طلاب وطالبات، أنشطة تجمعهم جميعاً داخل أروقة الكليات المختلفة، انطلاق يصاحب الشباب المفعم بالحياة، كلها مظاهر تنوعت داخل أروقة جامعة القاهرة ، طلاب يهتفون بينما زملائهم يستعدون لمحاضرة جديدة ، أو يندمجون فى لعبة كرة قدم، لكن تلك الحيوية لا تخلو من عنفوان السياسة الذي يلقي بظلاله على الحرم الجامعي. جامعة القاهرة كغيرها من جامعات المحروسة تشهد حالة من الصخب السياسي منذ بداية العام، بدأت بمسيرات من طلاب مؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين؛ والتى خرجت تنديداً بفض ميداني رابعة العدوية والنهضة ، ومطالبةً من جانب آخر بكسر ما أسموه "الانقلاب العسكري". لكن حالة الزخم زادت بعد المسيرات التى تشهدها الجامعة اعتراضاً على ما رأوه عنف الشرطة فى التعامل مع مسيرة كلية الهندسة، والتي راح ضحيتها الطالب "محمد رضا" مع مجموعة من المصابين، ليزداد الزخم السياسي داخل أروقة الحرم الجامعى هذه المرة، ويؤثر على كل الطلاب من مختلف الأراء السياسية. على مقربة من وقفة احتجاجية تشهدها كلية الإعلام جامعة القاهرة ، تجلس كل من "منة"، أولى حقوق و"سارة" أولى تجارة، لم يمعنهما حداثة الإلتحاق بالجامعة في إبداء رأيهما، فهما يلتقيان بالقرب من مظاهرة كلية الإعلام، في حالة من "الضيق" مما يحدث داخل الحرم الجامعي. "سارة" و"منة".. لا سياسة داخل الجامعة "من ساعة ما دخلنا الجامعة و المظاهرات لم تتوقف..كل شخص عايز يقول رأيه..ولا أحد يراعى رغبتنا فى التعلم بعيداً عن السياسة"، كلمات أطلقتها "منة" حول المسيرات السياسية في الجامعة؛ فهي لا ترى في التعبير عن الرأي أزمة بشرط ألا يؤثر على الدراسة، وتلتقط "سارة" الحديث :"للأسف يومنا تأثر سلبياً بالمظاهرات". تقول "سارة": "من الأفضل أن تكون المظاهرات داخل الجامعة مقتصرة على مطالب من الطلاب، مثل مشكلات فى المصاريف مثلاً، لكن بعيدة عن السياسة و "رابعة" و شخصنة الأمور والهتاف ضد أشخاص بعينها فى السلطة، وتختلف "منة" معها لتؤيد فكرة عدم جواز أية مسيرات داخل الحرم الجامعى، لإنه للدراسة وفقط، وتقول "سارة" :"إحنا يوم مظاهرات كلية الهندسة اترمى علينا غاز..ووجدنا صعوبة فى العودة لمنازلنا ، واهالينا قلقوا علينا..واضح اننا شعب مش فالح غير فى المظاهرات"، بحسب رأيها. "محمد وإنجي".. السياسة أفسدت الدراسة "محمد"، طالب بالفرقة الرابعة بكلية الحقوق، يقول:"الشرطة لا تستخدم العنف داخل الجامعة لإنهاء المظاهرات، إحنا عايزين قانون التظاهر يتطبق داخل وخارج الجامعة، وده بيحصل فى أى دولة في العالم زي أمريكا وغيرها، لو مظاهرة بدون إخطار أو بتمارس التخريب بيتم التصدي ليهم وبكل حزم". ويتابع طالب كلية الحقوق :"أنا مش مع السيسي ولا عدلي منصور، لكن مع فكرة تطبيق القانون ورجوع للدولة في البلد، الدولة لازم تمشي، أنا بسبب مظاهرات الإخوان معرفتش أملّى بنزين لعربيتي ولا أدرس في الجامعة، ده طبعًا غير دكاترة الإخوان اللى بيخرجوا الطلاب المعترضين معاهم خارج محاضراتهم، والتعنت معهم فى الامتحانات". لم يكن هذا رأى "محمد" وحده، فقد وافقته فى الرأى صديقته "إنجى"، وتقول :"المظاهرات بتعطل كل حاجة، ومن ساعة ما بدأت الدراسة والإخوان مش عايزين الدراسة فى الجامعة تستمر..ولا عارفين ندرس فى أمان بسبب المسيرات". شروق وياسمين وعلا.. حق الطلبة لازم يرجع وفي انتظار بدء محاضرتها، تجلس "شروق" الطالبة بالفرقة الأولى من كلية دار العلوم، تستمع إلى أصداء هتافات ضد الشرطة و الدولة العسكرية، لتقول :"عندهم حق" ، فالطالبة ترى أن كل ما تنادى به المسيرات فى الجامعة من حق الطلاب؛ نتيجة لما شهدته الجامعة من تجاوزات من الأمن وقوات الشرطة في الأسبوع الماضي. لكن صديقتها "ياسمين"، لم تكتفِ بالموافقة على آراء الطلاب، لكنها شاركت فى المسيرات فى الجامعة، وهي ترتدي وشاح يحمل إشارة "رابعة" وتقول :"إزاي نتعلم ونكمل دراستنا عادى وفيه طالب مات و طلاب اتصابوا بداخل الحرم الجامعى؟!، اللي حصل في كلية الهندسة وقبله قتل الناس في رابعة العدوية والنهضة لا يمكن يمر مرور الكرام". وترى "ياسمين" أن ما يجب أن تنادى به المظاهرات ليس فقط القصاص للطالب المتوفى، لكن يجب أن يُصعد للمطالبة بإسقاط النظام، حسب قولها، وترى "مشيرة"، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الإعلام، أن المظاهرات لم تؤثر على اليوم الدراسي "إحنا بنتبع نظام الساعات المعتمدة، يعني لازم نحضر عدد ساعات معين والمحاضرات لا تٌلغى وفقًا لهذا النظام". "لكل فعل رد فعل، والمظاهرات دي رد فعل للعنف اللي حصل"، بذلك الرأى بررت "علا"، الطالبة في كلية دار العلوم، خروج المسيرات والمظاهرات في الجامعة، لكنها في نفس الوقت ضد أن تكون تلك المسيرات سببًا في تعطيل الدراسة داخل الجامعة. لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا