نفى سيهانوك ديبو مستشار الرئاسة المشتركة في"حزب الاتحاد الديموقراطي" الحزب الكردي الأبرز في سوريا ان يكون إعلان نظام فيدرالي اليوم الخميس في شمال سوريا في كافة المناطق المحررة من قبل قوات سورية الديمقراطية ووحدات حماية الشعب، هو بداية لتقسيم سوريا وتكوين دولة كردية كبرى تضم وتستقطب بالمستقبل كافة الأكراد بمنطقة الشرق الأوسط . وقال ديبو في تصريحات هاتفية لوكالة الأنباء الألمانية ( د ب أ) من منطقة رميلان بمحافظة الحسكة، "بالعكس الأمر ليس بداية التقسيم أو انفصال عن الوطن الأم كما يراه البعض.. إعلان فيدرالية "روج افا وشمال سوريا" اليوم هو تأكيد على وطنية الكرد وكافة المكونات التي تبنت ذلك النظام باعتباره بداية حل لأزمة ذلك الوطن من وجهة نظرهم ." وأضاف " وليس (هذا الاعلان)أيضا بداية لقيام دولة كردية كبرى... نحن لم نربط أبدا بين التأكيد على الحقوق الكردية وأحقية الكرد في الحصول عليها وبين إيجاد وتأسيس دولة بعينها". وأردف "نحن نرى ان اعلاننا النظام الفيدرالي اليوم هو بداية أو نموذج لحل الأزمة السورية التي قد تستمر لعشرات السنوات بلا حل... خاصة وان النموذج اللامركزي متفق عليه من كافة الرؤى الدولية وبعض الرؤى السورية". "مشروع وطني" ونفى ديبو ان تكون الخطوة قد جاءت تماشيا مع الرؤية الروسية لحل الأزمة السورية، أو مجرد رد فعل على استبعاد حزبه من الجولة الراهنة من المحادثات بجنيف . وقال" لا يمكن تقييم الخطوة على كونها نتيجة استقبال إشارة من دولة ما او من أي جهة خارجية، فهو مشروع وطني يصب في صالح كافة السوريين... وهو ليس وليد اللحظة او رد فعل على حدث معين". وأوضح "المشروع معد له منذ فترة... النظام الفيدرالي منصوص عليه بالأساس في العقد الاجتماعي لمناطق الإدارة الذاتية الكردية الذي يدخل اليوم عامه الثالث، أي ان الفيدرالية معتمدة لدينا كنموذج حكم مستقبلي من البداية". واستبعد ديبو ان تقوم الولاياتالمتحدةالامريكية بسحب الدعم العسكري المقدم للأكراد في مناطقهم في أطار التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة( داعش) جراء اعتراضها على خطوة إعلان الفيدرالية. وقال "الامران مختلفان... وامريكا وروسيا وأي دولة أو جهة مشاركة في التحالف ومعنية بمكافحة الإرهاب ستجد نفسها معنية بالتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب". ويذكر ان الولاياتالمتحدة اعلنت أمس (الأربعاء) على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر "أنها لن تعترف بمنطقة موحدة تتمتع بحكم ذاتي تعلنها المجموعات الكردية في سوريا". وكانت واشنطن دعمت أكراد سوريا في قتالهم ضد تنظيم"الدولة الإسلامية" (داعش) في مناطقهم. "الفيدرالية الحل الأمثل" وفي ذات الإطار، اشار القيادي الكردي إدريس نعسان إلى تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية واعتبارها إعلان الفيدرالية في "روج أفا وشمال سوريا" مسألة داخلية ولن تضر جهود الحرب على الإرهاب. وأضاف - في تصريحات هاتفية لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ) من منطقة كوباني ، " هذا يعني أنهم بشكل أو بآخر يتقبلون الأمر...