أحمد الليثي ومحمد مهدي ورنا الجميعي ودعاء الفولي وإشراق أحمد ونيرة الشريف ويسرا سلامة ومحمود جمال: قبل يناير 1794، كانت عمليات "الولادة" تُلاقي صعوبات ضخمة تودي بحياة الأم إلى التهلُكة، حتى "قرر" الطبيب -جيسي بينيت- أن يصنع "ثورة"؛ حين وجد زوجته على حافة الموت، فنجح في أول ولادة قيصرية عرفها التاريخ.. فيما مرت 217 عاما بالتمام والكمال، وفي يناير أيضا، أفاق المصريون من سُباتهم، و"قرروا" أن ينجزوا مخاضهم، هبوا في صيحة واحدة، زعزعوا عرش الحاكم، قضوا مضجع الطاغية، وقالوا له "أرحل"، نحن من يصنع تاريخه، على أيدينا "يُولد" المستقبل، وبسواعدنا تُصنع "المعجزات". قالوا "إن الذل ألقى رحله منذ القِدم فى أرض مصر، وأنها لم تنتفض يوماً لضيم"، بينما كان البسطاء ينفون التهمة عن أنفسهم، لم يتبّعوا حزبا أو قائد يوجههم، فقط خرجوا من ضيق الحارات، لسِعة الميادين، حاول مصراوي أن يفتش عن "فلان الفلاني" الذي غرق في زحام الدنيا بعدما أبهر العالم؛ عن ذلك الذي ترك زوجته وهي تلد ليشارك في الثورة، وعن تلك التي وزعت أبنائها الصغار لخدمة رواد التحرير، بحث عن صديق الضابط "ماجد بولس"، صانعة علم "يناير"، عُشاق تراب البلد، من وهب راتبه فداءً للثوار، وعمن هتف في مسيرة شبرا فأيقظت حنجرته لهيب الحي الشعبي، من أيقنوا أن "المنصب قد يصنع بطلا بين الأقزام.. ويضيع المنصب فى يوم وتدوس عليه الأقدام" فكان لهم ما أرادوا. حاور "مصراوي" من طلَقَ "البيزنس" من أجل "البلد"، ومن انتقد مبارك بكل لغات العالم، نقَبَ عمن صنع متحفا للثورة، ومن حمى بجسده المتحف، خاطب الفتاة التي أطعمت الميدان من داخل خيمة، والأم التي انتظرت خروج فلذة كبدها من المعتقل؛ كي تجهزه للحاق بالميدان، والطفلة التي عرفت الثورة وهي بنت ثلاثة أعوام. طاف "مصراوي" الكعكة الحجرية، نعى الشهداء وترحم على من انتزعوا الحرية من مخالب "الديكتاتور".. دون أن يطلبوا مقابل، وظلوا مجرد "رقم" في عِداد المُعجزين.