إذا فكرت في الضباب الدخاني، ربما ستتصور مدينة كبرى مثل لوس أنجلوس، حيث كانت في الستينات والسبعينات ذات جو سيء للغاية، وكان تحذير الناس من الخروج للشارع بسبب الضباب والدخان أمر شائع جدا، ولكن الجو تحسن في لوس أنجلوس وغيرها من المدن الكبرى في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل استخدام سيارات أفضل والعمل على تقليل تلوث الهواء. ولكن رأس المال الحقيقي لتلوث الهواء في الولاياتالمتحدة هي مدينة زراعية تقع إلى الشمال الغربي من لوس انجلوس إنها.. بيكرسفيلد، بحسب ما نشرته مجلة تايم الأمريكية. بيكرسفيلد تقع في وادي سان جواكين، وهي منطقة زراعية رئيسية تشغل مساحة كبيرة من ولاية كاليفورنيا، وتحتوي على بعض من أغنى الأراضي الزراعية الأكثر إنتاجية في البلاد. ولكن التضاريس الجغرافية للمدينة – حيث تحيط بها الجبال من كل جانب – تخلق ما يشبه الوعاء المغلق حول المدينة، وهو الأمر الذي يجعلها عرضة دائمة لنسبة كبيرة من تلوث الهواء. حيث توصف هذه المدينة بأنها الأعلى في نسبة الضباب الدخاني في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبينما تحسنت نوعية الهواء في معظم الولاياتالمتحدة، إلا أنه في بيكرسفيلد وبلدات أخرى في جنوب وادي سان جواكين، يعد الهواء الذي يستنشقه الناس طوال الوقت سيء للغاية، بل وأسوأ من أي وقت مضى. ووصل الأمر لدرجة كبيرة من السوء، حيث بدأ المسئولون في المدينة يستخدمون الأعلام بالألوان المختلفة للإشارة للأنواع المختلفة من الدخان والضباب الذي يسطر على المدينة، العلم الأخضر للدلالة على الهواء الجيد، والأصفر يدل على المعتدل نسبيا، فيما يشير العلم البرتقالي للدخان المضر لمرضى الحساسية والعلم الأحمر للإشارة للدخان المضر لكل الفئات. ولكن هذا الشتاء، أصبح الجو سيئا للغاية، الأمر الذي دفع المسئولون لاستخدام العلم الأرجواني الأكثر سوءا من العلم الأحمر، بسبب ارتفاع مستويات تلوث الهواء، وانتشار مرض في المنطقة، كما رفع تلوث الهواء من مستويات أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية.
