الدوحة/دبي أول يونيو حزيران (رويترز)- لن يتأثر الاقتصاد القطري بشكل كبير إذا خسر البلد الخليجي حقوق استضافة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 بفضل استمرار النمو المدعوم بإيرادات الطاقة رغم ان ذلك سيوجه ضربة قوية الى هيبة قطر. وطالب رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) اليوم الأربعاء بإعادة النظر في منح حقوق استضافة الكأس لقطر وسط مزاعم بأنها اشترت هذه الحقوق. ونفت قطر بشدة ارتكاب أي مخالفة. لكن محللين يقولون إنه حتى إذا خسرت قطر حقوق الاستضافة في نهاية المطاف فإن ذلك لن يؤثر على توسعة البنية التحتية والاقتصاد إلا بشكل محدود. وقال جون سفاكياناكيس كبير الاقتصاديين بالبنك السعودي الفرنسي في الرياض "كأس العالم لم يكن قط ليحدد نجاح أو فشل الاقتصاد القطري." وأضاف قائلا "إذا ثبت أنهم خالفوا القواعد فإن ذلك لن يحول دون نمو قطر أو استثمار المستثمرين." وقال سفاكياناكيس إن الأموال اللازمة لاستضافة البطولة يمكن أن تستثمر في أشياء أخرى بعائد أعلى بكثير. ومن المتوقع أن تنفق قطر نحو 65 مليار دولار على الاستعدادات للبطولة وفقا لبنك اوف امريكا ميريل لينش. وقال محلل في الدوحة طلب عدم نشر اسمه "فعليا كأس العالم لا يحقق الكثير لقطر من الناحية الاقتصادية.. المسيرة الاقتصادية منذ فترة طويلة هي الغاز ثم الغاز ثم الغاز." وبفضل احتياطيات الغاز الوفيرة تحولت قطر إلى قوة اقتصادية وأغنى بلد في العالم من حيث نصيب الفرد من الدخل القومي وأصبحت لها طموحات كبيرة. ومن المتوقع أن يبلغ النمو الاقتصادي 15.8 بالمئة هذا العام بعد تقديرات قوية لنمو قدره 16.2 بالمئة في 2010 . وخصصت قطر 40 بالمئة من ميزانيتها في الفترة من الآن حتى 2016 لمشروعات البنية التحتية. ويتضمن ذلك إنفاق 11 مليار دولار على مطار دولي جديد و5.5 مليار دولار على ميناء بحري في المياه العميقة ومليار دولار على شبكة للمواصلات في العاصمة الدوحة. وستنفق قطر 20 مليار دولار على الطرق. وستكون هناك حاجة إلى منشآت إضافية للسكن والكهرباء والمياه لاستيعاب المشجعين الذين سيفدون إلى قطر لحضور البطولة والذين من المتوقع ان يصل عددهم الى 500 ألف. لكن مع استثناء الاستادات فإن معظم المشروعات كان مخططا لها قبل قرار كأس العالم وكانت ستمضي قدما حتى لو لم يفز العرض القطري. وقال المحلل "الخسارة ستكون في المقام الأول الاستادات نفسها والفنادق الإضافية.. إذا ألغيت أو قلصت مشروعات باهظة بعينها مثل المترو فإن ذلك في الحقيقة قد يكون مكسبا صافيا." ووفقا لتقديرات سيتي جروب فإن خسارة حقوق استضافة كأس العالم قد لا تلغي إلا أربعة بالمئة فقط من إجمالي خطط الإنفاق القطرية. لكن خسارة حقوق الاستضافة سيكون أمرا محرجا للغاية لقطر والفيفا. وقال روبرت مكينون مدير الاستثمار في (ايه.اس.ايه.اس كابيتال) "الخزي المرتبط بافتضاح الغش لاسيما إذا لم يمكن قصر المسؤولية على قلة فاسدة سيقوض صورة قطر والثقة اللا محدودة في هذا البلد." وأضاف قائلا "ستكون هذه ضربة للمنطقة نظرا للدور الإيجابي الذي كثيرا ما تلعبه قطر كوسيط أو مانح أو محفز على التغيير." وقفز مؤشر الاسهم في بورصة الدوحة الى اعلى مستوى له في 27 شهرا بعد فوز قطر بحقوق استضافة كأس العالم في الثاني من ديسمبر كانون الاول مدعوما بمكاسب لاسهم شركات ينظر اليها على انها مرشحة لأن تكون من اكبر المستفيدين مثل شركة قطر للكهرباء والماء وصناعات قطر وبنك قطر الوطني. وقال مكينون "إذا خسرت قطر كأس العالم.. أظن أن سوق الأسهم ستشهد موجة بيع بسبب المعنويات السيئة لمدة أسبوع أو أسبوعين قبل أن يعود الناس للتركيز على العوامل الأساسية... وتلك ستكون فرصة للشراء." ع ه - وي (قتص)