بالصور- انتهاء ترميم كوبري قصر النيل ب8 مليون جنيه.. وافتتاحه خلال أيام

بإضاءة زرقاء منعكسة على مياه النيل، وترميم أعمدة الإنارة النحاسية التي ترجع للقرن التاسع عشر، وإعادة طلاء الأسود الأربعة البرونزية القابعة عند المدخلين، يبدو كوبري قصر النيل بحلته الجديدة، استعدادًا لافتتاحه رسمياً خلال الأيام القليلة القادمة، بعد انتهاء أعمال التطوير والترميم التي استغرقت قرابة ستة أشهر وتكلفت حوالي 8 مليون جنيه.
يقول سعيد البحر، مدير مشروع القاهرة الخديوية، إن عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، من المقرر أن يحدد موعد افتتاح الكوبري رسمياً، خلال اجتماعه مع إدارة حماية التراث بمحافظة القاهرة، الاثنين القادم، مشيرًا إلى اهتمام الإدارة البالغ بمشروع تطوير وترميم كوبري قصر النيل، باعتباره أحد أبرز معالم القاهرة، ومن أهم مراحل مشروع القاهرة الخديوية.
كان محافظ القاهرة، قد أعلن في تصريحات صحفية منذ يومين، افتتاح كوبري قصر النيل والمرحلة الأولى من تطوير الكورنيش وشارع الشواربي وممر بهلر رسمياً خلال الشهر الجاري، مشيرًا إلى أن أعمال التطوير التي امتدت لكوبري قصر النيل لم يشهدها من قبل عبر تاريخه.
ويضيف البحر "المشروع تكلف حوالي 8 مليون جنيه، تبرعًا من البنك الأهلي، وبدأت أعمال الترميم والتطوير بدهان أعمدة وجسم الكوبري، لكن المحافظ أصر على ترميم وتطوير جميع أجزاء الكوبري، بما في ذلك الفواصل وأسود الكوبري ونظم الإضاءة وغيرها".
وأكد مدير المشروع، أن مديرية الطرق والكباري التابعة لمحافظة القاهرة، من المقرر أن تتعاقد مع ركة لتأمين وصيانة ونظافة الكوبري، وتتضمن بنود العقد، شرط تركيب كاميرات مراقبة على الكوبري، لمنع تكرار حوادث سرقة أجزائة.
ومنذ عدة أشهر، فوجئت مديرية الطرق والكبارى بالقاهرة، باختفاء ثلاثة أعمدة أثرية نادرة من كوبرى قصر النيل من أصل 110 أعمدة أثرية يرجع تاريخها لعهد الخديوي إسماعيل، فضلا عن وقوع أعمال تخريبية فى أرضية الكوبري والجسم الحديدي وسرقة الجسم الزجاجي الخاص بأعمدة الإنارة الأثرية من منتصف كوبري قصر النيل العتيق.
وكشفت المعاينة الميدانية وفريق عمل يضم الطرق والكباري والآثار والتنسيق الحضارى أن واقعة السرقة تمت باستخدام منشار، وقطع أكثر من أربعة أمتار من العمود الواحد.
ويتابع البحر "استغرق العمل في مشروع تطويروترميم الكوبري، قرابة ستة أشهر منذ بدء المشروع"، مشيرًا إلى أن أعمال الترميم لا يمكن التحكم في جدولها الزمني، نظرًا للمستجدات التي تطرأ أثناء العمل، وتستوجب التعامل معها بدقة وحذر للحفاظ على أصل الأجزاء المرممة، أو استبدالها بنسخ أصلية في حالة تعرضها للتلف التام.
ويعد كوبري قصر النيل الذي تم إنشائه عام 1871م، أول كوبري بالقاهرة لعبور النيل بطول 406 مترا وعرض 10,5 مترا منها 2,5 متر للأرصفة.
ويشير مدير مشروع القاهرة الخديوية إلى أن أكثر من 90% من أعمال تطوير وترميم الكوبري قد انتهت بالفعل، ولم يبقَ سوى إعادة طلاء الأسود الأربعة، من خلال لجنة مشكلة من وزارة الآثار التي تعاونت مع الإدارة والمحافظة طوال مراحل ترميم وتطوير الكوبري، لافتًا إلى أن الكوبري وأسوده لم يكونوا مدرجين كآثار، وتم اعتمادهم رسمياً خلال أعمال الترميم والتطوير.
وشملت أعمال تطوير وترميم الكوبري، إعادة طلاء السور الحديدي والأعمدة طبقا للأصول الفنية حيث تم رفع طبقات الدهانات المتتالية والعودة إلأى الأصل ثم إعادة طلائه، مع إصلاح البواكي المنبعجة، واستكمال أعمدة الإنارة وإعادة رصف الرصيف وجسم الكوبري، مع إصلاح الفواصل وكذلك القواعد الخرسانية الحاملة لجسم الكوبري وإعادة إنارته بشكل متميز حيث يظهر الكوبري كعلامة من علامات القاهرة التراثية من كافة الاتجاهات، مع تكليف وزارة الآثار بأعمال ترميم تماثيل الأسود الأربعة.
ويندرج مشروع تطوير وترميم كوبري قصر النيل، ضمن أعمال المرحلة الثانية من مشروع تطوير وتأهيل القاهرة الخديوية، من أجل إعادة الوجه الحضاري للعاصمة والحفاظ على التراث في وسط القاهرة.