وضع محرك بحث "جوجل" الشهير شعارا جديدا اليوم الرابع و العشرين من شهر نوفمبر، لقرد و نص انسان وقرد ثم انسان ، احتفالا بالمستحاثة "لوسي" بعد مرور 41 عاما على اكتشافها عام 1974 لتكون من أهم الاكتشافات التي وضعت دلائل لنظرية داروين الخاصة بالتطور . و "لوسي" هي حفرية لهيكل عظمي تم تسميتها بهذا الاسم بعد العثور عليه في وادي بأثيوبيا، و بإجراء الأبحاث عليه اكتشف العلماء أنه يشبه بحد كبير الهيكل العظمي للإنسان و للشمبانزي أيضا، إذ يجمع بصفات بين هذا و ذاك، أي أنها حالة بينية بين الإنسان و الشمبانزي، حيث لديها القدرة علي المشي في حالة معتدلة كما يفعل الإنسان بالإضافة إلي قدرتها علي تسلق الأشجار . أكد العديد من العلماء من خلال دراسة الهيكل العظمي جيداً أن لوسي علي الرغم من قدرتها علي تسلق الأشجار، و لكن ليست بالكفاءة التي يقوم بها جنس القردة، بالإضافة إلي قرب الأداء الحركي لها من أداء الإنسان . من خلال التشريحات التي أجريت عليها تبين أنها تشبه الى حد كبير الشمبانزي، وتمتلك حجم مخ بنسبة أصغر من الحجم الذي يمتلكه الإنسان العاقل، أما أطرافها العلوية والسفلة بالإضافة الى الحوض فهي مشابه الى حد ما مع الإنسان . وقدر الباحثون أن عمر المستحاثة لوسي 3.2 مليون سنة، و بلغ طولها في ذلك الوقت 1.1 متر ولا يتعدى وزنها ال 29 كيلو غرام، وتبينوا أن هذا الهيكل يعود الى أنثى لذلك أطلقوا عليها هذا الاسم “لوسي”، نسبة الى الأغنية لفريق البيتيلز البريطاني والتي تحمل عنوان (لوسي في السماء مع الماسات)، وقد كان يتغنى بها المعسكرين أماكن التنقيب والبحث عن الآثار . عاشت وماتت "لوسي" قبل 3.2 مليون سنة، وفي عام 1975 اكتشف العلماء 13 هيكلاً آخر من نفس الجنس في ما يدل علي أنه كانت هناك جماعة منها ثم أصيبت بكارثة طبيعية كفيضان أو غيره، وأدى هذا الاكتشاف إلى معرفة الكثيرعن حياة هذا الجنس شبه البشري وعلاقاته الاجتماعية، واعتبرها بعض العلماء أنها بداية الجنس البشري .
