تنفس الكثيرون من أهالي محافظة أسيوط ومحبو الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الصعداء، بعد أن قام اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط بوضع تمثال ضخم له بوسط مدينة أسيوط وبالقرب من جامعة أسيوط وشريط السكك الحديدية، ليخلد ذكرى الزعيم الراحل في قلوب محبيه وأفراد عائلته وأبناء محافظته. وافتتح التمثال بحضور ابن الزعيم الراحل عبد الحكيم وحفيده جمال، وعدد من الرموز والقيادات الشعبية والسياسية والتنفيذية. الحقبة الزمنية التي عاشها الشعب المصري خلال السنوات الماضية فرضت عزلة وتهميش منقطع النظير لعائلة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ففى قرية بني مر التابعة لمركز الفتح بأسيوط، كاد الزمن أن يقهر معالم المنزل الذي ولد فيه الرئيس الأسبق لمصر، فعلى مدار عشرات السنين ظل المنزل ومعه الباقون من عائلة عبد الناصر والقرية بأكملها خارج اهتمامات المسؤولين وبفعل فاعل وبسبق الإصرار والترصد. وتعمدت الأنظمة السابقة تهميش قرية بني مر التابعة لمركز الفتح كونها القرية التي شهدت حياة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وتهميشها سياحياً بالامتناع عن تحويل منزله لمزار سياحي وإهمال تطوير المرافق والخدمات بالقرية. فتلك القرية التي استقبلت رؤساء الدول وقادة الشعوب فيما مضى حيث كان الرئيس الراحل يحب أن يصطحبهم إلى هناك أحيانا لم يزرها مسئول رفيع المستوى خلال الأعوام الماضية اللهم إلا قليلا كنوع من الدعاية الانتخابية لبعضهم، ولم يتفاعل أي من الفنانين بذلك العبق التاريخي الذي يسيطر على زائري القرية ليحولوا منزل الزعيم لمتحف فني عظيم أو دار للكتب لتحكي تاريخه المجيد، وكيف استطاع أن يرفع رأس كل المصريين إلى عنان السماء، بل لم يكف المتربصون وضع القرية خارج نطاق الخدمة من ناحية تدني مستوى التنمية وجودة الخدمات بها. القرية تضم منازل العائلة والتي مازالت تعيش فيها، تحمل ذكريات زمن جميل، استطاع فيها ابنهم جمال عبد الناصر أن يسطر اسم عائلته في صفحات التاريخ، وتتفاخر العائلة بأنهم استضافوا الزعيم ومعه مجلس قيادة الثورة في أثناء عملهم، كما زار المنزل الرئيس السابق السادات. فمنزل الزعيم الراحل وطبيعته الوعرة صنعت مناخا جادا ، أهل لميلاد زعيم مصري بل وعربي ناطح السحاب، وجعلته بالفعل رئيسا أكثر قربا للفقراء حيث ينتمي لطبقتهم، وافتقدت قريته العديد من الخدمات التي لم تصل إلا بعد وفاته، وهذا يدل على أصالة ونزاهة عبد الناصر. أما أهالي القرية والمركز الذي ينتمى إليه ''ناصر'' وهو ''الفتح'' قرروا أن يجابهوا التجاهل والتهميش من النظام السابق بحفر اسمه في شهادات الميلاد الخاصة بأبنائهم الذين حرصوا على أن يبدأ الأبناء حياتهم، وهم يحملون اسم زعيم لم يعطه النظام السابق ما يستحق، ورفض أهله أن يمحوه الزمن فلا تجد بيتا أو منزلا إلا فيه من يحمل اسم ''جمال عبد الناصر''، ''ناصر'' أو ''جمال'' فقط، مما يؤكد أن صعيد مصر ما زال يحمل كل الفخر والاعتزاز لشخصه حيا وميتا. ورغم هذا فأسيوط تعد من أكثر المحافظات فقرا وبنسبة وصلت 69 بالمائة، وأحد أبنائهم يكاد يكون زعيما لفقراء العالم، يتخذه قادة العالم مرجعا وملاذا لنصرة الفقراء في كل العالم. لذلك تستحق أسيوط لأجل الزعيم أن تكون واحدة من أكبر المحافظات الجالبة للسياحة في مصر، فإذا ما أنشيء فيها متحف لابنها عبد الناصر سيكون بالقطع مزارا جاذبًا لكل محبي القومية العربية، ولكل الذين يقدرون نضاله بالعالم، وكل مناهضي البؤس الاجتماعي.