قنا الحسين محمود وأسماء حجاجي: شهدت محافظة قنا مؤخراً عقد العديد من الملتقيات التوظيفية سواء التي تظمتها المحافظة أو جامعة جنوب الوادي أو الهيئات المختلفة، منها ملتقى توظيفي للشباب والرياضة، وآخر بجامعة جنوب الوادي، وغيره على هامش المنتدى الاقتصادي الثاني في دندرة، والكثير والكثير من الملتقيات التي تهدف لجمع الشركات ودعوة الشباب لتقديم سيرتهم الذاتية للحصول على وظيفة في إحدى تلك الشركات. بعد الهنا بسنة الأمر إيجابي لدى بعض الشباب رغم أنه كان ينقصه بعض التنسيق لتحقق مثل هذه الملتقيات الهدف منها، وقال محمود حامد، حاصل على ليسانس حقوق، إنه وقت الدراسة كان يسمع عن تنظيم العديد من الملتقيات الوظيفية في مدينة أسيوط – محل دراسته – بعد انتهاء الملتقيات، وكذلك الأمر بعد تخرجه، مضيفًا "أنا وكل أصحابي بنسمع عن الملتقيات دي بعد الهنا بسنة". ويرى محمود علي، بكالوريوس هندسة، أن من الأجدر تنظيم الملتقيات على مدار أكثر من يوم بدلًا من إقامتها في يوم واحد حتى تحقق المرجو منها، وأن يكون التقدم لكل تخصص في يوم منفصل، ما يشجع أصحاب مجال العمل الواحد على الالتقاء وتبادل الخبرات، علاوة على زيادة التنظيم، مشددًا على أن يتم قبل كل هذا دعاية كبيرة مدفوعة من قبل الشركات لتصل لكل شارع في المحافظة، إيمانًا بمبدأ تكافؤ الفرص. نسمة حسن، حاصلة على بكالوريوس تجارة دفعة 2012، تقول "قدمت في عدة وظائف في الملتقيات التوظيفية الفترة الماضية منها وظائف للمؤهلات المتوسطة وسكرتارية رغم حصولي على تقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف، لأن كل همي الحصول على العمل فقط". وترى نسمة أن الملتقيات التوظيفية التي تقام بمحافظات الوجه البحري توفر فرص عمل حقيقة للشباب في شركات القطاع الخاص على عكس بعض محافظات الصعيد، والتي يكتفي فيها الشباب بملئ استمارات التقديم والانتظار دون فائدة، مردفة "الملتقيات ما إلا هي صور وإعلانات تستخدم لجذب الشباب وإيهامهم بوجودفرص عمل". وتضيف "لا أعرف السبب في عدم قبولي بأي وظيفة قدمت بها رغم حصولي على عدة كورسات في مجالات مختلفة... الوظائف الحكومية تعتمد على الواسطة والمحسوبية أما الوظائف الخاصة فأسعي للتقديم لها ولكن دون جدوى". “Start - ups” لكن عبدالله عرابي، خبير تنمية بشرية وريادة أعمال، يرى أن بيئة التربية في الصعيد تنشئ شبابا يغلب عليه طابع حب العمل المستقر، والوظيفة المحددة الثابتة، لذلك لا يحبذ الشباب القيام بالمخاطرة في مشاريع، وإن فعلوا فلا تكن مشاريع رائدة، حيث لابد أن يلمسوا بأنفسهم مشاريع ناجحة في ذات المجال، و هو ما لم يدع فرصة لمجتمع ريادة الأعمال و ال"Start-ups" للظهور في الصعيد. تفكير تقليدي ويضيف "حيازات الأراضي في السابق كانت كبيرة والوظائف كانت متوفرة لكل خريج، أما الآن وقد تغير الحال فإن الشباب اتجه للعمل الخاص مرغمًا، لكن لازال يفكر بالشكل التقليدي"، ويأمل خبير التنمية البشرية في زيادة أعداد المقبلين على مجال ريادة الأعمال، معلقًا آماله على حديثي التخرج وأصحاب المشاريع التطوعية والخدمية والذين شاركوا في الفرق التطوعية المختلفة بالجامعات. 3000 وظيفة من جانبه، يقول نجم الدين أحمد، مدير التعليم الفني بقنا، إن الملتقى التوظيفي الذي نظمته وحدة تيسير الانتقال لسوق العمل التابعة للإدارة بالتنسيق مع مكتب تشغيل الشباب بالمحافظة في ديسمبر الماضي كان به 3000 وظيفة للشباب من الشركات الخاصة في مجالات مختلفة. ويوضح "وحدة تيسير الانتقال لسوق العمل من ضمن أدوارها التوظيف، وبعد الاتفاق مع الوزارة بدأنا بعمل اتصالات مع أصحاب شركات مختلفة تريد موظفين في عدة تخصصات من بينها شركة أباظة، والتي قدمت حينها 500 وظيفة"، لافتاً إلى أن عدد الحضور من الشباب بلغ 3000 شاب وفتاة. توظيف 200 شاب ويتابع "200 شاب فقط حصلوا على وظائف خلال الملتقى في شركات مختلفة، منهم 100 شاب بشركة أباظة، استمر منهم بالعمل 25 شابا فقط، بالإضافة لتعيين بعضهم بالشركة اليابانية في قنا"، مشيراً إلى أن الوظائف براتب 1200 جنيه كحد أدنى، وتكاليف السكن والإقامة على الشركات الموظفة. أسباب عزوف الشباب ويرى مدير التعليم الفني بقنا، أن من أسباب عزوف الشباب عن الملتقى رفضهم العمل خارج المحافظة، بالإضافة لوجود بعض الشباب يقلل من قيمة العائد المادي للوظائف، والخلط بين الوظائف الخاصة والوظائف الحكومية، فالقطاع الخاص يعطي الراتب مقابل ساعات العمل. وينصح أحمد الشباب بعدم انتظار الوظائف الحكومية، والاستفادة من الملتقيات الوظيفية وتمويل بعض الشركات للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، لافتاً إلى أن الصعيد محروم وفرص العمل به قليلة. اقرأ أيصا: الإعلان عن فرص عمل بالملتقى التوظيفي بقنا بمشاركة 17 شركة توفير 2000 وظيفة لأبناء قنا في مؤتمر لحركة "مصر 2050"