سخر عدد من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من وضع تمثال داود تكلا الأثري داخل قفص حديدي، بعد تعرضه لمحاولة سرقة الأسبوع الماضي من داخل مدرسة داود تكلا بقرية بهجورة بنجع حمادي، والتي تعد أول مدرسة ثانوية في قنا. وعلّق مستخدمو "فيسبوك" على الأمر بعدة تعليقات منها "اتحكم عليه بكام سنة الحج داود، بس كدا ايدينا ممش هتطول تسلم عليه زي زمان، حتى التمثال سجنووووه شوف الجبروت ياخي، حل عبقري إيه الفكر العقيم ده، يعني في الصندوق مش هيتسرق، قفص حديدي طيب خليه زجاج حتى". وقال أسعد القرمة، مدير المدرسة، إن وضع التمثال في قفص حديدي، جاء حفاظًا عليه من السرقة، موضحًا أنه خاطب الشرطة لتعيين شرطيين يساعدون العمال في الفترة الليلية لتأمين المدرسة، كما خاطبت الآثار لوضع كاميرات مراقبة للتأمين وعدم العبث بالمقتنيات الأثرية داخل المدرسة. وأوضح الدكتور محمود عبدالوهاب مدني، مدير عام الشؤون الأثرية بمنطقة آثار نجع حمادي، أن وضع التمثال الذي يبلغ عمره قرابة 92 عامًا، داخل قفص حديدي جاء للحفاظ عليه بعد تعرضه لمحاولة سرقة، لافتًا أن وضعه في قفص حديدي أفضل بكثير من الصندوق الزجاجي. وداود تكلا هو من أبناء قرية بهجورة، ولد عام 1859، وأتقن اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، وعين وكيلًا للقنصلية الفرنسية في أسوان، وأهدته الحكومة الفرنسية وسامًا فخريًا نظير خدماته الجليلة، كما حصل على العديد من الأوسمة والنياشين، مثل النيشان العثماني الثالث والمجيدي الثاني والنيل الثالث. وكان داوود تكلا كثير الإحسان، خاصة لكثير من الجمعيات الخيرية والملاجئ والمستشفيات، كما تبرع لبناء مستشفى الحميات بقنا، أثناء زيارة الأمير يوسف كمال لها، وكان مُحبًا للفنون فأقام قاعة المنيرة بالمتحف القبطي بالقاهرة، وهي الآن قاعة المناظر النيلية بالدور الثاني بالمتحف القبطي، ومكتوب على مدخلها "يرجع الفضل الأكبر في إنشاء هذه القاعة لسعادة داوود بك تكلا عميد بهجورة بمديرية قنا لسنة 1636 قبطية". وشرع داوود تكلا في بناء مدرسة ثانوية أخرى على أحدث طراز، إلا أن المنية وافته في 18سبتمبر1924، فأكملت قرينته "سيدة فلسطين" وكريمته "منيرة تكلا"، ذلك الحلم واكتمل بناء المدرسة واحُتفل بافتتاحها في يناير 1929، كما هو مدون بالنص التأسيسي للمدرسة، وتم تشيد البناء على مساحة من الأرض تقترب من فدانين، ووقفت قرينته عليها 100 فدان من أجود الأراضي.