قالت الأممالمتحدة يوم الاربعاء ان 73 الف شخص فروا من العنف في ولاية كردفان الحدودية بجنوب السودان بعد أكثر من أسبوعين من اندلاع القتال بين الجيش السوداني والقوات المتحالفة مع الجنوب. وسيصبح جنوب السودان دولة مستقلة في التاسع من يوليو تموز لكن القتال على امتداد حدوده التي لم يتم ترسيمها جيدا أثار توترا قبل الانفصال. ومازال يتعين على الشمال والجنوب حل قضايا مثل ادارة صناعة النفط وتقسيم الديون. وتفجر القتال في الخامس من يونيو حزيران في جنوب كردفان - وهي ولاية نفطية شمالية تقع على حدود الجنوب - وتصاعد ليشمل استخدام المدفعية والطائرات الحربية عندما حاول الشمال سحق ما يصفه بأنه تمرد مسلح. وقال مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ان كادقلي عاصمة الولاية والمنطقة المحيطة كانت هادئة بصفة عامة من يوم الاحد وحتى يوم الثلاثاء وان كانت بعض الاشتباكات المحدودة قد نشبت في أنحاء الولاية. وقال نقلا عن احصاءات من الهلال الاحمر السوداني ومفوضية المساعدات الانسانية ووكالات الاممالمتحدة في كادقلي "نزح 73 الف شخص على الاقل في البداية في انحاء المجالس المحلية الوسطى والشرقية لولاية جنوب كردفان نتيجة للقتال." وأضاف "بعض هؤلاء الناس عادوا الان الى ديارهم." وفي تطور منفصل قالت بعثة الاممالمتحدة في السودان ان ستة من العاملين المحليين بها اعتقلتهم القوات السودانية في مطار كادقلي فيما وصفته بأنه انتهاك للاتفاقية التي تضمن حصانة العاملين بها. وقال المتحدث قويدر زروق "يتعين على أطراف الصراع الالتزام بتعهداتهم بحماية المدنيين وضمان حرية تحرك العاملين بالاممالمتحدة بغض النظر عن الدين أو العرق أو الانتماءات السياسية." ولم يتسن على الفور الاتصال بمتحدث باسم الجيش السوداني للتعليق لكن بعثة الاممالمتحدة في السودان قالت ان قوات الامن اتهمت عاملين بها بالضلوع في أنشطة غير مشروعة. واندلع القتال في جنوب كردفان بعد اسبوعين من سيطرة الخرطوم على اقليم أبيي - الذي يطالب به كل من الشمال والجنوب - يوم 21 مايو ايار. وقالت الاممالمتحدة ان أكثر من 100 الف شخص فروا من القتال في المنطقة. ووقع الجانبان اتفاقا يوم 20 يونيو حزيران لسحب قواتهما من أبيي لكن مسؤولين يقولون ان المحادثات بشأن جنوب كردفان حققت تقدما أقل. وحث الرئيس الامريكي باراك اوباما زعماء شمال السودان وجنوبه على البناء على اتفاقهم لتخفيف التوتر في أبيي بتنفيذ وقف فوري لاطلاق النار في جنوب كردفان. وقالت فاليري اموس رئيسة مفوضية المساعدات الانسانية للامم المتحدة يوم الثلاثاء ان غياب الامن والقيود على التحرك يعرقلان جهود تسليم المساعدات للولاية. وقالت في بيان "معاملة المدنيين في جنوب كردفان بما في ذلك انتهاكات حقوق الانسان واستهداف الاشخاص على اساس العرق يستحق الشجب." وتنفي الخرطوم الاتهامات بانتهاك حقوق الانسان في جنوب كردفان. ورفض الجيش السوداني مزاعم بأنه فاقم من الوضع الانساني قائلا انه يعمل على مساعدة المدنيين لا ان يلحق بهم الاذى.