قدما سويًا من محافظة الفيوم، ليستقر بهما الحال بمركز كرداسة، الزوجة تمهتن عاملة نظافة بإحدى المدارس، والزوج سائق دراجة نارية "توك توك". بدأت الخلافات الزوجية تدب بين الزوجين، المشادات الكلامية صارت عنوان حياتهما، وعادة ما تكون بسبب المال، ورغبة الزوج "منير" في الحصول على أموال زوجته "نادية" وسط رفض الأخيرة. حرصت "نادية" على تأمين مستقبلها خوفًا من المجهول، واستطاعت شراء دراجة نارية "توك توك"، كان يعمل عليها الزوج، ليتمكن من خلاله توفير متطلبات المنزل. مرة تلو الأخرى، حاول "منير" إقناع زوجته ببيع التوك توك ملكها؛ بسبب حاجته لمبلغ من المال، لكن العاملة البسيطة التي لا يتعدى دخلها ال2000 جنيه، رفضت طلبه. فوجئت الزوجة ببيع التوك توك، وبسؤالها عن سبب إقدامه على ذلك، أكد الزوج أنه يحتاج للأموال لشراء بعض احتياجات المنزل، وباستفسارها عن الأموال، أخبرها أنه أنفقها على متطلباته. جنّ جنون الزوجة، حيث أنها ترى "تحويشة العمر" ضاعت على يد زوجها، فطالبته بسداد المبلغ، أو شراء توك توك لها مثل الذي كانت تملكه. تمر الأيام بوتيرة سريعة، لتتجدد المشادات الكلامية بين "منير" و"نادية"، مع تجدد المشادات الكلامية بينهما، لكن تطورت هذه المرة إلى مشاجرة، تعدى خلالها بالخنق بواسطة إيشارب؛ لتلفظ الزوجة أنفاسها الأخيرة، لكنه ظن أنها لم تتوف، فنقلها إلى المستشفى محاولاً إسعافها، لكنها كانت قد فارقت الحياة. عاد الزوج إلى المنزل، وكأنه لم يتركب شيئًا، وبدأ يخطط لسيناريو لا يقوده إلى قبضة الأمن، فاتصل بشقيقي الضحية، وأخبرهما بوفاة شقيقتهما "قضاء وقدر". حضر شقيقا المجني عليه - عامل وميكانيكي - ليكتشفا كذب الزوج، وتبين أن شقيقتها فارقت الحياة إثر تعرضها للخنق؛ حيث عُثر على آثار دماء بالرقبة. توجه الشقيقان إلى ديوان قسم شرطة كرداسة، وطلبا مقابلة المقدم محمد الصغير، رئيس المباحث، واتهما زوج شقيقتهما بقتلها؛ طمعًا في راتبها الشهري. تم تشكيل فريق بحث بقيادة العميد محي سلامة، رئيس مباحث قطاع أكتوبر، توصلت جهوده إلى أن الزوج "منير"، تخلص من "نادية" بعد مشاجرة نشبت بينهما بسبب خلافات مالية. وأمكن ضبط المتهم خلال أحد الأكمنة المُعدة له، واعترف أمام اللواء علاء عزمي، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أن مشادة كلامية نشبت بينه وزوجته، عاملة نظافة بمدرسة، تطورت إلى مشاجرة؛ إثر مطالبتها له بإعادة الأموال التي حصل عليها بعد بيعه للتوك توك ملكها، وقام بخنقها حتى سقطت مغشيًا عليها، وتبين حال نقلها إلى المستشفى أنها فارقت الحياة. وأشار المتهم، إلى أنه فور ارتكاب الواقعة، أخبر أهلها هاتفيًا بأنها فارقت الحياة؛ لإبعاد الشبهة الجنائية عنه، وأنه فوجئ بوصول قوات الأمن له.
