رحبت الولاياتالمتحدة بإتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا الذي تم التوصل إليه في ساعات الصباح الأولى من يوم الخميس في عاصمة روسيا البيضاء مينسك، ولكنها طالبت في الوقت نفسه روسيا بوقف الدعم الذي تقدمه للإنفصاليين في شرقي أوكرانيا. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن العقوبات التي يفرضها الغرب على روسيا لن ترفع ما لم تتخذ الأخيرة الإجراءات الفعلية التي تثبت إلتزامها بتعهداتها. وكان زعماء روسياوأوكرانيا وفرنسا وألمانيا قد أبرموا فجر الخميس اتفاقا لوقف الحرب الدائرة في شرقي أوكرانيا عقب مفاوضات مطولة أجروها في مينسك. ومن المقرر أن يبدأ سريان إتفاق وقف إطلاق النار في شرقي اوكرانيا عند إنتصاف ليلة السبت، ولكن جانبي الصراع ما زالا متشككين في جدواه. وكان المتمردون الموالون لروسيا قد وقعوا على الإتفاق الذي يشمل أيضاً سحب الأسلحة الثقيلة وتبادل أسرى، ولكنه ترك العديد من القضايا الجوهرية دون حل. في غضون ذلك، تواصلت الإشتباكات بين قوات حكومة كييف والمتمردين يوم الخميس، فيما قال أحد زعماء المتمردين إن قواته لن تتوقف عن القتال. وقد أسفر القتال الذي إندلع في الجزء الشرقي من أوكرانيا في نيسان / أبريل الماضي عن مقتل الآلاف. وفي تطور آخر، قال البنك الدولي الخميس إنه مستعد لإقراض أوكرانيا مبلغ 2 مليار دولار هذا العام كجزء من حزمة مساعدات دولية لحكومة كييف الموالية للغرب. من جانب آخر، قال دبلوماسيون أوروبيون الخميس إن الإتحاد الأوروبي قرر إضافة 19 إسما جديدا للائحة المسؤولين الروس والأوكرانيين الشرقيين المشمولين بعقوبات الإتحاد لدورهم في الحرب الدائرة رغم إتفاق وقف إطلاق النار الأخير. "صباح جيد" وقال الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو عقب التوقيع على الإتفاق إن تطبيقه لن يكون بالأمر اليسير. ويعتبر وضع مدينة ديبالتسيف، إحدى المدن الرئيسية في شرقي أوكرانيا التي ما زالت في قبضة حكومة كييف والتي يحاصرها المتمردون، أحد نقاط الخلاف الأساسية. وستجرى مفاوضات إضافية لتقرير مستقبل الحكم الذاتي لمنطقتي دونيتسك ولوهانسك التي يسيطر عليها المتمردون الإنفصاليون. ومن بنود الإتفاق الجديد: يبدأ سريان وقف إطلاق النار في الساعة 00:01 بالتوقيت المحلي من 15 شباط / فبراير. تبدأ عملية سحب الأسلحة الثقيلة اعتبارا من 16 شباط / فبراير على أن تنتهي في غضون أسبوعين. تبادل كافة الأسرى، والعفو عن أولئك الذين شاركوا في القتال. إنسحاب كافة القوات الأجنبية وأسلحتها من الأراضي الأوكرانية، ونزع أسلحة المجموعات المسلحة غير الشرعية. تسمح أوكرانيا بإستئناف الحياة الطبيعية في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون عن طريق رفع القيود التي تفرضها عليها. إجراء تعديلات دستورية تسمح بتمتع المناطق التي يسيطر عليها المتمردون بحكم لا مركزي قبل حلول نهاية عام 2015. تفرض اوكرانيا سيطرتها على حدودها مع روسيا إذا تم الإلتزام ببنود الإتفاق قبل نهاية عام 2015. وقالت المستشارة الألمانية إن الإتفاق الجديد يعتبر "بريق أمل"، فيما حذر الرئيس الفرنسي من أن "الساعات المقبلة ستكون حاسمة." ورحب البيت الأبيض بالإتفاق بوصفه "خطوة ذات دلالات مهمة"، ولكنه عبر عن قلقه إزاء التقارير التي تحدث عن إستمرار القتال في شرقي أوكرانيا. وقال وزير الخارجية كيري في تصريح "على الأطراف كافة أن تحلى بضبط النفس في الفترة التي تسبق سريان وقف النار، بما في ذلك اقف الهجوم الذي تنفذه القوات الروسية والإنفصالية على ديبالتسيف وغيرها من البلدات الأوكرانية." من جانبهم، رحب المتمردون بحذر بالإتفاق الجديد، ولكن زعيم المتمردين في دونيتسك الكسندر زاخارتشينكو قال إن اللائمة ستقع على كييف في حال إنهياره وحذر من أنه "لن تكون هناك إجتماعات أو إتفاقات جديدة." أما الرئيس الأوكراني، الذي سبق له أن إتهم روسيا بفرض "مطالب تعجيزية"، فقال إن المتمردين شنوا هجوما جديدا بعد الإعلان عن التوصل إلى الإتفاق الجديد. وتأتي جولة القتال الأخيرة بعد أن إدعى مسؤولون عسكريون أوكرانيون الخميس أن 50 دبابة روسية إضافة إلى أعداد من المدرعات وناقلات الصواريخ قد إجتازت الحدود إلى أوكرانيا.