أكثر من مئة ألف قتيل مدني عراقي، وأربعة آلاف جندي أمريكي، وبتكلفة مادية بلغت أكثر من 800 مليار دولار كانت حصيلة الغزو الأمريكي على العراق، بسبب ما أدعته الولاياتالمتحدة بامتلاك نظام صدام حسين لأسلحة دمار شامل. وفي 20 مارس من عام 2013، قصفت الصواريخ الأمريكية أهدافا في بغداد، لتعلن بذلك بداية للحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة للإطاحة بصدام حسين. وفي الأيام التالية تدخل القوات الأمريكية والبريطانية العراق عبر الكويت. ولم يُعثر على أسلحة الدمار الشامل التي قال عنها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، واعتقل الجيش الأمريكي صدام حسين في ديسمبر 2003 ثم أعدم بعد صدور حكم قضائي بحقه في 2006. البداية مفتشو الأسلحة التابعون للأمم المتحدة يعودون إلى العراق بموجب قرار للأمم المتحدة يهدد العراق بتحمل العواقب الوخيمة التي قد تنتج عن انتهاك بنود القرار، وسط تقرير لكبير المفتشين وقتها هانز بليكس يتحدث عن تقدم طفيف في تعاون العراق مع الخبراء الأمميين، ووزير خارجية فرنسا دومينيك دو فيلبان ينتقد بشدة في خطاب شهير في مجلس الأمن الرغبة الأمريكية البريطانية في شن الحرب، ويفند المزاعم بشأن أسلحة الدمار. ولكن جورج بوش، يقول في تصريح شهير إن بلاده مستعدة لمهاجمة العراق حتى دون تفويض أممي، مع خروج مشروع قرار أمريكي بريطاني إسباني، يقول إن الوقت حان لاستخدام القوة ضد العراق بحجة عدم تعاونه في قضية أسلحة الدمار. وفرنسا وألمانيا وروسيا تدعو لمواصلة عمليات التفتيش وتمديدها وتشديدها لوجود ''فرصة حقيقية لتحقيق حل سلمي''. إلا أن بوش لم يستمع لنداءات فرنسا وألمانيا ورسيا، وفي يوم 17 مارس أمهل الرئيس العراقي صدام حسين 48 ساعة لمغادرة العراق تحت طائلة شن هجوم على بلاده. وفي 20 مارس 2033، قصفت الصواريخ الأمريكية أهدافا في بغداد، أعقبه تدخلا بريا من القوات الأمريكية والبريطانية صوب وسط بغداد، وفي 9 إبريل شهدت بغداد تحطيم تمثال صدام حسين وفي الأيام التالية سيطر المقاتلون الأكراد والقوات الأمريكية على مدينتي كركوك والموصل الشماليتين، ووقوع أعمال نهب كبيرة في بغداد وغيرها من المدن العراقية. وصدق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في مايو على قرار يدعم الإدارة التي تقودها الولاياتالمتحدة ويرفع العقوبات الاقتصادية، والحاكم الأمريكي للعراق يحل حزب البعث ومؤسسات النظام السابق. سقوط صدام انتشرت عمليات التفجير العشوائية في العاصمة بغداد وباقي المدن العراقية، بعد شهور من الغزو الأمريكي البريطاني للعراق، وسط اختفاء للرئيس العراقي صدام حسين والمطلوب من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يعطي الشرعية للاحتلال الأمريكي للعراق ويؤكد على نقل السلطة مبكرا للعراقيين. وفي 14 ديسمبر 2003، أي بعد 10 أشهر من الغزو الأمريكي البريطاني للعراق، اعتقل الجيش الأمريكي الرئيس العراقي صدام حسين بعد العثور عليه مختبئا داخل إحدى المقرات السرية تحت الأرض في مسقط رأسه تكريت. واعتقل صدام في قاعدة عسكرية أمريكية، وأجبر خلال المحاكمات على الاستماع الى متهميه يتحدثون عن سلسلة الجرائم التي ارتكبها نظامه إلى أن حكم عليه بالإعدام في ديسمبر 2006 بعد إدانته بارتكاب ''جرائم ضد الإنسانية''. وبعد