة المقبلة. وتباينت آراء خبراء السياحة حول تنفيذ المقترح، حيث يرى البعض أن فكرة ضم الوزارتين، سيؤدي إلى مزيد من الفشل، فيما رأي آخرون أن أفضل فترة حققت فيها وزارة السياحة والطيران المدني مكاسب في الثمانينيات عندما تم دمجهما في وزارة واحدة. يقول ماجد الجمل، رئيس جمعية مستثمري طابا السياحية، إن" ضم وزارتي السياحة والطيران، سوف يكون له مردودًا إيجابياً على المستوى الاقتصادي، وفضلًا عن فتح أفقًا جديدًا للاستثمار"، مضيفًا أن وزارة واحدة ستسهل التنسيق الذي يحقق أرباح لقطاع السياحة والطيران. وأوضح الجمل لمصراوي "أنه يعتقد رفض القائمين على منظومة الطيران فكرة الضم في الوقت الحالي، لأنها ستقلل من المكاسب التي يحققوها من الطيران دون النظر إلى مصلحة البلد"، مؤكدًا أن "فكر القائمين على الطيران لا يفيد الاستثمار السياحي". ولفت رئيس جمعية مستثمري طابا السياحية، إلى أنه في حالة الدمج سوف يصب فكر الوزير في مصلحة القطاعين وليس قطاع واحد، قائلًا "وزير الطيران كان يلغي رحلات لعدم جدواها بالرغم من أنها كانت تشغل السياحة بنسب يحتاجها الجميع، لذلك يجب أن يعمل الاثنين مع بعض، وكله هيصب في مصلحة البلد". فيما رفض هشام علي، رئيس جمعية مستثمري السياحة بجنوب سيناء، فكرة ضم الوزارتين، معلنًا أن ما كان في الماضي لا يمكن تنفيذه في الوقت الحاضر، مضيفًا أن السياحة الموجودة حاليًا لم تكن موجودة منذ 22 عامًا، بالإضافة إلى التوسع الهائل في عدد الغرف وشركات السياحة، والتي تُدار بأساليب مختلفة وتقنيات عالية، كما أن دمج الوزارتين سيؤدي إلى مزيد من الفشل. وأضاف علي لمصراوي، أن الوزارتين تحتاجان إلى مجهود كبير، ومن الصعب أن يتولاهما وزير واحد، كما أن السياحة تحتاج إلى حلول ترويجية وتسويقية متخصصة مع دعم من قطاع الطيران بتكثيف حركة الطيران من وإلى مصر. وأردف:" كما أن وزير الطيران لا يمكنه أن يأتي بالسياحة أو الحملات الإعلانية"، مشيرًا إلى أن ما يجب فعله هو التعاون والتفاهم بين الوزارتين. وقال عاطف عبداللطيف، عضو جمعية مستثمري مرسى علم وجنوب سيناء، إن أهمية دمج الوزارتين معًا لوضع رؤية واستراتيجية واحدة تصُب في مصلحة السياحة والطيران، خاصةً بعد أن خسرت ما يقرب من 23.8 مليار دولار خلال الخمس سنوات الماضية، ووزارة الطيران المدني خسرت ما يقرب من 10 مليار جنيه. وأضاف عبداللطيف لمصراوي، أن أفضل فترة حققت فيها وزارة السياحة والطيران المدني مكاسب عندما تم دمجهما في وزارة واحدة في الثمانينيات، وكان فؤاد سلطان وزيرًا للسياحة والطيران المدني، مضيفًا أن الأمر أصبح ملحًا عقب سقوط الطائرة الروسية وتغيير معظم شركات الطيران العالمية وجهتها بعيدًا عن مصر. ويقول عماري عبدالعظيم، رئيس غرف شركات السياحة والطيران السابق، إن السياحة والطيران وجهان لعملة واحدة، فبدون طيران لن يأت السائح وبدون سياحة ستخسر شركات الطيران، ولذلك لابد أن تصب رؤيا السياحة والطيران في إتجاه واحد. وأوضح عماري لمصراوي، أنه عند دمج الوزارتين سيتم عمل حملات ترويجية بالخارج موحدة للسياحة والطيران معًا وسيكون الهدف قوياً لإنشاء شركة طيران شارتر تكون ضمن إحدى شركات الشركة القابضة لمصر للطيران وتعمل وفق منظومة السياحة العالمية كمثيلاتها من شركات الطيران الشارتر العالمية. وأشار إلى أن المشكلة التي تقابل التشكيل الوزاري المرتقب، تأتي في اختيار شخص لديه رؤية تشغيل منظومة السياحة الطيران مًعا، مضيفًا "أن فكرة الهيئات الكثيرة في الوزارتين ليست عبئًا لأنهم نظام واحد يخدم مصلحة واحدة "، "مثل المايسترو الذي ينظم العمل للوصول إلى نتائج واحدة".