داخل شقة بأحد الأحياء المصرية تدرب ستة شباب لأربعة أشهر على رياضة المبارزة اليابانية بالسيوف، والمعروفة باسم (السبوتشان). لم تكن نية الفريق المصري سوى المشاركة في البطولة العالمية للسبوتشان والتي تُقام سنويا في اليابان منذ 41 عاما. ثمانية أيام قضاها الفريق في الدولة الأسيوية لأجل البطولة، انتهت في الثامن من نوفمبر الجاري، حصلوا خلالها على المركز الثالث والميدالية البرونزية على مستوى العالم في البطولة التي تضم 40 دولة، أبرزهم فرنسا، روسيا، إيطاليا، أستراليا، الولاياتالمتحدةالأمريكية والهند والصين. مصراوي حاورمحمد فرغلي، أحد أعضاء الفريق، لمعرفة تفاصيل الفوز بالميدالية، وأهم المصاعب التي واجهتهم وطموحاتهم في المستقبل. -بداية.. أعط لنا نبذة عن السبوتشان؟ هي رياضة المبارزة بالسيوف اليابانية المستوحاة من الساموراي الياباني. أسس هذه الرياضة السيد "تتسندو تانابيه" في عام 1971 عن طريق تطوير أدوات آمنة شبيهه لأدوات الساموراي، و بدأت رياضة السبوتشان في مصر عام 1993 عن طريق مريم يوكو شينشني. -وما أدوات الرياضة وقواعدها؟ أدوات السبوتشان تتضمن قناع الرأس، وكذلك "الكوداتشي" أو السيف القصير - 60 سم، "التشوكن" أو السيف الطويل - 100سم، "الياري" أو الرمح - 210 سم "البو" أو العصا ذات الحدين- 210 سم، وأخيرا "التاتيه" أو الدرع. والرياضة ليس لها سن معينة، فيمكن أن يلعبها طفل في السادسة من عمره. -ما تفاصيل بطولة العالم للمبارزة اليابانية؟ تُقام البطولة على مدار يوم واحد. يتنافس فيه اللاعبون بشكل فردي أو من خلال فرق. وحصلنا هذا العام على برونزية العالم في الفرق. -متى بدأتم اللعب كفريق وهل مشاركتكم في بطولة 2016 هي الأولى لكم؟ "احنا بنتمرن من 2004 في نادي الصيد". ومنذ عام 2005 شارك المنتخب المصري في 11 بطولة عالم وفاز ب 66 ميدالية و15 جائزة أخرى الى جانب جائزة اللعب النظيف ثلاث مرات. -وكيف يربح اللاعب في رياضة السبوتشان؟ بأن يضرب الخصم بالسيف ضربة صحيحة وليس مجرد لمس "زي السيف الحقيقي ضربة واحدة منه بتموت وفي اللعبة بتكفي لخروج اللاعب من المباراة. -ما الاستعدادات التي تتخذونها قبل البطولة كل عام؟ التدريب بأقصى استطاعتنا، حتى لو كان ذلك داخل شقة. -وأين دعم الدولة لكم؟ لا يوجد دعم في الوقت الحالي، فنحن مازلنا في مرحلة التجهيز لتأسيس الاتحاد المصري للعبة السبوتشان وجعل الرياضة مُعترف بها رسميا، ثم محاولة الحصول على الدعم اللازم. -وما المشاكل الأخرى التي تواجهكم في رحلتكم مع المبارزة اليابانية؟ أزمات عديدة؛ منها عدم وجود مكان للتمرين، وعدم وجود أي تمويل لرحلاتنا إلى اليابان، حيث كانت تكلفة اللاعب الواحد في البطولة الأخيرة حوالي 11 ألف جنيه مصري، تحملناها بشكل شخصي. وأخيرا "مفيش أي ورق رسمي من الدولة يثبت إن احنا طالعين بطولة عشان نعرف ناخد أجازات من شغلنا.. كمان طلاب كتير مش بينضموا للعبة بسبب إن مفيش درجات تفوق رياضي". -على المستوى الشخصي.. لماذا اخترت رياضة السبوتشان وهل هي قريبة من مجال عملك؟ إطلاقا. أنا أعمل كمهندس كمبيوتر، ولكني اخترت المبارزة لشغفي بالحضارة اليابانية، وكنت قبلها أمارس رياضة الجودو. -هل تتردد في الإنفاق بشكل شخصي على الرياضة في ظل عدم وجود دعم؟ بالتأكيد أفكر كثيرا في الأمر، لكني اخترت في النهاية أن أثبت لنفسي أولا ثم للآخرين، أنني أستطيع المنافسة والفوز في ظل الظروف الصعبة. -في رأيك.. لماذا لا يوجد جمهور للرياضة في مصر؟ الفنون العسكرية عموما ليس لها جمهور عندنا، بالأخص إذا ما قورنت بكرة القدم "عشان دي مش رياضات تجارية" ، وهنا يأتي دور الدولة في دعم الرياضة. -ما طموحاتكم كفريق مصري، وأحلامك بشكل شخصي؟ نتمنى تأسيس اتحاد للرياضة في مصر والانطلاق منه لنشر الرياضة في إفريقيا. أما أنا فأتمنى المشاركة في الألعاب الأوليمبية.
