وجه الإعلامي الكبير فهمي عمر، رئيس الإذاعة المصرية الأسبق، الملقب بشيخ الإذاعيين، انتقادات شديدة اللهجة، للمسؤولين بجامعة جنوب الوادي، قائلًا "عملتوا ملتقى إعلامي ومادعتوناش فيه إنتم نسيتوا إن في إعلامي اسمه فهمي عمر وفي إعلاميين آخرين من قنا فهذا ثأر لا أنساه". جاء ذلك على هامش حضور الإعلامي الكبير ندوة للحوار الوطني بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بقنا، تحت عنوان "الرؤية المستقبلية لدور الإعلام في تمكين الشباب" التي أوضح فيها أن للشباب دور كبير في تنمية المجتمع والحفاظ على الوطن وأنه لا يستطيع أحد الاستغناء عن الإعلام". يذكر أن جامعة جنوب الوادي بقنا نظمت الملتقى الإعلامي، بمشاركة 20 من كليات وأقسام ومعاهد الإعلام في مصر، في الفترة من 4 إلى 8 أكتوبر الماضي، دون توجيه الدعوة للإعلامي فهمي عمر، وهو ما أثار غضبه. يشار إلى أن الإعلامي الكبير فهمي عمر من مواليد 6 مارس 1928، أحد أبناء قبلية الهمامية بنجع حمادي، والتحق بمدرسة دشنا الإعدادية، التي تبعد عن قريته قرابة 15 كيلومترا، ثم مدرسة قنا الثانوية، والتحق بعدها بكلية الحقوق. وعقب تخرجه من كلية الحقوق تقدّم لاختبارات الإذاعة المصرية، وعُيّن في وظيفة مذيع ميكروفون في 1950، وكانت نيته الطيبة وصوته العذب سببا، اعتبره البعض صدفة، في إلقائه نشرة الإذاعة المصرية صباح الأربعاء 23 يوليو، عندما كان متواجدا بجوار الرئيس محمد أنور السادات، في كلمته التي بدأها بكلمات "سيداتي وسادتي دقت ساعة جامعة الملك فؤاد السابعة والنصف من صباح الأربعاء، وإليكم نشرة الأخبار التي نستهلها ببيان من القوات المسلحة، يلقيه مندوب القيادة"، وهو البيان الذي أعلن فيه السادات قيام ثورة 23 يوليو، ليكون "عمر" أول إعلامي شاهد على الثورة التي غيّرت المسار السياسي والاجتماعي في مصر. وحافظ ابن الصعيد على أخلاقيات المهنة، وكان سببًا في النهوض بالإذاعة المصرية، وقدّم العديد من البرامج الإذاعية التي كان من أهمها "ساعة لقلبك" وتدرج في منصبه حتى أصبح رئيسًا للإذاعة المصرية في 1982 واستمر في منصبه لمدة 6 سنوات، وطوال هذه الفترة كان منبرًا للتنوير في حياة المواطن المصري. وأطلق عليه الكثيرون ألقاب عدة من أهما "الخال" و"الحكيم" و"شيخ المذيعين"، فبالرغم من أنه ينتمي إلى قبيلة الهوارة، إلا أن الجميع أحبّه سواء العرب أو الهوارة، وأصبح من خلال عطائه رمزًا من رموز العمل الإذاعي في مصر، وأيضًا رمزًا قبليًا يحكم بين الناس بالعدل ويستمع إليه العديد من أبناء القبائل، حتى أصبح رئيسًا شرفيًا لمجلس القبائل العربية الذي تشكل عقب ثورة 30 يونيو، للوقوف بجانب مؤسسات الدولة وحل المشكلات بين أبناء القبائل في جميع أنحاء مصر.