خلال جولة بالعاصمة الإدارية والقاهرة الجديدة.. وزير الإسكان يوجه بتطوير محور التسعين الجنوبي    وزير الأوقاف يدين اقتحام متطرفين للمسجد الأقصى المبارك    روسيا تبرر هجماتها المضادة على كييف وتتهمها بإفشال محادثات السلام    وزير العمل يعتمد صرف مليون و640 ألف جنيه رعاية اجتماعية ل 282 عاملا غير منتظم    مصدر أمني ينفي تعدي قوة أمنية على شخص بالإسكندرية مما أدى إلى وفاته    مؤتمر الأعمال العُماني الشرق أفريقي يبحث الفرص الاستثمارية في 7 قطاعات واعدة    المحكمة الرياضية ترفض طلب بيراميدز بتعليق الإعلان عن بطل الدوري    «غائب من 74 عامًا».. أبطال تنس الطاولة يتحدثون ل«المصري اليوم» عن الإنجاز العالمي    غياب ثلاثي الأهلي وثنائي الزمالك.. الركراكي يعلن قائمة المغرب لمواجهتي تونس وبنين    كل ما تريد معرفته عن بورصة صفقات الزمالك في ميركاتو الصيف    سياسيون: لقاء الرئيس برجال الأعمال الأمريكيين يعكس ثقة العالم في الاقتصاد المصري    رئيس جامعة المنوفية يشارك في اجتماع مجلس الجامعات الأهلية    تأجيل محاكمة صاحب محل دواجن لقتله منافسه ببنها| ليوليو القادم    غدا.. محمد رمضان يفاجئ جمهوره ب«حرامية»    في ذكرى ميلادها.. قصة الحب الخالدة بين فاتن حمامة وعمر الشريف حين غيّر ديانته من أجلها ولم ينساها حتى وفاته    أحمد أبو رحيمة: نمنح الشباب مساحة للتجريب والإبداع | حوار    تامر حسني ل "الفجر الفني": "ريستارت" استغرق سنة ونصف.. وبحضر لعمل درامي جديد(حوار)    «ميكس علمي».. استشاري تغذية علاجية ينصح بتناول «الجبنة مع البطيخ» (فيديو)    رئيس قضايا الدولة: «المرأة تقود» خطوة استراتيجية لتمكين النساء في المناصب التنفيذية    ترامب يكشف مصير 3 مليار دولار منح جامعة هارفارد ويتهمها ب"معاداة السامية"    الاتحاد الأوروبي: التصعيد الإسرائيلي في غزة غير مبرر ويجب وقفه فورًا    دليل كليات الطب المعترف بها عالميا في مصر للطلاب المصريين والأجانب    منها البابونج والنعناع.. 4 مشروبات تحمي طفلك من نزلات البرد المتكررة    فيات تطلق أول "توك توك" كهربائي وتستهدف به أفريقيا والشرق الأوسط.. صور    التعليم العالي: "الوافدين" تبحث تطوير منظومة الطلاب استعدادًا للتنسيق للعام الجامعي "2025/ 2026"    موعد أذان الفجر أول ذي الحجة 2025 وفضل صيام العشر الأوائل    دعاء قضاء الحاجة مكتوب.. انتهز الفرصة وردده الآن    الزمالك يُقرر تعديل منصب جون إدوارد    مصر تتعاون مع «فيليبس» الهولندية لتوطين صناعات الأجهزة الطبية    كلوب "مصدوم" من حادث احتفالات ليفربول    قراءة فى نصوص اتفاقية مكافحة الأوبئة    رئيس جامعة بنها يتفقد سير الامتحانات بكليتي الزراعة والطب البيطري    لأول مرة منذ 34 عاما.. اليابان تفقد لقب "أكبر دائن عالمي" لصالح ألمانيا    زينة تروي تفاصيل مرعبة عن هجوم كلب شرس على طفليها    إلهام شاهين تهنئ ليلى علوي بعد تكريمها بمهرجان السينما الفرنكوفونية    رئيس الأوبرا يشيد بعرض كارمن: الحضور الجماهيري يبرز مساعي نشر الفنون    متاهة العملات المشفرة تبدأ ب"لايك".. "اليوم السابع" يعيد نشر التحقيق الفائز بجائزة دبي للصحافة الاقتصادية.. 