يعد مصنع السماد العضوي بالأقصر أحد المشروعات التي تظهر فيها بوضوح "إهدار المال العام".. فالمشروع الذي تم إنشائه علي مساحة 5 أفدنة عام 1998 بتكلفة إجمالية بلغت قرابة ال7 مليون جنيه متوقف عن العمل منذ عام 2009. وبالبحث عن أسباب التوقف تأكد أن أسباب إدارية وفنية تسببت إلى ماوصل إليه المصنع وعدم تشغيله لينضم الى قائمة المشروعات التي لم يكتب لها النجاح بمحافظة الأقصر ويتحول إلى مجرد أبنية وآلات يعتريها صمت وغبار الزمن. " مصراوي" تجول داخل مصنع السماد المهجور وفى محطات الفرز التى يتم فيها عزل الصلب وفصل البلاستيك والكرتون والمعادن لتتم إعادة تدويرها بطريقة نظيفة وآمنة فى حين يتم فصل المخلفات العضوية ونقلها مباشرة لمصنع السماد لتتم إعادة تدويرها لإنتاجه نقيا. في البداية حاول الحراس منعنا من الدخول والتصوير حتي استطعنا الاتصال بالمهندس المشرف على المصنع والذي أقنعناه بأن هذه محاولة صحفية لإيقاظ المصانع المتوقفة من ثباتها العميق علي أرض الواقع فوافق الرجل وأعطي تعليماته للحراس بالسماح لنا بالدخول والتصوير. فعلى مرمى البصر شاهدنا سيارات وجرارات زراعية إطاراتها ابتلعتها الأرض وآلات وماكينات كلفت الدولة ملايين الجنيهات شامخة في مكانها كالأشباح ثم تري الميزان يشكو حاله للزمن فالسير الصاعد وسير الفرز وقد أكلهما الصدأ وأتت عليهما أشعة الشمس وتراكمت عليهما الأتربة وبقايا المخلفات. سيور الفرز واللاقط المغناطيسى والمنخل الخشن الدوار والناعم وسيور المرفوضات والمكبس والقادوس الذى يستخدم فى التعبئة بعد خروج السماد فى شكله النهائى كلها أتت عليها أشعة الشمس والعوامل الجوية. المشروع الذي أشرفت عليه وانشأته وزارات البحث العلمى والحكم المحلي والإنتاج الحربي رصد له قبل 17 عاما مبلغ 6 ملايين و500 ألف جنيه لإنشائه، بهدف الاستفادة من مخلفات القمامة بإعادة تدويرها وتحويلها لسماد عضوي يستخدم في أغراض الزراعة علق وقتها المواطنون آمالا بأن يكون أحد تنمويا رائدا، إلا أنه توقف منذ 7 سنوات تقريبا وبالتحديد في عام 2009 أي بعد 10 أعواما فقط من تاريخ إنشائه ولايزال متوقفا. محمد هاشم أحد أهالي منطقة الزناقطة القريبة من المصنع قال:" كان يوفر المصنع عشرات من فرص العمل لشباب المحافظة حيث تم إنشاؤه تنفيذا لاتفاقية تعاون بين وزارات البحث العلمى والحكم المحلى والإنتاج الحربى في عام 1998 وفى عام 2001 تم تأجيره للشركة المسئولة عن أعمال النظافة بالمحافظة حينها التي تركته عام 2009 بعد أن أهلكت معداته وماكيناته ولم تستطع المحافظة تشغيله فيما بعد". وأشار هاشم إلى أن المصنع كان يعالج 150 طنا من القمامة يوميا بينما الآن يتم التخلص منها عبر مدافن النفايات المكلفة للغاية. وقال إيهاب إبراهيم مواطن آخر إن مصنع السماد العضوي بمحافظة الأقصر أحد المشاريع التي منيت بالفشل نتيجة عدم السعي لتشغيله منذ عام 2009 رغم أنه ساهم فى إقامة صناعات صغيرة لتشغيل الشباب حينها.