أسيوط- فاتن الخطيب: رغم أن أول فرقة للفنون المسرحية ولدت على أرض محافظة أسيوط كانت بمركز البدارى، إلا أنه اليوم وبعد إنشاء أول قصر ثقافة على أرضه على أحدث الطرز المعمارية ظهر معوق التهم أرض المسرح، حيث يخترق منزل قديم لأحد المواطنين قطعة الأرض المخصصة للقصر وبسببه تلاشت المساحة المخصصة للمسرح..."ولاد البلد" التقت أدباء وشعراء البدارى الذين يخشون اندثار أنشطة المسرح. خرابة يقول محمد شافع مدير بيت ثقافة البدارى، إن قصر الثقافة يعتبر تحفة معمارية، حيث أنه طرحه صندوق التنمية الثقافية فى مسابقة وفاز بأحسن تصميم معمارى وتم تنفيذه فعلا. وقطعة الأرض التي تُقام عليها قصور الثقافة غالبا تكون مربعة بالكامل وأقل مساحة 600متر، ولكن فوجئنا بوجود مبنى مخالف بداخل القطعة المخصصة والأرض جميعها أملاك دولة وصاحب المنزل ليس لديه عقد تمليك كما أنه متعد على الشارع الرئيسى بمسافة تزيد على عشرة أمتار، والبيت يقع فى قلب القصر فأصبح مشوها للتحفة المعمارية المقامة لأن شكله العام عشوائى وسيئ الشكل، وحينما زار مدير عام مديرية الثقافة بأسيوط المكان طلب من المهندس أحمد بدر، رئيس مركز ومدينة البدارى إيجاد حل لهذا المنزل، فعرض رئيس المركز على صاحب البيت مجموعة من الحلول منها منحه شقتين على صاحب المنزل مقابل التنازل عن البيت وضم المساحة للقصر فرفض، كما عرض عليه قطعة أرض بديلة وسيقومون ببنائها له فرفض أيضا. يكمل شافع: ونطالب محافظ أسيوط بالتدخل لا سيما أن البدائل موجودة، والمنزل يشوه المظهر الجمال للقصر ومن يجلس فى واجهة المسرح "هيشوف وراه خرابه". أول فرقة مسرحية ويشاركه الرأى الشاعر عصمت نفادى قائلا: مشكلة هذا المنزل تعتبر من بقايا فساد المحليات في البدارى لأنه مبنى على أملاك الدولة وفى نفس القطعة المخصصة لقصر الثقافة وتلك القطعة بالذات مخصصة للمسرح، وبسبب هذا المنزل صارت مساحة المنزل خمسة أمتار فقط. ويتابع: المنطقة المُقام بها القصر منطقة مليئة بحاملى السلاح ومنهم المعترض على وجود القصر لأنه سيتسبب فى التردد الدائم للمسؤولين على المنطقة وطالما أن هناك مسؤولين فستصطحبهم الشرطة وسيكون ذلك مصدر إزعاج لهم ولهذا هناك من سيستفيد إن لم يكتمل حلم هذا القصر. وأشد ما يحزننى أن أول فرقة مسرحية أنشأت فى محافظة أسيوط كانت بالبدارى وكانت فرقة "علشان بلدنا"، وكانت الرواية من تأليف وحيد حامد وإخراج عصمت حمدى، ثم رواية الغول سنة 1973 من تأليف الشاعر الكبير درويش الأسيوطى، ولكن اليوم عادت البدارى للخلف، ووجود هذا المنزل يعيق ممارسة الأنشطة الثقافية بداخل القصر لأن القصر يكشف المنزل من جميع الزوايا من أدواره العلوية وسيتسبب ذلك فى مشادات يومية بين سكان المنزل وبين العاملين بالقصر. ويقول أحمد الفولى، شاعر ناشئ، هذا المنزل كان من المفترض أن يكون مكانه المسرح، وصاحبه يخشى ألا يتم تعويضه لذلك رفض التنازل، وأتمنى أن يُخلى هذا المنزل حتى يكتمل باقى النموذج الفنى الهائل، فهو مشوه للقصر. مثلث رعب ويشرح حسنى سيد، أخصائى مكتبات ببيت الثقافة، أن ما حدث هو سوء إدارة من قيادات الحكم المحلى السابقين الذين بُنى فى عهدهم هذا المنزل ولم يأخذ أى مخالفات وهذه الأرض أملاك دولة. وبعد تخصيص قطعة الأرض لبناء قصر الثقافة اصطدمنا بهذا المنزل الذى صار مثلث رعب للقصر، علما بأن هذا أول قصر ثقافة يبنى بالمركز منذ افتتاح بيت الثقافة فى 1980 فحرُم هذا المركز من مكان لممارسة الأنشطة الفنية والأدبية رغم أنه يضم كوكبة من الأدباء والشعراء والفنانين، فنرجو من رئيس المركز والقيادات التنفيذية والمحلية سرعة إيجاد حل لهذا الأمر. مكان خاطئ وتقول إسراء شافع، شاعرة ناشئة، إن مكان إنشاء القصر خاطئ من البداية فهو وسط كتلة سكنية، وسيعيق ذلك إقامة الأنشطة الفنية، وقيل أن سكرتير مجلس المدينة السابق خصص هذا المكان وقال أنه لا يوجد أرض أملاك دولة غيره، وهذا المكان كان اسمه البركة لأنه كان عبارة عن بركة ضحلة ومقلب قمامة والمنطقة نفسها عشوائية، ووجود البيت المخالف سيزيد من الأزمة وسيكون عائقا إضافيا. اتخاذ الإجراءات القانونية ومن جانبه أوضح أحمد بدر رئيس مركز ومدينة البدارى، أن قطعة الأرض المُقام عليها المنزل مربوطة على اسم صاحب المنزل وهو ليس بمتعديا عليها، ولكن الأرض أملاك دولة والمنزل متسبب فى وقف استكمال قصر الثقافة، وعرضنا على صاحبه إزالة المنزل وتعويضه بكل السبل المريحة له حرصا على مصلحته فرفض، وهنا لا مفر من اتخاذ الإجراءات القانونية لأنها أرض أملاك دولة وقت الحاجة إليها سنأخذها، وحاليا هناك محاولات مع أملاك الدولة لصدور قرار نراعى فيه مصلحة المواطن حتى لا يظلم ولكن لابد من حل لمشكلة القصر ولهذا لجأنا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.