6 مراحل تكشف العالم الخفى لشبكات النصب باسم "بيتكوين" وأخواتها    نشاط للرياح وارتفاع أمواج البحر على سواحل البحر المتوسط بالإسكندرية.. فيديو    الإدارة العامة للمرور تبدأ تجربة «الرادار الروبوت» المتحرك لضبط المخالفات على الطرق السريعة    العشر الأوائل من ذي الحجة 2025.. موعد الصيام وأفضل الأعمال الصالحة    أفضل أعمال النساء في العشر الأوائل من ذي الحجة.. أمينة الفتوى تنصح    إصلاح هبوط أرضى بشارع جمال عبد الناصر فى مدينة السادات بالمنوفية    الداخلية تكشف تفاصيل فيديو مشاجرة بورسعيد    محافظة الدقهلية فى زيارة مفاجئة للتأمين الصحة بدكرنس    خلال 24 ساعة.. ضبط 146 متهمًا بحوزتهم 168 قطعة سلاح ناري    القابضة لمياه الشرب: إجراءات تصحيحية شاملة لرفع مأمونية المياه في جميع المحافظات    أوكرانيا تحذر من هجمات روسية بالطائرات المسيّرة في الشرق والجنوب    تؤكد قوة الاقتصاد الوطني، تفاصيل تقرير برلماني عن العلاوة الدورية    وزير الري يطلق رؤية للاستفادة الاقتصادية من ورد النيل    وزير الإسكان: الامتداد الجنوبي للقاهرة الجديدة يضم فرصا استثمارية وأنشطة سكنية وخدمية    حادث ليفربول.. رئيس البلدية يعلن تسجيل 4 إصابات حرجة    بطولة بالم هيلز المفتوحة للاسكواش.. اللاعبون المصريون يقتربون من حسم لقبي الرجال والسيدات    وكيل وزارة الأوقاف يكشف الشروط الواجب اتباعها أثناء ذبح الأضاحي    محمد ممدوح: المصريون رفضوا أن تدار بلادهم بمنطق السمع والطاعة    معركة الدفاع الجوي في زمن التحولات الجيوسياسية.. أوكرانيا تطلب تزويدها بمنظومة «باتريوت» لمواجهة الدب الروسي    اليوم| إقامة ثاني مباريات نهائي دوري السوبر لكرة السلة بين الاتحاد والأهلي    في إطار التعاون الثنائي وتعزيز الأمن الصحي الإقليمي.. «الصحة»: اختتام أعمال قافلتين طبيتين بجيبوتي    مستشفى دمياط التخصصي: تحسن حالة الطفلة ريتال.. ولا حاجة للتبرعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نار الحرمان ولا غلاء الأسعار.. المضطر يركب ''المقاطعة'' (تقرير)
نشر في مصراوي يوم 13 - 01 - 2017

منذ 15 يوما لم تشترِ سامية محفوظ -اسم مستعار- اللحم أو التوابل، فيما تتجه الشابة الصعيدية للامتناع عن الدجاج بعدما زاد سعر الواحدة حوالي عشرة جنيهات خلال شهر واحد. بين حين وآخر يعود الحديث عن مقاطعة السلع، كحل غير مضمون النتائج، بين مواطنين ابتعدوا عن بعضها في صمت مُجبرين، آخرون دعوّا للمقاطعة لوقف "جشع التجار"، بينما اتخذت دعوات أخرى صفة "الرسمية"، كتلك التي وجهها جهاز حماية المستهلك للمصريين حين طالبهم بمقاطعة السلع ليوم واحد.
في مطلع نوفمبر الماضي؛ حررت الحكومة المصرية سعر صرف الجنيه المصري (التعويم)، ضمن حزمة قرارات اقتصادية، منها رفع أسعار الوقود والكهرباء، وتطبيق ضريبة القيمة المضافة، ما أدى لرفع أسعار السلع الغذائية المختلفة.
بحكم عملها كأمينة المرأة في أحد الأحزاب بأسيوط، تصطدم كريستينا عادل يوميا بشكاوى عن غلاء الأسعار، ويُعاني البعض في محيط كريستينا من تفاوت أسعار السلعة الواحدة "يعني انا بلاقي كرتونة البيض ب38 جنيه في شارع وشارع تاني ب 33 جنيه".
تلك الحالة من التفاوت دفعت كريستينا لتبنّي مبادرة عبر صفحتها على موقع فيسبوك "طلبت من الناس نعمل مقاطعة لبعض السلع بالاتفاق ما بينّا عشان الموضوع يبقى له أثر والناس بتتفاعل". كانت اللحوم على رأس قائمة الأشياء المُرشحة للمقاطعة بين الصيدلانية ومؤيدي المبادرة، يليها البيض "الواحدة بقت بجنية وربع".
وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فقد ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء بنسبة 21.7% منذ نوفمبر 2015، وارتفعت أسعار الدواجن بنسبة 14.6% في نفس الفترة، بينما سجل قسم الطعام والمشروبات ارتفاعا قدره %22.5.
اللحوم والتوابل هما مجرد البداية أمام سامية، فقد توقفت منذ أكثر من أسبوع عن شراء الزيت "باخد شوية زيت من الناس في العمارة وباخد توابل برضو". ما يزيد العبء على الأسرة القادمة من المنيا أن دخل الزوج ليس ثابتا "كان على توكتوك وسابه ودلوقتي هو أرزقي بيقف في الشارع طول النهار وممكن ميشتغلش". صار اعتماد الزوجين بشكل رئيسي على أجرة شهرية زهيدة يتحصلان عليها مقابل الخدمة في العقار.
