كشفت مصادر أمنية وطبية وشهود تفاصيل مقتل 15 مهاجرا إفريقيا في شمال سيناء بالقرب من الحدود مع إسرائيل. وقال المصادر إن المهاجرين وعددهم أكثر من 30، كانوا في ثلاث سيارات دفع رباعي تتبع مهربي بشر ينشطون في المنطقة المتاخمة للحدود مع إسرائيل وأنهم كانوا في طريقهم للتسلل إلى الدولة العبرية من ناحية العلامة الحدودية (17). وأضافت المصادر أن المهربين كانوا يثبتون اسلحة رشاشة وجرينوف على السيارات الثلاث التي وقفت على بعد نحو 200 مترًا من السلك الشائك، وعندئذ أنزلوا المهاجرين، وبدأوا هم في الاشتباك مع الجنود المكلفين بحراسة الحدود حتى يشغلوهم ما يسمح للمهاجرين بالتسلل إلى إسرائيل. غير أن القوات اشتبكت معهم وبادلتهم إطلاق النار ما أدى إلى مقتل 15 وإصابة 8 والقبض على 8 آخرين، بحسب المصادر. وقالت المصادر شريطة عدمك كشف هويتها لأنها غير مخولة التحدث لوسائل الإعلام، أن أغلب المهاجرين من إريتريا وإثيوبيا. وأوضحت أن المهاجرين المقبوض عليهم قالوا في التحقيقات التي تجريها معهم النيابة العامة في شمال سيناء إن الواحد منعم دفع 2000 دولار أمريكي نظيره تهريبه إلى إسرائيل بحثا عما يرونه حياة أفضل من تلك التي في بلادهم. وقال وكيل وزارة الصحة لفرانس برس في شمال سيناء انه ''تم العثور فجر الاحد على 15 افريقيا مقتولين بالرصاص جنوب رفح. وعثرنا ايضا على ثمانية أفارقة مصابين وحالتهم مستقرة''. وقال شهود من مدينة الشيخ زويد إن المهربين نقلوا في الأيام الأخيرة عشرات المهاجرين الأفارقة من "المخازن" – مراكز الاحتجاز – إلى أماكن أخرى بعد تضييق الخناق عليهم من قبل قوات الجيش والشرطة. وأضاف أحدهم أنه شاهد سيارات دفع رباعي تنطلق في وقت مبكر الأحد من ناحية قرية بئر شيبانة جنوب الشيخ زويد والمتاخمة للحدود مع إسرائيل، ورجحوا أن يكون هؤلاء هم المهاجرون. وأشاروا إلى أن المهاجرين يعترضون لشتى أنواع التعذيب من قبل المهربين حتى يجبروا أقاربهم على دفع فدية. واشترط الشهود عدم كشف هويتهم خوفا من انتقام المهربين. وفي نفس السياق، ألقت قوات الأمن في شمال سيناء القبض على 19 مهاجرا إفريقيا عند كمين "لحفن" جنوب مدينة العريش. ويرجح أنهم كانوا في طريقهم إلى مراكز الاحتجاز التابعة للمهربين والتي ينتظر فيها المهاجرون حتى يتم تهريبهم إلى إسرائيل، بحسب مصادر أخرى. كانت قوات الشرطة قد ضبطت أكثر من 10 أفارقة قبل نحو أسبوعين في منطقة وسط سيناء.