على أثيرها نشأت أجيال، وعبر موجاتها لمعت حناجر، وأمام ميكرفونها وصلت أصوات السياسية والغناء، إنها الإذاعة التي تحتفل اليوم 13 فبراير باليوم العالمي لها، يوم أن أقرته منظمة اليونسكو في 3 نوفمبر 2011، احتفاءً بدور الإذاعة عالمياً، وبناءً علي طلب مقدم من إسبانيا، ليتم إقرار الاحتفال من قبل الأممالمتحدة في ديسمبر 2012. في مصر، بدأ أول صوت إذاعي ببداية بث الإذاعة الحكومية المصرية في 31 مايو 1934 ، وذلك بالاتفاق مع شركة ماركوني، ليتم تمصيرها بعد ذلك في عام 1947، وعلى الرغم من قدم الوسيلة، إلا أن الإذاعة المصرية لاتزال تحمل بين طياتها ذكري لكل مستمع أو مذيع، ''مصراوي'' يعطي الميكرفون إلى المستمعين والإذاعيين، ليفتحوا باب ذكرياتهم عن الأثير والميكرفون، في اليوم العالمي لها. مذيعون: الإذاعة تحتاج إلى التطوير والكوادر لا تزال ''نهلة حامد'' نائب رئيس الإذاعة المصرية تتذكر لحظاتها أمام الميكروفون، وهمساتها الأولي المختلطة بالتوتر، لكن اليوم العالمي للإذاعة حمل إليها مع الشجن بعض من الألم لما وصل إليه حال الإذاعة المصرية، فالإذاعة ليست في أفضل حال، تقول :''الاحتفال الحقيقي بالإذاعة هو بتطويرها وعودتها للريادة''. تقول ''نهلة'' التي تعمل في الإذاعة منذ حوالي تسعة وعشرين عامًا أن الإذاعة المصرية تحتاج إلي نوعين من التقدم، أولًا تقدم العنصر البشري من المذعين والإعلامين، وثانيًا التطور التكنولوجي في تقنيات الإذاعة المصرية، تقول أن بعض الكوادر الشابة في الإذاعة المصرية تحتاج إلى تطوير وإثقال مهارتهم، ليكونوا على قدر من المهنية والحيادية، بالإضافة إلى رأس المال الذي تحتاجه الإذاعة المصرية من أجل التطوير. وتُثمن الإذاعية ''نهلة'' علي دور الإذاعة في أمريكا لنقل خطاب الرؤساء في أمريكا، والذي عرف صوت الرئيس لأول مرة من الإذاعة، كما للإذاعة المصرية دور في التثقيف والإمتاع للمستمع، لكنها تعزي حاجة المستمع إلى الصورة أبعدت بعضهم عن الأثير، وتقول أن ''المجتمعات المنشغلة في العمل تميل إلي الإذاعة، ولا وقت لديها للتلفزيون''، وتثني على ميزة الإذاعة المصرية في المساحة المفتوحة لها من الحرية. يقول ''رامي حامد'' مذيع براديو مصر التابع لقطاع الأخبار المصري أن الإذاعة المصرية جذبت في الفترة الأخيرة مجموعة من الشباب، بسبب الإذاعات الشابة، مثل نجوم أف أم وميجا وراديو 90 90، بجانب الفئة الكبرى من المستمعين أثناء قيادتهم للسيارة، أو ربات البيوت اللاتي يسمعن للإذاعة أثناء العمل في المنزل. ويقول ''حامد'' الذى يعمل بالإذاعة منذ عشر سنوات أن الإذاعة المصرية لا تحتفل باليوم العالمي لها، لتكتفي بالاحتفال في 31 مايو ، وهو عيد تأسيس الإذاعة المصرية، ويري أن جذب مستمعين جدد إلي الأثير يعتمد بشكل أساسي على مضامين جديدة لا تقتصر فقط علي الأغاني، لكن أيضًا الأخبار السريعة المتلاحقة، وذلك الذي حدث في وقت ثورة يناير في إذاعة راديو مصر. ''25 مليون جنيه''.. هي نسبة الإعلانات التي حصدها راديو مصر في العام السابق، ليشير ''حامد'' أن الإذاعة المصرية لا تخسر بعكس ما يُشاع، الأمر الذى أكدته ''نهلة'' أن الإدارة الناجحة ذو القيادة والرؤية هي التي ستدفع الإذاعة المصرية إلى العودة إلى دورها مرة أخري. مستمعون: ذكريات الإذاعة لا تُعوض ومن كرسي المذيع إلى المستمع، يقول ''عشري عبد الحفيظ''- 75 عامًا - أنه يستمع إلى الإذاعة المصرية منذ صغره، فيقول :''كنت بسمع صوت العرب وصوت القاهرة وغيرهم'' ، عرف ''عشري'' من الإذاعة أصوات أم كلثوم وفريد الأطرش، ولا يزال متذكراً لصوت بعض الإذاعيين مثل جلال معوض وآمال فهمي وسهير الأتربي ودورية شرف الدين. ''الحاجات بتاعة زمان ما تتعوضش'' .. قالها الرجل السبعيني عن ذكريات يحملها للإذاعة المصرية، ومعلومات سطرها الأثير في ذهنه منذ الصغر، ويتذكر وقت عمله بمهنة ''الإسترجي'' -دهان الخشب- الساعات التي ملأت فيها الإذاعة سمعه بمزيد من المعلومات، ليقتصر استماعه إلى الإذاعة الآن على إذاعة القرآن الكريم، لمعرفة توقيت الأذان وسماع بعض المقرئين المحببين إلى قلبه مثل حسن آدم والطبلاوي وغيرهم. ''عشان أعرف المعلومات''.. قالتها ''مني محمد'' عن أسباب استماعها إلى الإذاعة حتى الآن، فهي تعرف من الإذاعة المصرية الأخبار والأحداث، تحديداً في فترة الصباح من 7 إلى 9 قبيل وفي طريقها إلى العمل، تقول أنها لا تجد وقتاً طوال اليوم لمعرفة الأخبار، تجد في الإذاعة السبيل إلى ذلك. ''أماني موسي'' طالبة بكلية الطب، لم يمنع استخدامها للتكنولوجيا الحديثة من الاستماع إلى الإذاعة حتي الآن، فهي منذ الصغر ألفت أذنها إذاعة القرآن الكريم، والتي يحرص أهلها على تشغيلها في رمضان بالتحديد، أو لاستماعها لمسلسلات على إذاعة الشرق الأوسط، سرعان ما انتقلت لتسمع إذاعات جديدة مثل نجوم أف أم، وتظل تستمع إلى إذاعات الأغاني، خاصةً لما تذيعه من أغنيات لعبد الحليم حافظ وأم كلثوم.