خرج عم صابر السائق مريض السكر من مسكنه المتواضع بمنطقة بيجام بشبرا الخيمة كعادته منذ أكثر من 30 عامًا متوجهًا لعمله بحي شرق شبرا الخيمة، ولم يكن يعلم ما تُخفيه له الأقدار وأن هناك نصف زجاجة من الوقود تنتظره ليحترق بها، وبعد وصوله استقل سيارته من الجراج الخاص بالحي وتوجه في السادسة صباحًا لخط سير عمله. بدأ عم صابر فهمي عثمان، 57 سنة، حديثه بتلك الكلمات، حيث أخبرنا بأنه يعول 5 أبناء، ثلاثة منهم بالتعليم الجامعي والإعدادي، واستكمل بأنه بعد مرور ساعات العمل فوجئ عم صابر أثناء عودته للجراج لتسليم السيارة باتصال من رئيس السائقين ويبلغه بقرار من رئيس الحي بقيام كل سائق بتنفيذ "4" نقلات من "القمامة" بالرغم من أن عملهم الأساسي هو تنفيذ نقلتين فقط بالسيارة ويعلم محافظ القليوبية بتلك التفاصيل، فأخبره أنه مريض بالسكر ولن يستطيع تنفيذ ذلك القرار، فأخبره رئيسه بالعمل أنه إذا اعترض سيكون هناك جزاءًا بالوقف عن العمل لمدة ثلاثة أشهر والضرب بالحذاء. استشاط عم صابر غضبًا لأن هذا جهدًا مضاعفًا عليه، حيث أنه مصابًا بمرض السكر، وممنوع بتقرير من التأمين الصحي بعدم استقلال سيارة بالعمل خوفًا من أن يُصاب بنوبة سكر أثناء العمل، فتوجه مُسرعًا عائدًا للجراج فوجد رئيس الحي يقف بصحبة رئيسه بالعمل، فقام بمعاتبة الأخير، حيث أخبره أنه في سن والده فكيف لك أن تتعدى عليا ضربًا بالحزاء ان لم يقم بتفيذ القرار. وأثناء مشادة كلامية بينهما توجه صابر السائق نحو زجاجة مُمتلئة بالوقود وقام بسكبها عليه وهنا اعتقد الحاضرون من زملائه بالعمل ورئيس الحي ورئيسه اعتقدوا أنه يهددهم فقط، ولكن الجميع فوجئ بما قام به، حيث قام بإخراج قداحة من جيبه وأشعلها فكانت هى الأولى والأخيره حيث اشتعلت النيران بجسده أمام ذهول الحاضرين الذين أسرعوا بسكب المياه عليه واستخدام بطانية لتهدئة النيران. وتابع صابر بأنه عقب إشعال النيران بنفسه نظر زملائه بالعمل لرئيس الحي فقال لهم بسخرية واستعلاء "إخرجوه خارج الجراج"، أو انقلوه لأي مستشفى، وبالفعل توجهوا لمستشفى النيل وتلقى الإسعافات الأولية، قائلًا بأن رئيس الحى اتصل هاتفيًا بالمستشفى وطلب منهم عدم كتابة تقرير للمصاب، فأخبروه بأن تقرير المصاب انتهى من تحريره وأنه بحوزته. فتوجه رئيس الحي مُسرعًا بسيارته للمستشفى وفور وصوله ظل يبحث لاهثًا عن صابر بغرف الاستقبال حتى وجده وسأله عن التقرير، وبصف نيه أخرجه صابر من سترته وأعطاه إياه، ثم أعطاه رئيس الحي يعطيه مبلغ "100" جنيه، وغادر المكان، فأخبر المصاب نجله بأن يجد رئيس الحي قبل أن يغادرالمستشفى ويحصل منه على التقرير، وبالفعل فعل نجله ما طُلب منه، حيث أنه استوقفه وظل يتحدث معه إلى أن أُتيحت له فرصة قام خلالها باختطاف التقرير منه وعاد به لوالده. توجه المصاب وزملائه لقسم أول شبرا الخيمة لتحرير محضرًا بالواقعة، وحيث أنهم غير تابعين لهذا القسم فلم يتم تحرير المحضر، فتوجهوا لقسم ثان لتحرير المحضر فأخبرهم أحد الموجودين بالقسم بأنه لن يتم عمل عمل محضرًا لهم بتلك الواقعة، وهذا كما قال لنا الحاج صابر، أن رئيس الحي اتصل هاتفيًا بقسمي الشرطة وأخبرهم برفض تحرير محضر للمصاب ضد رئيس الحي. وأخبرنا عم صابر الذي يعتقد الجميع أنه يمكث بأفضل مستشفيات الجمهورية للخضوع للعلاج، وذلك حسب معلومات وصلت له من خلال أحد أصدقائه الذين تقابلوا مع الدكتور مجدي، مساعد رئيس الحي، لإخباره بأن حق المصاب ضائع، ولكنه أخبرهم بأن رئيس الحي أخبر محافظ القليوبية بأنه قام بوضع المصاب بمستشفى خاص على حسابه الشخصي لتلقي العلاج مقابل "1000"جنيه يوميًا، ولم يمر إلا ساعات على وقوع الحادث وفوجئ صابر برئيس الحي يتصل به تليفونيًا للحصول على التقرير الطبي الخاص به مقابل تعويض "10" آلاف جنيهًا، حتى لا يقوم بإثارة قضيته إعلاميًا. وهنا اتفق جميع السائقين زملاء المصاب بأن يقفوا بجانبه ضد رئيس الحي نظرًا لأنه يضطهد السائقين والعمال منذ استلام موقعه برئاسة الحي، بوقيع الجزاءات والتي قد تصل للوقف عن العمل إذا اعترضوا على أي قرار . يرقد صابر المصاب بمنزله الذي هو عبارة عن غرفة واحدة مُقسمة إلى غرفة نوم وحمام ومطبخ ويقيم بها 5 أبناء ووالدهم ووالدتهم، خاضعًا للعلاج يتلقى علاجه على نفقة أصدقائه. وكان قد أشعل سائق النيران في نفسة أمام زملائة داخل جراج حي شرق شبرا الخيمةبالقليوبية، وذلك لاضطهاد رئيس الحي له بالعمل ومضاعفة العمل عليه بالرغم من أنه يعاني من أمراض عديدة. لمشاهدة الفيديو..اضغط هنا