كشفت النيابة الإدارية عن قضية فساد داخل هيئة الطاقة الذرية التابعة لوزارة الكهرباء والطاقة، حيث تلاعب اثنان من قيادات الهيئة، بالاشتراك مع 3 من أعضاء هيئة التدريس في عملية الإعلان والتعاقد مع 510 خريجين لبعض الوظائف، التي تقدم لها أكثر من 16 ألف رغم عدم وجود ضوابط تضمن تحقيق الشفافية وتكافؤ الفرص في اختيار المتقدمين. وبعرض أوراق القضية على المستشار عناني عبدالعزيز رئيس هيئة النيابة الإدارية، أمر بإحالة المسئولين للمحاكمة، وإرسال صورة من مذكرة النيابة لرئيس هيئة الطاقة الذرية لاتخاذ إجراءات المساءلة التأديبية لكل من رئيس وأعضاء لجنة الاختبار بوصفهم أعضاء بهيئة تدريس البحث العلمي بالهيئة ويخضعون لقانون الجامعات، وإخطار وزير الكهرباء بنتيجة التحقيقات. صرح بذلك المستشار عبد الناصر خطاب المتحدث الرسمى المتحدث الرسمي للنيابة الادارية خلال بيان صحفى له صباح الثلاثاء. وأكدت تحقيقات عمر عبده رئيس النيابة، وإشراف المستشارين سامح كمال وعصام المنشاوي مدير ووكيل مكتب فني رئيس هيئة النيابة الإدارية، أن عاطف إسماعيل عبد الرحيم، مدير عام شئون العاملين، اتخذ إجراءات الإعلان عن حاجة هيئة الطاقة الذرية لتعيين عدد 60 فردًا بوظائف الأمن، وعدد 450 بالوظائف المختلفة الأخرى على الرغم من عدم توافر الاعتمادات المالية بالبند المالي 3/2 أجور من موازنة الهيئة، ودون الرجوع لإدارة الميزانية للتحقق من توافر الاعتمادات المالية اللازمة لذلك من عدمه. وجاء بأوراق القضية أن المتهم أعد خطابين موجهين إلى الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، واعتمدهما من رئيس هيئة الطاقة الذرية بشأن طلب الموافقة على التعاقد مع 510 خريجين بالوظائف المختلفة، حيث أثبت على خلاف الحقيقة ما يفيد سماح البند المالي بالصرف على التعاقدات. كما تضمنت كشوف الذين أعلن وقوع الاختيار عليهم للتعاقد أسماء بعض الراسبين في الاختبارات وآخرين تزيد أعمارهم عن 35 عاما بالمخالفة لشروط الإعلان، وذلك على حساب حذف بعض أسماء الناجحين رغم حصولهم على ترتيب متقدم، وفوق هذا وذاك تضمنت تلك الكشوف أعدادًا تزيد على الأعداد المعلن عنها في بعض الوظائف، بالإضافة إلى قيامه بإعداد القرار الصادر عن رئيس هيئة الطاقة الذرية بتعيين 60 مندوبًا وإخصائي أمن رغم عدم توافر اعتمادات مالية تسمح بالتعاقد معهم. وأكد تقرير الاتهام أن نادية محمد حسني، أمين عام مساعد الشئون الإدارية بهيئة الطاقة الذرية، قد أهملت الإشراف على المتهم الأول، مما ترتب عليه ارتكابه المخالفات المنسوبة إليه. كما كشفت تحقيقات النيابة عن تورط كل من رئيس لجنة الاختبار الدكتور سليمان محمد سليمان، وأعضاء اللجنة الدكاترة محمود على محمود وعبد الوهاب محمد خليل ومزدلفة زكي جمال في ارتكاب المخالفات التي شابت أعمال الاختبار، والتي تتمثل في عدم وضع ضوابط للاختيار من بين المتقدمين للإعلان من غير حملة المؤهلات العليا، وعدم تطبيق أي ضوابط أو معايير محددة للمفاضلة بين المتقدمين سواء لحملة المؤهلات العليا أو ما دونهم بما يضمن تحقيق الشفافية وتكافؤ الفرص، مما ترتب عليه أن عملية الاختيار شابها المجاملة والوساطة في ضوء ما تبين من استبعاد بعض الحاصلين على تقديرات مرتفعة لحساب من هم أدنى منهم في التقدير، وكذا اختيار أشقاء لبعض أبناء العاملين للعمل في وظيفة واحدة أو وظائف مختلفة، فضلًا عن استعانتهم بالعديد من العاملين بالهيئة في أعمال لجنة الاختبارات دون استصدار قرار بتشكيل هذه اللجان و عدم قيامهم بالتوقيع على محاضر اعمال اللجنة.