بعض التصريحات السياسية التي تطلق يكون هدفها طمأنة بعض الجهات ذات التأثير الإقليمي كتركيا وبعض دول الخليج وبعض الفئات بالمعارضة السورية، ولكن القرار أولا وأخيرا هو بيد أهل تلك المناطق التي سيطبق بها النظام الفيدرالي". وفي رده على ما ذكره المرصد السوري للحقوق الإنسان بان استطلاعاً للرأي أظهر أن الغالبية من المكون العربي يعارضون إنشاء فيدرالية في شمال سوريا ويعتبرونها خطوة على طريق الانفصال، قال نعسان "بطبيعة الحال هناك أصوات لها وجهة نظر ولكن الرأي النهائي سيكون للغالبية العظمى... وعلى مدار يومين اجتمع ما يقرب من 200 من ممثلي مكونات أهل تلك المناطق من عرب وكرد وتركمان وأشوريين". ويرى نعسان "أن دافع ورغبة بعض الأطراف للنيل من النظام السوري قد جاء بالأساس لكونه محسوب على طائفة بعينها، وبالتالي ازدادت الأزمة وازداد انقسام المجتمع على تلك الخلفية الطائفية... وبات المجتمع رهن قرار ورغبة طائفتين فقط، السنية والعلوية، دون أدنى اعتبار لحقوق ورؤى باقي مكونات المجتمع الأخرى التي فقدت الثقة بالنظام المركزي لما تعرضت له أحيانا من إقصاء او اضطهاد في ظله... وبالتالي تكون الفيدرالية هي الحل الأمثل للجميع". وأكد نعسان أن" النظام الفيدرالي سيطبق على كافة المناطق التي حررتها قوات سورية الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والتي تمثل ما يقرب من 15 في المئة من مساحة الأراضي السورية، وليس فقط في مناطق الإدارة الذاتية للأكراد كوباني وعفرين والجزيرة كما يردد البعض". وقال "النظام الفيدرالي سيطبق فور إقراره نهاية الاجتماع مساء اليوم كما هو متوقع على كافة المناطق المحررة، وهي تشمل إلى جانب مناطق الإدارة الذاتية بعض المناطق في ريف الرقة وبعض المناطق في ريف حلب الشمالي والحسكة أيضا". ويذكر ان"قوات سوريا الديموقراطية"، وهي عبارة عن تحالف من فصائل عربية كردية على رأسها "وحدات حماية الشعب" الكردية، قد نجحت منذ تأسيسها قبل خمسة أشهر في طرد تنظيم داعش من مناطق عدة أهمها في ريف الحسكة الشرقي والجنوبي الشرقي ومن منطقة سد تشرين على نهر الفرات. ولم يقدم نعسان جوابا صريحا حول إذا ما كان الأكراد تحديدا او المعلنين لفيدرالية "روج أفا وشمال سوريا" بشكل عام قد حصلوا على الضوء الأخضر من روسيا قبل الإقدام على تلك الخطوة، مكتفيا بالقول "المؤشرات الروسية وتصريحات وزير الخارجية الروسي كانت واضحة وهي تذهب في اتجاه ان الفيدرالية قد تكون الحل الأمثل للأزمة السورية". ويذكر انه بالرغم من الخلافات الكبيرة بين وفدي الحكومة والمعارضة في محادثات جنيف الراهنة فانهما يجمعان على رفض الفيديرالية. "نتوقع كل شيء من تركيا" في رده على تساؤل حول رد الفعل التركي واحتمالية ان يتطور من رفض رسمي الى عمل عسكري يستهدف مناطق النظام الفيدرالي، اجاب نعسان "نحن نتوقع كل شيء من تركيا ...تركيا فعليا تمارس استفزازات عديدة وهي تقصف بعض المواقع بمختلف الأسلحة من حين لآخر ...ولكن فيدرالية "روج آفا وشمال سوريا" تحت الوصاية الدولية كونها تحارب الإرهاب نيابة عن المجتمع الدولي ...وجميع التصريحات سواء من الولاياتالمتحدة أو من روسيا تذهب في أطار التأكيد على مساندتنا في معركتنا ضد الإرهاب ...ولذا استبعد ان تقوم تركيا بأي خطوة وإلا ستكون في مواجهة مع المجتمع الدولي". وتخشى تركيا اقامة حكم ذاتي كردي على حدودها، خوفاً من أي يؤدي ذلك إلى تشجيع النزعات الانفصالية للأكراد داخل حدودها. واستغل المقاتلون الأكراد هجوماً نفذته قوات النظام السوري في شباط (فبراير) على مواقع لفصائل مقاتلة معارضة بينها اسلامية في ريف حلب، وتقدمها في المنطقة، ليهاجموا بدورهم مواقع هذه الفصائل القريبة منهم ويتقدموا على مقربة من الحدود التركية. وكان مسؤول في وزارة الخارجية التركية قال أمس إن شكل الحكومة والهيكل الإداري في سورية ستقرره كل قطاعات الشعب السوري في دستور جديد.