عام من الغزو، وافق مجلس الحكم على دستور مؤقت للبلاد بعد مفاوضات مطولة وخلافات حادة حول دور الإسلام ومطالب الأكراد بحكم ذاتي، ومقتل 140 شخصا في هجمات منظمة على تجمعات المسلمين الشيعة اثناء إحياء ذكرى عاشوراء. وأدى كل من إياد علاوي وغازي الياور المرشحين ن قبل مجلس الحكم اليمين الدستورية، بحيث يصبح علاوي رئيسا للوزراء والياور رئيسا للبلاد. نتائج خلف الغزو الأمريكي البريطاني، على العراق، الكثير من النتائج السلبية كان أبرزها ظهور التنظيمات المتطرفة الإرهابية وعلى سبيل المثال لا الحصر (داعش). ,أكد الأخضر الإبراهيمي المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الفترة من 2004 إلى 2005، ومبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا، أن الغزو الأمريكي غير المبرر للعراق عام 2003 هيأ الظروف لظهور تنظيم داعش، وذلك نتيجة للمشكلات التي خُلقت في العراق جراء طريقة الاحتلال وما أعقبه من انقسامات . وقال الإبراهيمي، إن السبب يعود إلى كل ما يجري في العراق، وأن الخطيئة الأم تتمثل في الغزو الأمريكي للعراق في ،2003 مشيراً إلى أنه لا يدافع عن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، لكن الغزو الأمريكي لم يكن مبرراً وطريقة الاحتلال للعراق خلقت كل المشكلات التي يعانيها البلد حالياً . فيما قال هانز بليكس، الذي قاد فريق التفتيش الدولي على الأسلحة المزعومة في العراق قبل الحرب والتي لم يتم العثور على أي أثر لها، ''اليوم .. أسأل نفسي مجدداً عن أسباب حدوث هذا الخطأ الفظيع، والمخالفة الصريحة لميثاق الأممالمتحدة .. كما أواصل البحث عن أي دروس مستفادة يمكن تعلمها منها. وأشار بليكس في مقاله إلى أنه ''بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية، شعرت إدارة (الرئيس الأمريكي) جورج بوش بأن عليها أن تقوم بالمزيد من الإجراءات الانتقامية للهجمات التي تعرضت لها القوة العظمى الوحيدة في العالم، وليس فقط الإطاحة بنظام حركة طالبان الحاكم في أفغانستان. وأضاف أنه ''لم يكن هناك هدف يمكنه تحقيق ذلك أكثر من إسقاط نظام صدام حسين.. وبكل أسف فإن الإطاحة بهذا الطاغية ربما تكون الحسنة الوحيدة من الحرب'' - بحسب شبكة ''سي إن إن.''. وعن سؤال هل كانت الحرب تستحق شنها؟، يجيب البروفيسور آندرو باكيفتش، أستاذ العلاقات الدولية والتاريخ بجامعة بوسطن، باستعارة استعارة عبارة ونستون تشرشل الشهيرة: ''من النادر في التاريخ البشري أن حدث هذا الكم الهائل من التضحيات الغالية والنفيسة لتحقيق ذلك القدر الهزيل من النتائج''. ودلل البروفيسور باكيفتش على ذلك بعدة أمثلة: أولا: لم تحقق الولاياتالمتحدة نصرا عسكريا ولم تنجز أهدافا استراتيجية من حرب كلفتها آلاف القتلى والجرحى وخلفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى العراقيين. ثانيا: التراث الكارثي للحرب الأمريكية في العراق يتخطى الخسائر المالية والخسائر في الأرواح حيث أنه أظهر للعالم افتقار القيادة السياسية الأمريكية للقدرة على ضبط النفس ونزوعها إلى استخدام القوة كأداة في السياسة الدولية. ثالثا: بغض النظر عما يمكن تحقيقه أو لا يمكن إنجازه، اندفعت الولاياتالمتحدة في شن الحرب وكأنها أصبحت وسيلة عادية من وسائل العلاقات الدولية سيتقبلها الشعب الأمريكي بدون أي معارضة.