أكثر من ألفي عام من الحضارة تبدأ داعش في تدميرها بمدينة الحضر العراقية التي عرفت قديمًا ب"مملكة الحضر"، والتي تعتبرها منظمة اليونسكو من مواقع التراث العالمي، ضمن سلسلة من العمليات تنتهجها داعش لتدمير الآثار المواقع الأثرية في المدن التي تسيطر عليها. ويرجع تاريخ الحضر إلى أكثر من 2000 عام في عهد الدولة السلوقية التي نشأت بعد موت الإسكندر المقدوني خلال القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد وحكمت منطقة غرب آسيا، وامتدت من سوريا وتراقيا غرباً وحتى الهند شرقاً، وازدهرت الحضر بعد دخول الإسلام وتحولت إلى موقع استراتيجي في الطريق التجاري التاريخي عبر آسيا الذي عرف باسم طريق الحرير. وبدأ عناصر من تنظيم داعش تدمير الآثار الموجودة بها، والتي تعتبرها داعش "أصنام" ينبغي تدميرها والتخلص منها. - "الحضر" مقبرة الرومان تعتبر أبواب الحضر الأثرية المزودة بأبراج للمراقبة، السبب في جعلها مقبرة للرومان الذين فشلوا في غزو هذه القرية الحصينة أكثر من مرة، والتي تقع على بعد نحو 110 كيلومترا جنوب غربي الموصل. وفشل الإمبراطور الروماني تراجان، والإمبراطور سيبتيموس سيفيروس سنة 199م، في غزو مدينة الحضر، بعد أن احتل بابل وسلوقية وتيسفون، بفضل دفاع سكانها عنها بعنف. وعرفت الحضر حينها أساليب عسكرية جديدة في الدفاع، مستخدمة أقواساً مُركبة ترمي سهمين مرة واحدة، وقتلوا بها بعضًا من الحرس الوطني الخاص بالإمبراطور، وتمكنوا من هزيمته. - داعش تدمر الحضر بعد سيطرة داعش على مناطق واسعة من سورياوالعراق، تنتهج داعش سلسلة من عمليات تدمير الآثار، بدأتها في العراق الأسبوع الماضي بتدمير آثار مدينة النمرود الآشورية في محافظة نينوى أيضًا، وهي واحدة من أعظم الكنوزظ الآثرية في العالم. ولم ترد تقارير بحجم الدمار الذي ألحقه التنظيم بمدينة الحضر. ونشر تنظيم داعش قبل أسبوعين مقطع فيديو يُظهر مسلحيه وهم يدمرون تماثيل ومنحوتات من الحقبة الآشورية في مدينة الموصل التي سيطروا عليها يونيو الماضي. ووصفت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ما فعلته الدولة الإسلامية بأنه "تطهير ثقافي" وجريمة حرب.