السلع التي قاطعتها حارسة العقار مُرغمة، بدأ تامر عزت في التوقف عن بعضها بإرادته "عشان مبقتش فاهم على أي أساس بترخص وتغلى". يعمل عزت كموظف في إدارة الجودة بوزارة التربية والتعليم، بمحافظة مرسى مطروح، يروي أنه ذهب لبقال قريب من منزله منذ أيام لشراء زجاجة زيت فوجد سعرها 17 جنيها "قولتله هعدي عليك بليل قاللي لأ إلحق عشان هتغلى بعد العصر"، ظن الأب الثلاثيني أن صاحب المحل يمازحه، لكنه فوجئ بارتفاع سعر الزجاجة لواحد وعشرين جنيها في نفس اليوم "وقتها اضطريت اشتريها غصب عني".
كان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء كشف في أغسطس الماضي، عن أن الحصيلة الإجمالية لارتفاع الأسعار من يناير 2016 وحتى منتصف العام الماضي، بلغت 10.6%.
لا تبدو مقاطعة السلع عموما حيلة سديدة، بالنسبة لرشاد عبده، الخبير الاقتصادي، حيث يقول لمصراوي إن ذلك يحتاج لآلية تستمر على مدى طويل نسبيا وليس أيام فقط.
"أولا يجب إن السلع يكون لها بديل يعني مينفعش نقاطع الرز مثلا.. ثانيا يجب ضمان إنه عدد كبير من الناس هيقاطع ".. حسبما يضيف عبده. ورغم أن المقاطعة قد تصبح حل جيد حال الالتزام بها، إلا أن المستهلك لا يأمن تصرف بعض التجار "يعني لو الناس قاطعت اللحمة ممكن بتوع الفراخ والسمك يرفعوا السعر عشان العرض والطلب" وبالتالي لن تتحسّن ميزانية المواطن كثيرا.
أطلق اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، في أول ديسمبر الماضي، حملة لمقاطعة شراء السلع ليوم واحد، غير أن تلك الحملة في رأي الخبير الاقتصادي "مجرد بروباجندا.. يوم مش هيفرق مع التاجر في حاجة.. غير إن دور الجهاز دة هو الرقابة أصلا على التجار مش الحملات".
يختلف اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك مع رأي عبده، فيقول لمصراوي "الحملة نجحت بدليل حملات طلعت بعدها بتطلب من الناس مقاطعة حلاوة المولد عشان غلاء سعرها"، وأكد رئيس الجهاز أن أحد أهداف حملة المقاطعة كان نشر ثقافة الاتحاد ضد جشع التجار.
لم يدعُ عزت -الأب لثلاثة أبناء- أحد لمقاطعة السلع على عكس كريستينا، لكنه توقف منذ أسبوع عن شراء أي خبز خارج منظومة التموين، مكتفيا ب15 رغيفا يحصل يوميا من التموين "بيبقى فرن جنب التاني والاتنين سعرهم فرق 2 ولا 3 جنيه.. بنحاول بالعيش البلدي نمشي حالنا".
يعتقد الموظف بإدارة الجودة أن التخبط قائم لعدم وجود سعر ثابت للسلع، فيما يقول رئيس جهاز حماية المستهلك "مينفعش الناس تفضل طول الوقت مستنية يبقى فيه تسعيرة"، بينما ترى كريستينا أن التسعيرة هي الحل الأوحد "عشان نعرف ممكن نحاسب مين وامتى بدل ما الناس ماشية في الشارع تكلم نفسها".
حملة المقاطعة لم تكن وسيلة جهاز المستهلك الوحيدة لدرء ارتفاع السلع، فيوضح يعقوب لمصراوي أنه تم اتخاذ قرار بمراجعة السجل الضريبي لأي تاجر يتم اتهامه برفع الأسعار عن المتوسط في السوق، ليتم محاسبته.
تسخر سامية من مطالب المقاطعة "ماحنا على أدنا ومقاطعين كدة كدة.. حصل حاجة؟ اللي معاهم برضو بيشتروا والتجار بيبيعوا"، في المقابل يُحاول عزت تسيير أحواله المادية "مرتبي مزادش من 2014 في حين الأسعار بتضرب"، صارت أشياء كثيرة رفاهية بالنسبة له، أهمّها المنظفات والعطور، أما كريستينا فقد استغنت مع بداية الأزمة عن أي منتج مستورد، باحثة عن بديل مصري جيد له، وإن بدا ذلك صعبا.
بالكاد تُدبر الحارسة بحي الهرم، أمور منزلها "بقيت أشتري كبدة ساعات أأكلها للعيال بس والسمك رخيص بس مبيجبوش عشان مستهلكش زيت". تُشاهد أحاديث المسئولين في تلفاز صغير بُحجرة أسفل سلم العقار "ببقى متضايقة عايزة أعرف ليه مش بيساعدونا"، لكنها تعود مرة أخرى لصفوف انتظار "الفرج" في أزمة الأسعار، متخذة المقاطعة كطريق إجباري "الرئيس كان بيقول اصبروا عليا ست شهور كمان.. أما نشوف هيحصل إيه".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.