جامع القمامة! عبد السلام شاب في بداية العقد الثاني من العمر، يعمل في جمع القمامة بمنطقة مصر الجديدة، فهو من أسرة بسيطة بمنطقة باب الشعرية الأسبوع الماضي أصبحت قصته حديث أهالي باب الشعرية بسبب الجريمة البشعة التى ارتكبها في حق صديق عمره. بدأت مأساته عندما كان يعمل مع والده في جمع القمامة بالأحياء الراقية فهو الإبن الوحيد لوالديه.. كان يخرج عبد السلام كل يوم ويعود آخر اليوم مرهقا من التعب، كان يتحصل شهريا على مبلغ 15 ألف جنيه، استمر على ذلك لعدة سنوات..لديه صديق يدعى حسين تاجر ثري في منطقة باب الشعرية، الكل كان يتحدث عن علاقة الصداقة القوية التي تجمعهما. وفي أحد الأيام طلب حسين من عبد السلام أن يعمل معه في تجارة السجائر المهربة حيث الربح الوفير، وافق عبد السلام دون تردد وبالفعل استطاع أن يكون أموالاً كثيرة واستمر معه عدة أشهر.. وبمرور الأيام علم عبد السلام بأن الشرطة تبحث عن أصحاب تجارة السجائر المُهربة، ودون تردد أخبر حسين بأنه لم يشترك معه مرة أخرى في هذه التجارة، فهو شاب مسالم لم يدخل قسم شرطة على الإطلاق. وعندما وقعت هذه الكلمات على أذن "حسين" استشاط غضباً وحاول يقنعه بأن يستمر معه، إلا أن عبد السلام أخذ القرار مبكرًا بعدم العودة إلى هذه التجارة..بدأ حسين يفكر في طريقة للانتقام من صديقه عبد السلام، واتصل به إلا أنه وجد هاتفه المحمول مُغلقا فطلب من نجله أن يذهب إليه ويخبره بأنه يريده في أمر خطير..وبالفعل ذهب عبد السلام إلى شقة حسين بشارع باب البحر وعندما دخل أغلق الباب وفوجئ بصديقه يمسك بسكين وأجبره على التوقيع على إيصال أمانة على بياض، وأثناء ذلك نشبت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة واستطاع عبد السلام أن يمسك بالسكين وأنهال عليه بعدة طعنات حتى سقط على الأرض وسط بركة من الدماء ثم مزق إيصال الأمانة وألقاه من النافذة وفر هارباً. جثة التاجر الثري! عقارب الساعة تجاوزت العاشرة صباحا.. حركة غير طبيعية بشارع باب البحر بمنطقة باب الشعرية رجال المباحث منتشرون في أحد العقارات الجميع يتسأل ماذا حدث؟! اكتشف ضباط المباحث وجود جثة لتاجر يدعى حسين داخل شقته وبمناظرة مسرح الجريمة تبين إصابة المجني عليه بعدة طعنات وسلامة مداخل ومنافذ الشقة، كما عثرت المباحث على ورق إيصال أمانة ممزق أسفل العقار، وأثناء جمع التحريات حول الحادث وجد رجال المباحث شاب اسمه عبد السلام نحيف الجسد.. بشرته سوداء اللون يرتدى تي شيرت وبنطال أبيض اللون.. وقف أمام الشقة يطلب مقابلة المقدم حسام ناصر رئيس المباحث لأمر هام، خلال ثوانى قليلة كان أمامه رئيس المباحث يتلقى منه المعلومات فأخبره بأنه صديق المجني عليه وأنه كان يتمتع بسمعة طيبة وسط الجيران، وطلب من ضباط المباحث سرعة القبض على القاتل وقدم لهم أي مساعدة تساعد في حل لغز الجريمة. بدأ ضباط المباحث مناقشة الشهود وجيران المجني عليه وأثناء ذلك همس أحد الجيران في أذن رئيس المباحث وأخبره بأنه شاهد عبد السلام صديق المجني عليه يصعد إلى شقة المجني عليه وهو يرتدى جاكيت أسود اللون.. معلومة خطيرة منذ بدايتها شعر رجال المباحث بأنها مفتاح لغز القضية.. على الفور انتقلت قوة أمنية إلى شقة عبد السلام وبتفتيشها وجد رجال المباحث جاكيت منشور على حبل الغسيل وعليه نقطة دم صغيرة، وبتضييق الخناق عليه انهار واعترف بارتكاب الجريمة. 21 طعنة! التقينا بالمتهم أمام سرايا النيابة وتحدثنا معه في البداية وقف شارد الذهن ينظر إلى جميع من حوله لا يُصدق بأنه متهم في جريمة قتل بدأ يسرد لنا قصته قائلاً " يا بيه انا عمرى ما دخلت قسم شرطة في حياتى مرة واحدة لقيت نفسي متهم في قضية قتل، ومش بس كده قتل صاحبى حسين، الحكاية بدأت معايا لما كنت بشتغل في جمع القمامة من مصر الجديدة أنا ووالدى وكنا بنتحصل في الشهر على "15" ألف جنيهًا.. وكان في واحد صاحبى اسمه "حسين" تاجر في شارع باب البحر، طلب منى اشتغل معاه في تجارة السجائر المهربة وأخبرني بأن مكسبها كبير، وافقت وعملت معه عدة أشهر دون حدوث أي خلافات وعندما علمت أن الشرطة تبحث عن الأشخاص الذين يتاجرون فيها طلبت منه أن أُنهي معه العمل، ولكنه رفض واستدرجني لشقته وأجبرني على توقيع إيصال أمانة على بياض وعندما تشاجرت معه حاول يقتلني بسكين المطبخ، لم أشعر بنفسي إلا وأنا أمسك منه السكين وسددت له "21" طعنة حتى فارق الحياة. يتنهد المتهم ثم يواصل حديثه أخذت إيصال الأمانة ومزقته وذهبت إلى منزلي لإبعاد الشبهات عني، وبعد الحادث ببضعة ساعات فوجئت بضباط المباحث يداهمون شقتي وعثروا على جاكيت عليه نقطة دم واعترفت لهم بتفاصيل الحادث كاملة بالرغم انني اشتركت معاهم في البحث عن القاتل.