أعلن دومينيك شتراوس كان، المدير السابق لصندوق النقد الدولي والمتهم بالتحرش بعاملة خدمة غرف في فندق في نيويورك، أعلن اليوم أمام المحكمة أنه غير مذنب . ووصل شتراوس كان إلى مقر المحكمة العليا في نيويورك بصحبة زوجته الصحفية الفرنسية آن سانكلير. ولدى وصوله هتفت مجموعة من عمال الفنادق عليك العار وذلك تضامنا مع عاملة الفندق التي اتهمته بالتحرش بها. ومن شأن إقراره بأنه غير مذنب فتح الباب أمام محاكمة طويلة بهيئة محلفين ، وهي عملية قانونية قد لا تبدأ قبل فصل الخريف القادم، خاصة وأن الشرطة وجهت له سبعة اتهامات من بينها الشروع في الاغتصاب والاعتداء الجنسي الإجرامي والاحتجاز القسري والتلامس الجسدي القسري. وقررت المحكمة بعد جلسة اليوم تأجيل المحاكمة إلى 18 يوليو القادم وذلك لإتاحة الفرصة للدفاع لإعداد مرافعته في القضية. وإذا انتهت المحاكمة إلى إدانة شتراوس كان بالاتهام الموجه إليه فإنه يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 25 سنة. كان شتراوس كان ، 62 سنة ، قد قبض عليه في مطار جون كيندي في نيويورك قبل لحظات من مغادرته الولاياتالمتحدة متوجها إلى باريس يوم الرابع عشر من شهر مايو الماضي، بعد أن أبلغت عاملة في فندق في مانهاتن بأنه حاول التحرش بها جنسيا في غرفته. وأمضى شتراوس كان أربعة أيام قيد الإحتجاز في سجن جزيرة رايكر قبل أن يقرر قاضي المعارضات الإفراج عنه بكفالة ، على أن يظل تحت الإقامة الجبرية في منزله ويخضع للمراقبة الإلكترونية على مدى أربع وعشرين ساعة عن طريق إسورة إلكترونية في معصمه لرصد تحركاته طوال الوقت. وأكدت سلطات الإدعاء الأمريكية أن نتائج تحاليل الحمض النووي دي إن إيه تثبت صحة إدعاءات العاملة بتعرضها للهجوم من جانب شتراوس كان. ولكن شتراوس كان وكل عن نفسه محاميا شديد المراس ، وهو برافمان، الذي سبق أن ترافع في عدة قضايا شغلت الرأي العام العالمي ، ومن بينها قضية اتهام المغني الأمريكي الراحل مايكل جاكسون بالتحرش الجنسي بأطفال. وأعلن برافمان في السادس عشر من مايو الماضي أن أي دليل شرعي لن يكون متفقا مع فكرة التلامس القسري ، مما يشير إلى أن الدفاع قد يقبل بفكرة وقوع اتصال جنسي ، ولكنه سيدفع بأن ذلك الإتصال كان بالتراضي بين الطرفين. انت لاعتقال شتراوس كان أصداء قوية ترددت في مختلف أنحاء العالم، وطالت المؤسسة السياسية الفرنسية حيث كان شتراوس كان أبرز المرشحين لخلافة الرئيس الفرنسي الحالي نيكولا ساركوزي. ويعتقد الكثيرون في فرنسا أن شتراوس كان ، وهو شخصية محورية في الحزب الإشتراكي ، قد عومل بشكل غير لائق ، وإن كانت قضيته قد أثارت جدلا واسعا حول السلوك الجنسي للسياسيين وكبار المسؤولين ومدى ارتباط ذلك بالتحرش الجنسي. واضطر شتراوس كان إلى الإستقالة من منصبه كمدير لصندوق النقد الدولي، ولم يتمكن الصندوق حتى الآن من اختيار خليفة له.