لقاء الطائرة بين الترحيب والاستنكار

أثارت مباحثات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والرئيس عبد الفتاح السيسي، في الطائرة الملكية الخاصة بالعاهل السعودي، ردود فعل متباينة في الشارع السياسي المصري، فاعتبرها البعض تجاهلًا لبروتوكول الزيارات الرسيمة المتبادلة بين الدول، ورأى البعض الآخر أن في الأمر تقدير من العاهل السعودي لحرصه على الزيارة رغم مرضه.
وتعد الزيارة الخاطفة، التي جاءت في طريق عودة الملك عبد الله من زيارة للمغرب، هي الأولى لزعيم أجنبي منذ تنصيب السيسي.
ترحيب واسع
قال حزب النور السلفي، إن الزيارة التي قام بها الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية للقاهرة تدل على عمق العلاقة بين الشعبين المصري والسعودي، كما أنها تدل على قوة العلاقات بين البلدين.
ومن جانبه أكد الربان عمر المختار صميدة رئيس حزب "المؤتمر"، أن زيارة العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز لمصر مساء أمس رغم حالته الصحية تؤكد مدى اهتمامه وحرصه على استقرار بلده الثاني مصر.
وأضاف رئيس حزب المؤتمر فى بيان رسمي له السبت، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين وتهنئته للرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي تؤكد على تقوية العلاقات بين البلدين وإهتمامه بالقضايا العربية.
أعرب حزب الوفد، عن تحيته وتقديره لزيارة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى مصر أمس، مؤكدا بأن للزيارة قيمة معنوية كبيرة في نفوس الشعب المصري.
ومن جانبه أكد المستشار يحيي قدري، النائب الأول لحزب الحركة الوطنية المصري الذي يترأسه الفريق أحمد شفيق أن زيارة العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز إلي مصر ومقابلة المشير عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية هي بمثابة تتويج لكل ما تقوم به المملكة العربية السعودية من دعم لمصر وإعادتها إلي موقعها الحقيقي في قلب الأمة العربية.
وقال جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد وعضو مجلس الشعب السابق، إن "الزيارة حملت رسائل عديدة، أولها أن الملك عبد الله أراد أن يبعث برسالة مفادها أن المملكة ستقدم كل الدعم حاضرًا ومستقبلًا لمصر ولن تتخلى عن الشعب المصري في الظروف الصعبة".
وأضاف زهران، في تصريح للتلفزيون الرسمي، أن "السعودية تراهن بشكل كبير على الدور القيادي المصري بالحاضر والمستقبل، وأن المملكة تتحدى الدائرة الإقليمية والعالمية التي تتخذ موقفا معارضا للثورة المصرية.. كما أن الزيارة ستساعد مصر في حربها الشرسة ضد الجماعات الإرهابية".
كان الرئيس السيسي اختتم جلسة مباحثات قصيرة مع العاهل السعودي على متن طائرة الأخير التي هبطت مطار القاهرة لفترة وجيزة مساء أمس الجمعة.
وتظهر الزيارة قوة الدعم الذي تبديه السعودية لمصر منذ عزل الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان محمد مرسي، ومع تولي الرئيس السيسي السلطة في 8 من الشهر الجاري.
ودعمت كل من السعودية والإمارات والكويت مصر بمليارات الدولارات فور عزل مرسي في يوليو الماضي.
بروتوكول
اعتبرت كل من جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها وحركة 6 إبريل، زيارة العاهل السعودي إلى مصر، والمباحثات داخل طائرة العاهل السعودي، إهانة لمصر.
ووصف ما يسمى ب"التحالف الوطني لدعم الشرعية"، المساند للرئيس الأسبق محمد مرسي، صعود السيسي للقاء عاهل السعودية بالطائرة، ب"تسديد الفواتير".
وقال عضو المكتب السياسي لحركة 6 أبريل، محمد كمال، إلى مصراوي، ''ما حدث ليس به أي مظاهر للبرتوكول وماهي المكاسب التي ستعود على الشعب المصري من ذلك اللقاء!؟ وهل تطرق الحديث عن المسجونين المصريين بالسعودية؟ ''.