منحت مؤسسة ''ياد فاشيم'' الإسرائيلية الطبيب المصري الراحل محمد حلمي لقب ''منصفون بين الأمم'' وذلك بعد 31 عاما من وفاته، حسبما ذكر بيان للسفارة الألمانية بالقاهرة يوم الأحد. وبهذا اللقب أرادت المؤسسة، التي أنشأت عام 1953 وتتولى توثيق أحداث الهولوكوست (المحرقة النازية لليهود) وتخليد ذكرى ضحاياها، تقدير جهود الطبيب المصري، الذي كان يعيش في العاصمة الألمانية، في إيواء فتاة يهودية وإخفائها عن النازيين عام 1942 وحتى انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 وكان محمد حلمي، الذي وُلد في الخرطوم عام 1901، قد انتقل عام 1922 إلى برلين لدراسة الطب. وبعد التخرج عمل في معهد روبرت كوخ، لكنه سرعان ما فُصل عن عمله عام 1937 لأسباب عنصرية بعد وصول النازيين إلى الحكم في ألمانيا. وبعدما انتهت الحرب، بقي حلمي في برلين إلى أن توفي فيها عام 1982. وقالت أيرينا شتايهفيلد مديرة قسم ''منصفون بين الأمم'' في ''ياد ?اشيم''، إن السبب في تكريم حلمي كأول عربي كمنقذ للشعب اليهودي، إن اللجنة حصلت على وثائق من أحد الباحثين في تاريخ اليهود من ضحايا المحرقة النازية في حيه. ووصفت الوثائق قصة قيام محمد حلمي وفريدا ستستورمان بإنقاذ آنا بوروس ( غوتمان ). وأشارت شتايهفيلد إلى أن وضع حلمي كمصري مسلم بعد وصول هتلر إلى السلطة في سنة 1933، أصبح معقدا، ''لأنه وفقا لعقيدة السلالات العرقية ينتمي إلى الجنس ''الحامي'' وليس إلى الجنس الآري، لذا لم يتمكن من الزواج من خطيبته الألمانية. ولم يتزوجها إلا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية مباشرة''. وقالت إن ''حلمي كان قد انتقد النازيين، واُعتقل بسبب ذلك، وفي وقت لاحق اُحتجز في معسكر بالقرب من مدينة نورمبرج، لأنه كان مصريا وكانت مصر ضمن أراضي الإمبراطورية الإنجليزية وكانت انجلترا بلدا عدوا للنازيين، وعلى الرغم من أن حلمي كان يواجه العديد من المشاكل، إلا أنه مع ذلك كان ينتقد النازيين''. وأوضحت شتايهفيلد أن آنا بوروس، التي كان عمرها آنذاك 16 عاما، وتعيش في برلين مع والدتها وزوج الأم، خبأها حلمي في عريش في منطقة برلين- بوخ، وقالت ''عندما تأزم الوضع ذهب بها إلى فريدا ستستورمان حيث بقيت بضعة أسابيع حتى هدأت الأوضاع. كما قام الدكتور حلمي أيضا بتقديم الرعاية الطبية لجدة وعم آنا اللذين كانا مختبئين أيضا. وكان في ذلك خطورة كبيرة بالنسبة لشخص في وضعه، مع هذا فقد وقف إلى جانب مرضاه''. ووصفت شتايهفيلد، حلمي بأنه ''كان رجلا صاحب شخصية قوية، وذا خلق ولا يخاف''، مشيرة إلى أنه ولا يوجد بين الأشخاص الذين منحوا لقب ''المنصفون بين الأمم''، والبالغ عددهم 25 ألف شخص، قاسم مشترك، فهم من جميع الأديان، وبنيهم ملحدون (أيضا). وينتمون إلى جميع الفئات العمرية ومختلف المهن. لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا