نظافة شط إسكندرية مسئولية "عزوز" وأصدقائه

بعد أن غادر عيد الفطر المبارك، ظلت عدد من الأسر تقضي أيام من الإجازة في عروس البحر المتوسط محافظة الإسكندرية، غير أن نسمة هوائها تركت على شواطئها مخلفات للقمامة من الزائرين الموسميين، وفي الوقت الذي تنتشر فيه القمامة في عدد آخر من محافظات مصر، باتت الأزمة أكثر وطأة على محافظة كانت شواطئها "كاملة العدد" في هذا الموسم.
الشكوى من القمامة كانت على "عينك يا تاجر"، وانتشرت صورا للقمامة على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تحديدا على شط إسكندرية في منطقة قلعة قايتباي، ملحقة بتعليقات تستنكر سلوك المصيفين من جهة، وأخرى تلوم المحافظة التي لم توفر عدد كاف من عمال النظافة من جهة أخرى، لكن الشاب السكندري "محمود عزوز" استقبل الأمر بروح المبادرة.
"نظف بلدك".. شعار رفعه الشاب العشريني على صفحته على فيسبوك، وكذلك في الواقع بعد أن كتب على صفحته نيته للنزول لنظافة المكان، حماس وتشجيع بحسب دائرة أصدقائه لاقاه الشاب، لكن اعتذر البعض للنزول معه، ليخوض تجربة فكرته وحيدا، بعد أن أتى بعدد من الأكياس البلاستيكية وقفازات وكمامة لنظافة الشاطئ الجميل.
من ساعتين إلى ثلاث ساعات، ظل "عزوز" يجمع القمامة بين صخور الشاطئ في اليوم الأول، بأدوات يقول إنها لم تكلفه سوى 10 جنيهات، ليجد تعليقات تمتزج من السلبية والتحفيز، مثل "أنت هتغير الكون"، لكنه يقول ل"مصراوي" إن الحماسة كانت تغلب على تعليقات الناس، وتشجعه قولا وفعلا، ويتحمس الشاب لدعوة أصدقائه للنزول في اليوم التالي معه، لينزل برفقته في المرة الثانية عددا من الأصدقاء، يحاربون وحش القمامة بأيديهم.
في اليوم الأول لنزول "عزوز"، لم يجد أي أثر لعمال النظافة في المكان، الأمر الذي أكده عدد من الزائرين في شكواهم، ليجد في اليوم الثاني عدد قليل من العمال، ويحكي عزوز عن لقائه بعاملي النظافة: "كانوا بيشتكوا من كتر الشغل والقمامة في الفترة دي من السنة، وفيهم اللي اتكلم بحرقة بسبب الضغط، خصوصا أن تقريبا أعداد المصيفين بيزيد في فترة العيد حوالي أربع أضعاف"، يؤمن الشاب أن نظافة المكان هو مسؤولية محافظة والحي وكذلك العمال، لكنه يستنكر رفض الأمر بالشكوى، دون أخذ زمام المبادرة بتغيير الوضع إن أمكن، بسواعد أهل المنطقة.
يحلم الشاب، الدارس حاليا في كلية تربية موسيقية، بأن تكبر فكرته لتضم كل محافظات الجمهورية، قائلا "في البداية كان حماسي لإني ابن المنطقة، والاسكندرية عروسة ولازم تبقى نظيفة، لكن نفسي الفكرة تبقى على كل محافظات مصر"، كذلك يحلم الشاب العشريني أن تتغير نظرة الناس إلى عامل النظافة، وأنها ليست مهنة "حقيرة"، بجانب الوعي لدى المصيفين بالحفاظ على نظافة المكان، وإلقاء القمامة في أكياس، أو في الأماكن المخصصة لذلك، والذي يقول إنها متواجدة بأماكن على شاطئ قايتباي.