كانت مصر ملاذا للأنبياء، فسيدنا إبراهيم وسيدنا يعقوب وابنه يوسف لجئوا لمصر محتمين بها من ظروف قاسية. أما السيد المسيح أو يسوع الطفل فأتي محمولا في حضن أمه السيدة مريم العذراء هربا من بطش الرومان وواليهم الدموي"هيرودس" ولم تجد العائلة المقدسة ملاذا أفضل من مصر تحتضن وتأوي وتجير..... ومكثت العائلة المقدسة في مصر فترة لتتجه في رحلتها جنوبا تبارك صعيد مصر، وتحط رحالها في مناطق توقف فيها فأصبحت علي مر التاريخ مزارات عالمية ومناطق أثرية. ودير السيدة العذراء أعلي قمة "جبل الطير" بمركز سمالوط بالمنيا، أحد أهم تلك المزارات الذي يشهد توافذ مئات الآلاف على مدار العام منهم نحو 2 مليون مسلم ومسيحي يتوافدون في توقيت محدد سنويا يعرف بأسبوع الزيارة أو موسم العذراء أو المولد يحل في كل عام بعد عيد القيامة بنحو شهر وينتهي بعيد الصعود، أي في منتصف مايو من كل عام، والذي بدأ هذا العام الخميس الماضي ويستمر حتي الخميس القادم. ويقول القس اسطفانوس شحاتة، وكيل مطرانية سمالوط للاقباط الارثوذكس: يقع الدير علي قمة جبل الطير المشرف علي نهر النيل به كنيسة صخرية أثرية شيدت علي اسم السيدة العذراء شيدتها الملكة الرومانية هيلانة والدة الإمبراطور "قسطنطين" وهو أول إمبراطور روماني يعتنق المسيحية وتم تشييد الكنيسة عام 282 ميلادية، والكنيسة منحوتة في الصخر تضم في الركن الجنوبي منها المغارة التي اختبأت بها العائلة المقدسة . واضاف شحاته أن الدير سمي جبل الطير لتوافد نوع من الطيور المهاجرة في رحلتها كانت تستقر فوق الجبل فلقب المكان بذلك، كما يلقب بدير العذراء بجبل الطير أو دير الكف في إشارة للعلامة التي تركها يسوع "الطفل" علي أحد صخور الجبل عندما أنطبع كفه كعلامة بركة للمكان . ويقول القمص متي كامل، راعي كنيسة الدير، أن عمر الكنيسة القائمة للآن هو 1685 سنة، والموسم يزوره مصريين وأجانب وباحثين علي مدار العام للتبرك من المكان الذي أقامت فيه العائلة المقدسة ثلاثة أيام أو البحث إلا أن الزيارة تتكثف في موسم الزيارة ويضيف الأب متى: «ذكر المؤرخ على باشا مبارك فى كتاب الخطط التوفيقية أنه يوجد دير قديم يقع على سفح الجبل بالقرب من مدينة سمالوط ويضم سلمَى درج أحدهما بالناحية البحرية والآخر بالناحية القبلية، والسلمان يربطان بين الجبل ونهر النيل، وتوجد بالدير بكرة كانت تستخدم فى الصعود للجبل والنزول منه، ونسبة إلى أهميتها فى المكان سمى الدير بدير "البكرة" ويؤكد الصديقان مصطفي محمد وبيتر نادي: الكل "بيجيى" مسلمين ومسيحيين، وكل واحد منه لربه، ما فيش كلام عن الفتنة او الكلام ده الكل بياكل مع بعض وبيسترزق علي اسم العدرا، احنا بنأتي كل عام للدير ببضائع سلاسل واكسسورات وأطعمة ونؤجر مكان ننصب فيه خيمة ، يتراوح الإيجار من 250 حتي 500 جنيه علي حسب المساحة. أما جمال عزت، أحد زوار الدير الذي يرافق عائلته المكونة من زوجته وابنائه الأربعة ووالدته، قال: ده مصيف الغلابة منقدرش نفسح العيال غير هنا، واضاف عزت نقوم بتأجير منزل او جزء من منزل بداية من مائة جنيه وطالع، علي حسب عدد حجراته ومكانه بالنسبة للدير، مؤكدا ان الايجارات ارتفعت هذا العام، وأغلب سكان القرية يستغلون فترة المولد لتأجير البيوت للزائرين، تجمع الأسرة أثاثها فى غرفة واحدة تاركة باقى الغرف لضيوف المولد. وفي طرقات القرية الصغيرة ترى الأسر البسيطة تجر عنزة أوخروف لتقدمه نذراً بالكنيسة، وأغلب أصحاب البيوت المؤجرة، يشترط الحصول على ربع الذبيحة.