اكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الأحد، ضرورة الاصطفاف لمواجهة ازدراء الأديان والتطاول على المقدسات بقراءة وفهم التراث الإسلامي الفهم الصحيح لمواكبة مستجدات العصر والتطرف والانحراف الفكري، مطالبا علماء المسلمين بالتمسك بالمنهج الوسطى قائلا " ان تمسكنا بالوسط استقام لك الطرفان " داعيا المولى عز وجل ان يجعلنا امة وسطا . جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الأول الذى تنظمه جامعة الأزهر فرع أسيوط، تحت عنوان " الفهم الصحيح للتراث الاسلامي وأثره فى علاج الانحراف الفكري" فى الفترة من 21-23 فبراير 2016 بقاعة المؤتمرات الكبرى بجامعه اسيوط ويستكمل المؤتمر يوم الاثنين والثلاثاء بفرع الجامعة بكليتى اصول الدين واللغة العربية . حضر المؤتمر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والدكتور شوقى عبد الكريم علام، مفتى الجمهورية، والدكتور عباس شومان، وكيل الازهر الشريف، نائبا عن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر واللواء ماجد عبد الكريم، سكرتير عام محافظة أسيوط نيابة عن المهندس ياسر الدسوقي، محافظ أسيوط، و الدكتور ابراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر، و الدكتور اسامة عبد الروؤف، نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور احمد عبده جعيص، رئيس جامعة اسيوط والدكتور محمد عبد الشافى، نائب رئيس جامعة الازهر السابق رئيس المؤتمر والشيخ محمد العجمى، وكيل وزارة الاوقاف وعدد كبير من اساتذة وباحثين جامعتى الازهر واسيوط وائمة الاوقاف . وأشاد وزير الأوقاف بالتعاون بين جامعتى اسيوط والأزهر لإنارة الفكر في صعيد مصر ،لافتا إلى أن المسئولية على عاتقهما كبيرة لمواجه اهل الباطل قائلا " ان اهل الباطل يتحركون عندما لا يتحرك اهل الحق " مطالبا بعرض الاسلام عرضا سليما وسمحا لإنقاذ امتنا من الانحراف وضرورة التحرك لملىء الساحات لتفويت الفرصة على المتطرفين والمتشددين. كانت فعاليات المؤتمر، قد بدأت بالاستماع الى ايات من الذكر الحكيم والقران الكريم للشيخ سيد العدوى ثم كلمة للكتور محمد عبد الشافى نائب رئيس جامعة الازهر السابق ورئيس المؤتمر والذى تحدث فيها عن دور التراث الإسلامى فى تشكيل الايديولوجيات الفكرية ،مشيدا بمؤلفات ابن النديم مستعرضا ما تعرض له التراث الاسلامى من عدوان ونهب واساءة لفهم نصوصه ومحاولة اجتساسه من جذوره وبعض محاولات للتطاول على رموزه وعلمائه واسقاط التراث مشيرا الى بعض محاولات الانحراف عن الطريق المستقيم وظهور الجماعات الارهابية مثل داعش وغيرها ومفهوم العلاقة بين الاصالة والمعاصرة . أشار الدكتور شوقى علام ، مفتى الجمهورية، إلى الجهود التى تبذل لفهم تراثنا الاسلامى على مر العصور وفهم الادلة وتطبيق هذا الفهم قائلا " نحن نعتز بتراثنا ونتاج هذا العقل لان هناك جهودا مضنية على كافة المستويات قد بذلت ادلى فيها المسلمين بدلوا غير منقوص وعلى راسهم الازهر الشريف وائمته وعلماؤه وطلابه ، مؤكدا أن دورهم لم يقتصر على العلم الشرعى فقط بل فى جميع العلوم مطالبا بالمنهجية فى الاستفادة بالتراث الاسلامى والاستفادة من سماحة الشريعة الاسلامية . ووجه الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، شكره وتقدير الازهر الشريف لجامعة اسيوط ودورها فى النهوض بالحركة العلمية بالتعاون مع جامعة الازهر والجامعات المصرية، مشيرا الى دور الازهر وعلماؤه والمثقفون الحقيقيون الذين يحملون ثقافة صحيحة للتصدى لمحاولات زعزعة امن واستقرار الوطن منوها الى اهمية التراث الاسلامى ودوره فى حل مشكلاتنا من فقر وجوع وتخلف مطالبا الجميع بفهم التراث لانه يرجع اليه الفضل فى انقاذ مجتمعاتنا من الكوارث فى وقوف العلماء للتصدى لكل الهجمات التى وجهت الى بلاد المسلمين والتى تفتت فى صحن الجامع الازهر . وطالب إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر، بتطوير المناهج التعليمية لمواجهة مستجدات العصر وكل المحاولات التى هدفها المساس بتراثنا وعقائدنا الاسلامية السمحة . ومن ناحيته اكد ماجد عبد الكريم ، سكرتير عام محافظة أسيوط ، اهمية دور الازهر في نشر الفكر الوسطي في ربوع العالم الاسلامي ونشر رسالة الاسلام السمحة مشيدا بجهود جامعة الازهر ومشيخة الازهر التي تعتبر مركزا اشعاع روحي لجميع المسلمين في العالم منوها عن ان الاسلام يدعو الى السلام والمحبة وان كافة الجماعات التي تمارس العنف بعيدة كل البعد عن فلسفة الاسلام وتعاليمه وريادته مؤكدا ضرورة الفهم الجيد والصحيح لتراثنا الاسلامي بما يمهد نحو تنمية فكرية حقيقية تساعد على التطور وتجديد الفكر. وتضمنت الجلسة الأولى للمؤتمر كلمة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية ثم كلمة الدكتور محمد حسينى موسى بعنوان التراث الاسلامى والضمير الذاتى وقصيدة شعرية عن التراث الاسلامى للكتور صابر عبد الدايم وفى نهاية الجلسة كلمة الدكتور مجدى عاشور مستشار فضيلة المفتى بعنوان كيفية التعامل مع التراث الاسلامى واثره فى علاج الانحراف.