أثار الفيلم الامريكي ''نوح '' جدلاً كبيراً بين المثقفين وأعضاء الرقابة على المصنفات الفنية من جهة والأزهر الشريف من جهة أخرى، حيث اعتبر الأزهر الفيلم مخالفاً للشريعة لأنه يجسد حياة النبى نوح عليه الصلاة والسلام، بينما عارضت جبهة الابداع موقف الأزهر وقابلت بيانهم بالاستياء الشديد واعتبروا أن هذا الموقف تعد على دور جهاز الرقابة على المصنفات الفنية. فتح ''مصراوي '' هذا الملف الشائك لمعرفة رأى الرقابة على المصنفات فى بيان وموقف الأزهر، وهل معايير الحكم على الفيلم الأجنبي هى نفسها نفس المعايير للفيلم العربي، بالإضافة لعرض وجهة النظر الأخرى من الأزهر الشريف ومدى إصراهم على رفض الفيلم بالرغم من عرضه فى العالم كله . مسئول بالرقابة: الفيلم جيد والأزهر يتحدث من فراغ وقال عبد الستار فتحى أحد أعضاء الرقابة ومسؤول مشاهدة الأفلام الاجنبية، فى تصريحات خاصة ل''مصراوي''، ''لقد شاهدت الفيلم ولم أر فيه ما يستدعى هذه الضجة المفتعلة, حيث أننا مازلنا نتناقش مع باقي الرقباء ورئيس الرقابة المخرج أحمد عواض''. وأضاف: ''حتى الان من خلال مشاهدتى للفيلم ليس هناك مشهدا واحدا يستلزم الحذف, ولكنى فقط انتظر مشاهدة رئيس الرقابة للفيلم لأنه لم يشاهده بعد، وربما يكون لديه رؤية مختلفة، وبعدها سنقرر الموقف النهائى من الفيلم . أما عن تحديد الشركة الموزعة لمعاد عرض الفيلم فى 26 من الشهر الجارى رد قائلاً: ''يحددوا براحتهم، القرار فى أيدينا ونحن من نقرر، وإذا كان هناك بعض التحفظات سنرسلها إليهم ليتم تصحيحها وبعد يتم العرض و إذا لم يوافقوا فلن يتم عرضه''. وعن موقف الأزهر واعتراضهم على الفيلم قال عبد الستار: ''تعودنا كثيرا على أفعالهم, فهم اعتبروها قضية دينية والفيلم لا يمس سيدنا نوح فى شئ، فهو مجرد تشابه فى الخطوط العريضة من القصة الاصلية لسيدنا نوح والسفينة''. وأضاف: ''كما إن من يتحدثون لم يشاهدوا الفيلم, وكلامهم هذا من فراغ ومع كل ذلك نحن متقبلون وجهات نظر الاخريين، ولكن من يقرر بالاخير جواز الفيلم من عدمه هو الرقابة . أزهري يرد: مشاهدته حرام وسنوقف عرضه من جانبه علق د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر على هذه الأزمة المثارة قائلاً: '' قدمت أبحاث عديدة فى سيتينيات القرن الماضى إلى مجمع البحوث بالأزهر الشريف والتى قررت بالإجماع تحريم تجسيد شخصيات الأنبياء والرسل عليهم السلام فى أي أعمال فنية, وذلك حفاظاً على مكانتهم من أي ابتذال أو امتهان''. وأضاف في تصريحات لمصراوي: ''الممثل الذى يقوم بالدور ليس على نفس القدر من التدين والورع الذى كان عليه الأنبياء والرسل ولن يصل إلى درجاتهم، فليس من المقبول أن يدنس على الجمهور ملامح الرسل بهؤلاء الاشخاص''. وعن مدى إمكانية مشاهدتهم للفيلم وأن يصدر حكمهم النهائي بعد المشاهدة رد قائلاً: ''التحريم يشمل الكل وليس البعض، ويجب علينا جميعا أن نمنع مشاهدته أو حتى الإعانة على عرضه، لذلك فلن نكون سبباً مباشرا فى المشاركة فى هذا الفعل مضيفاً: ''تلك حدود الله فلا تعتدوها ''. أما عن موقف الأزهر النهائي إذا تم إيجاز عرض الفيلم قال: ''حالياً نلجأ لفضيلة إمام الأزهر، وكبار العلماء بالازهر ومجمع البحوث ودار الإفتاء، وعلى المسئولين بالدولة ان يحترموا قرار الأزهر وعلمائه، لأن هذا ما ينص عليه الدستور.