"ساعة الأرض"، مبادرة تقوم بها دول العالم تطوعًا، وانطلقت من الصندوق العالمي لصون الطبيعة، وبدأ الحدث عام 2007 من مدينة واحدة هي مدينة سيدنى الاسترالية، حيث استخدمت المطاعم شموعًا للإضاءة وأطفأت الأنوار في المنازل والمباني البارزة بما فيها دار الأوبرا، وجسر هاربور، لتصل المشاركة في عام 2015 إلى ملايين البشر في أكثر من 7 آلاف مدينة وقرية في أكثر من 172 دولة حول العالم. وشاركت مصر في "ساعة الأرض" خلال الأعوام السابقة بإطفاء أنوار عدد من المعالم الثقافية والسياحية المهمة. وأعلنت وزارة البيئة المصرية عن مشاركة مصر في ساعة الأرض من الساعة الثامنة ونصف، وحتى التاسعة والنصف مساءًا، وذكر وزير البيئة خالد فهمي، أن أهرامات الجيزة تحتضن الاحتفالية هذا العام لتبعث رسالة إلى العالم حول دور "مصر في مواجهة ظاهرة التغيرات المناخية"، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي من إطفاء الأنوار ليس فقط ترشيد استهلاك الطاقة لمدة ساعة، ولكن توحيد الشعوب في مهمة حماية الكوكب.
وبينما أعلنت محافظات مصر تباعًا المشاركة في "ساعة الأرض" بإطفاء الأنوار والأجهزة الكهربائية لمدة ساعة من الثامنة والنصف وحتى التاسعة والنصف من مساء اليوم السبت، يبدو أن الغالبية من أهالي الفيوم يجهلون الحدث، أو أنهم يرونه معطلًا لعملهم ومصالحهم، ولذا فهم يرفضونه. يقول مجدى الطيب، صاحب محل أجهزة كهربائية، لم أكن أعرف من قبل عن ساعة الأرض، وإطفاء الأنوار في هذه الساعة يؤدي إلى تعطيل المصالح، وحركة العمل تكون في زروتها خلال هذه الفترة، وإغلاق الأنوار لمدة ساعة متواصلة بالمكان، سيصطحب معه خسائر كبيرة. ويضيف سمير مهاب، عامل ب "سوبر ماركت"، الفكرة جيدة وتهدف لترشيد الطاقة، ومواجهة تحديات المناخ، ولكن تطبيقها لن يكن واقعيًا، ولن يجد قبولا لدى الكثيرين، وخاصة أصحاب المحال التجارية، لأن المعاد المحدد، هو في الفترة التي تكون فيه حركة البيع والشراء منتعشة، وهذا ضد مصلحتهم بالطبع. راوية حسين، أيضًا لم تكن تعرف عن اليوم، ولكنها ترى أنها فكرة جيدة، ومن السهل تطبيقها في المنازل، مضيفة: نحن لن نخسر شيئا، بل سنستفيد، فمن ناحية نوفر من استخدام الكهرباء، ومن ناحية أخرى، نواكب العالم في هذا الحدث الذي يجمع مدن الأرض.
كاميرا "ولاد البلد" طافت شوارع الفيوم من الثامنة والنصف وحتى التاسعة والنصف مساءًا، وهو الوقت المحدد ل"ساعة الأرض" في مصر، وما رصدناه هو ما أكده من التقينا بهم من المواطنين وأصحاب المحال التجارية، فاللافتات المضييئة تعلو واجهة المحال والشركات والمطاعم، والعمارات والأبراج السكنية تسطع أنوارها، فساعة الأرض لم تدق بعد في الفيوم، حتى بعد مرور 9 أعوام على انطلاقها، فيبدو أن المسافة من مدينة سيدني والتي انطلق منها الحدث لأول مرة، أطول من تقطعها "ساعة الأرض" في السنوات التسع. ربما لا يرى الكثيرون أن هذا أمر غريبًا، فإن اكتساب شعب لثقافة مثل هذه، يحتاج بالطبع لدعاية موجهة من مؤسسات الدولة الإعلامية والتثقيفية ويحتاج إلى مجتمع مدني يغرس ثقافات إنسانية ويعمل على تعميمها، عن طريق كسب الجماهير عليها. لكن الغريب والغير مبرر أن تضىء المؤسسات الحكومية بالفيوم، أنوارها في التوقيت الذي حددتها وزارة البيئة للمشاركة في ساعة الأرض، دون مبرر. فعلى الرغم من إصدار ديوان عام محافظة الفيوم بيانًا صباح اليوم السبت، يعلن فيه المشاركة في ساعة الأرض، ويدعو خلاله المستشار وائل مكرم، محافظ الفيوم، الشركات والمؤسسات والمنشآت والأفراد بضرورة المشاركة الإيجابية في فعاليات الحملة من خلال إطفاء الأنوار غير الضرورية وتخفيض استهلاكها خلال تلك الساعة، للحد من ظاهرة التغيرات المناخية والتي تشارك في فعاليتها دول العالم بأكملها، رصدت "ولاد البلد" الأنوار المضيئة داخل ديوان عام المحافظة وفي جميع جنباته في الوقت من الثامنة والنصف وحتى التاسعة والنصف مساءًا، من خلال صور التقتطها كاميرا "ولاد البلد" بصعوبة، من زواية مختلفة، بسبب التواجد الأمني في أبراج سور ديوان عام المحافظة، كما رصدت الكاشافات الضخمة وهي تضيء بهو قصر ثقافة الفيوم، في نفس التوقيت.